; بريد المجتمع (1053) | مجلة المجتمع

العنوان بريد المجتمع (1053)

الكاتب بأقلام القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 15-يونيو-1993

مشاهدات 16

نشر في العدد 1053

نشر في الصفحة 62

الثلاثاء 15-يونيو-1993

لكنها.. لم تلامس نخوة المعتصم

منذ بدأت محنة المسلمين في "البوسنة والهرسك" ومصادر إعلامنا «القوية» تطالعنا بأن المسلمين في "البوسنة والهرسك" يضطهدون ويداسون وينحرون كما تنحر الشياه؛ ففي بلدة "سراييفو" قتل كذا شخص، وفي بلدة كذا قتل وأصيب عدد من الأشخاص، واغتصب عدد من النساء، وحدث انفجار وقصفت مدينة كذا.. أخبار عندما يراها المؤمن يتألم ويبكي.. يقلب أفكاره ويحدث نفسه.. درست في المرحلة المتوسطة والثانوية عددًا من الجمهوريات ذات الأقلية الإسلامية، ولكن لم أسمع بجمهورية البوسنة والهرسك.. يتحسر في نفسه وقلبه يمزق.. أكان لنا هناك إخوة يضطهدون لا نعرفهم.. آه أين الأخوة في الإسلام؟! ثم يتابع مشاهدته وهو في ألم وضيق، وفي خلجات أنفاسه أسئلة عديدة.. ما دورنا تجاه القضية؟ ما دورنا كمؤمنين تجاه مؤمنين أمثالنا؟! ما دور إعلامنا؟ أین دور حكوماتنا؟

أسئلة لا أجد لها إلا الآذان الصمَّاء والقلوب المتحجرة.. ثم أخذ يسترجع الماضي وذكرياته البطولية عندما أتى رجل إلى الخليفة المعتصم بالله وقال له: إن أحد الروم لطم امرأة مؤمنة فاستنجدت بك وصاحت قائلة: وا معتصماه.. فسير المعتصم جيشًا إلى عمورية ففتحها وهزم الروم شر هزيمة.

والآن كم من امرأة مؤمنة في البوسنة والهرسك لا يلطم الوغد الصربي وجهها وإنما يغتصب عرضها ويسلب شرفها.. فتصرخ وا إسلاماه.. وا إسلاماه.. ولكن:

رب وا معتصماه انطلقت        ملء أفواه الصبايا اليتم

لامست أسماعهم لكنها           لم تلامس نخوة المعتصم

حقًّا.. والله لم تلامس نخوة المعتصم.. فيا ربنا أنت ملاذنا.. استجب دعاء مساكين لم يلجأوا إلا إليك، سبحانك فاكسهم بعفوك وعطفك، واستر نساء لا مجيب لصرخاتهم إلا أنت.. سبحانك أنت القوي القادر على كل شيء.. ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم: 47).

عبد الله بن عبد العزيز السلطان

السعودية- الأحساء

الإسلام قادم..

سأل "محمد" أباه: ما بال هذا الطفل يبكي يا أبتاه؟ رد عليه أبوه بعد برهة من الزمن.. وقد تلعثمت الأحرف في فمه.. وسقطت دمعة حارة على خده لتسكب على يد ابنه "محمد".. التي كان قد وضعها على صدر أبيه.. نظر "محمد" إلى أبيه.. وقال له: يا أبتي ماذا بك؟ قال: يا "محمد"، هذا ضحية من ضحايا المسلمين.. وجدها الصرب لقمة سائغة في أيديهم.. لم يحسبوا لها أي حساب.. لقد شرد الشيوخ وهتك عرض النساء العذارى.. ويتم الأطفال وقتل الرجال.. وما بقي شيء إلا ودنسه الصرب حتى.. ثم عاد ليمسح دمعة سقطت على خده.

لقد أغلق العرب والمسلمون بل والعالم كله آذانهم عن تلك المذابح والمجازر والإهانات والتعذيب.. والطرد والتشريد لشعب مسلم عرف الله ووحد الله.. إنهم إخواننا في العقيدة، فلماذا نصم آذاننا عنهم؟!

أوجه هذا النداء إلى كل مسلم في كل مكان وأقول له: عليك أيها المسلم مسئولية عظيمة قد ألقيت على عاتقك بعد أن أبت السماوات والجبال حملها، فها أنت تحملها، وقد حملها قبلك الأنبياء والصحابة؛ ألا وهي إبلاغ هذا الدين.. ومن أوجه الدعوة البيان للناس ماذا يحدث لعضو من أعضائهم.. فها هي "الصومال" ومن قبلها "أفغانستان" ومن بعدهما "البوسنة"، والطامة الكبرى ما يحدث في بلاد المسلمين من الذين أسموا أنفسهم بالمسلمين.

فالله الله أيها المسلمون في التكاتف والتعانق والالتفاف، فلا تفرق بيننا الحدود، ولا ما يسمونه بالجنسيات.. وأقول لكم كلمة أخيرة تردد صداها في جنبات المعمورة.. وخفقت بوادرها في شتى مناكب الأرض.. ألا وهي «الإسلام قادم».

نعم.. أخي المسلم، إن الإسلام قادم.. أقولها في وجه كل علماني متجبر على الله، وإلى كل شيوعي نسي خوف الله، وإلى كل يهودي دنس أراضي المسلمين، وإلى كل نصراني شمخ بأنفه عاليًا على أبناء المسلمين.. أقولها وأنا موقن بها: الإسلام قادم.

أبو أسامة الحارثي

السعودية- الظهران

ردود خاصة

• الأخ/ إبراهيم المزيني- السعودية- بريدة:

نشكرك على غيرتك وعلى حرصك أن تدخل "المجتمع" إلى كل بيت، كما نشكرك على النصيحة القيمة التي نتقبلها كما تحب بانشراح صدر وسعة بال.. ولا يفوتنا أن نشير إلى أن المسائل الخلافية أو التي فيها أكثر من قول على وجاهة الآراء كلها إلا أن الحكمة في رأي قد تكون أظهر منها في رأي آخر، وكذلك المصلحة الشرعية ربما تجلت في مذهب دون آخر.. ومراعاة استفادة القارئ وتأثره إحدى الأهداف التي تملي علينا الأخذ المتخير من مجموع الأقوال والنظرات الفقهية.

• الأخ الشيخ/ خالد رزق تقي الدين- إمام وخطيب مسجد التوبة- البارجواي:

طمأنتنا رسالتكم عن تلقيكم الاستجابة المباشرة لطلبكم، وهذا أقل ما يمكن أن نشارككم به من أعباء الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والإضاءة الهادية، نسأله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وشكرًا لمتابعتكم.

• الأخ/ الياوراس بو جمعة- جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية- قسنطينة- الجزائر:

نرحب بك أخًا عزيزًا، ونشكرك على إطرائك، ونفيدك بأن قيمة الاشتراك «20» دينارًا كويتيًّا أو ما يعادلها، وإذا لم تحصل على قسيمة اشتراك فيكفي الطلب مكتوبًا برفقة القيمة.

• الأخ/ عبد الله عبد الرحمن المسلم- السعودية- حائل:

شكرًا لمشاركتك الطيبة وصرختك المدوية التي تريد أن تسمعها كل المسلمين في كل مكان.. من خلال كلماتك الحماسية التي تحتاج إلى شيء من التركيز والهدوء حتى تصل الفكرة صافية من غير لبس أو مبالغة أو تشويش.

ملاحظة أخيرة: فإن الفاكس غير واضح، واستطعنا قراءة المقال بصعوبة.. نرجو الانتباه لذلك مستقبلًا ونحن بانتظار رسالتك القادمة.

• الأخ/ ناصر الدين- سلطنة عمان- مسقط:

الحرب الآن دائرة ضد كل ما هو إسلامي، وخاصة إذا كان على صلة بالجهاد الذي يقلق بال القوى المتربصة بالإسلام وأهله، ومن هنا الحملة والتشويه للمجاهدين العرب في "أفغانستان"، أما حكاية صراع القوى فهي حقيقة واقعة، ويمكن أن يكون المسلمون من ضحاياها، كما يمكن أن يستغلوها لصالحهم في بعض الأوقات بشرط أن يصل تخطيطهم إلى المستوى الذي يؤهلهم لإحباط الكيد المدبر ضدهم، ثم إن كثيرًا من الصحفيين الذين ينالون من الإسلاميين وخاصة المجاهدين منهم يبدءون بمقدمات منطقية وربما استندوا إلى بعض الحقائق لينتهوا إلى تثبيت الفكرة التي يريدونها في عقول القراء، فلا ينبغي أن تأخذنا الحماسة فندحض المنطق أو الحقائق التي يسوقونها، وإنما ينبغي الربط بين النتائج التي يصلون إليها والأهداف الحقيقية التي يريدون تحقيقها مستغلين بعض الأخطاء وبعض الوقائع، أما الأهداف الحقيقية فتبقى هي خدمة القوى التي تخشى عودة الإسلام لاستلام الزمام من جديد، على مصالحها وتجبرها.

الآثار المتوقعة للنظام العالمي الجديد على العالم الإسلامي

تعرف مجلة التايم الأمريكية النظام العالمي الجديد بأنه الهيمنة الأمريكية المطلقة، وقد يتساءل البعض عن سبب الكتابة عبر هذه الأسطر عن النظام العالمي الجديد؟

بما أن حديث العالم أجمع قبل أشهر عن النظام الجديد في العالم عبر وسائل إعلامه ومنتدياته، وبما أننا جزء من هذا العالم كان لا بد لنا أن نعرف الأثر المتوقع لهذا النظام على العالم الإسلامي.

ولعل أهم الآثار المتوقعة للهيمنة الأمريكية على العالم الإسلامي هي: محاولة تحجيم القوة الاقتصادية للدول الإسلامية والسعي للتحكم في ثراوتها، وذلك عن طريق فرض بعض الضرائب على منتجات البترول لتلك الدول، ويقول وزير البترول السعودي «هشام ناظر»: إن دخل دول الأوبك من نفطها قرابة 75 مليار دولار في العام، وأن الضرائب التي تجنيها أوربا في العام ما يقارب 210 مليار دولار؛ أي ثلاثة أضعاف الدول المنتجة.

ومحاولة ضرب القوة الاقتصادية لدول الخليج وتحجيم القوة العسكرية لها أثر آخر، فالناظر للخسائر المالية الضخمة التي تكبدتها دول الخليج يلاحظ ذلك.

وعقد مؤتمر في باريس بعد حرب الخليج يطالب أعضاء المؤتمر فيه بتقليل القوة العسكرية لتلك الدول.

والضغوط الدولية على بعض الدول الإسلامية التي تملك القوة العسكرية «النووية» للتخلي عن برامجها العسكرية نوع آخر من آثار النظام الجديد، "فباكستان" منعت من المساعدات الدولية بسبب مضيها في برامجها النووية، مع العلم أن "إسرائيل والهند" تملكان السلاح النووي؛ ولكنهما لا يتعرضان لأي ضغوط دولية.

إن محاولة فرض نوع من الحلول بين العرب و"إسرائيل" عن طريق مؤتمر السلام هو نوع من بسط النفوذ الأمريكي على "الدول العربية".

والسعي لمنع أي صورة من صور الوحدة الإسلامية، وقد وضعت قنابل موقوتة بين الدول العربية «مسألة الحدود» وهناك مشاكل حدودية بين الدول الإسلامية طالما تظهر وتختفي، ومثال لذلك "مصر والسودان، والكويت والعراق وغيرها".

هذه بعض الآثار المتوقعة للنظام العالمي الجديد على العالم الإسلامي. إن النظام العالمي الجديد بمتغيراته يمثل تحديًا للأمة الإسلامية، فالإسلام نظام لا يسمو عليه أي نظام آخر، وفي الغرب يعرفون ذلك جيدًا، ويعرفون أنه لو منح الإسلام فرصة لكي يعكس صورته الحقيقية لما كانت الغلبة لأي مذاهب دنيوية.. فهل تعي الدول الإسلامية ذلك؟

خالد إبراهيم مضيربي

السعودية- الظهران

ما يكنه قلبي لمجلتكم..

أقف عاجزة عن التعبير عن ما يكنه قلبي لكم ولمجلتكم الغراء من إعجاب شديد، فهي بحق تعد نجمة ساطعة في عالم وسائل الإعلام المقروءة في عصرنا هذا الذي كثرت فيه المتاهات، فجزاكم الله خيرًا.

إخواني: أقرأ مجلتكم هذه باستمرار، وعند قراءتي لها أشعر بفرحة تغمرني وبخوف ينتابني؛ أشعر بالفرحة لأنها لا تخاف في الله لومة لائم، وأخاف عليكم من الأعداء الذين يقفون بالمرصاد لكل من يدافع عن الإسلام وأهله، وقاكم الله شرهم.

  أختكم في الله/ شيخة عبد الله الطالب

السعودية- الرياض

رسالة قارئ

الصحوة الإسلامية والأنظمة العربية.. هل إلى وفاق من سبيل؟

بقلم: مصطفى العدوي- الكويت

في كل بقعة من العالم الإسلامي أصوات عالية وصيحات تدوي وتهتف بالعودة إلى الإسلام وتهيب بالمسلمين حكامًا ومحكومين أن يلتزموا الإسلام في سلوكهم، كما هتف به وأهاب بالمسلمين أن يلتزموا به من قبل "محمد بن عبد الله" - صلى الله عليه وسلم، وكما أقام عليه دولته الأولى في المدينة.

ومن دواعي الحسرة والأسف أن حاربت الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين هذه الدعوات وقامت بمواجهتها متخذة من أخطاء نسبت إلى بعض أفراد الداعين إلى الإسلام ذريعة لمحاربة كل دعوة تنادي بالعودة إلى الإسلام منهجًا ونظامًا للحياة. وانطلقت الأصوات الحاقدة على الإسلام في كل مكان تحذر من التطرف والإرهاب والأصولية الإسلامية، وأذكت الأنظمة الغربية الصليبية نار هذه الحرب بعد أن أطلق شرارتها الأولى أعوانها في العالم الإسلامي؛ فكل يوم نقرأ في الصحف الغربية ما من شأنه أن يشوه الإسلام والداعين إليه ويشعل نار الفتنة بين القائمين على أمر المسلمين وبين شعوبهم التي ترغب في العودة إلى الإسلام والالتزام بمبادئه الكريمة حتى وقر في أذهان المسئولين في عالمنا الإسلامي أن الخطر يتهددهم من الأصولية الإسلامية ودعاتها، وهم كما صور لهم الغرب لا يصرحون بأنهم يعادون دعوة الإسلام نفس المقولة يرددها زعماء الدول الغربية، إنما يزعمون أنهم فقط يحاربون التطرف في الإسلام، وما التطرف عندهم إلا الالتزام بالإسلام منهجًا للحياة ونظامًا للحكم، فالدعوة إلى إقامة الحدود تطرف، والدعوة إلى تطهير النظام الاقتصادي للدولة من الربا تطرف، والدعوة إلى تطهير أجهزة الإعلام والتربية من كل ما يخالف قيم الإسلام تطرف، والدعوة إلى إصلاح مناهج التعليم من منظور إسلامي تطرف، والدعوة إلى أدب إسلامي تطرف، والدعوة إلى إحياء روح الجهاد في الأمة ونصرة قضايا الإسلام والمسلمين تطرف، والدعوة إلى إحياء الأخوة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية وإقامة وحدة إسلامية ينطوي تحت لوائها الشعوب الإسلامية في كيان سياسي موحد.. تطرف.

ماذا بقي من الإسلام بعد ذلك من تعاليم لم يشملها التطرف الذي يحاربه الغرب وأعوانه؟

أبعد كل ذلك يزعم الغرب وأعوانه أنه لا يحارب الإسلام إنما يحارب التطرف، والتطرف فقط؛ ألا ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (الكهف: 5).

ومع ذلك ومن منطلق حسن الظن ندعو المسؤولين في عالمنا الإسلامي أن يعملوا عقولهم وأن يحكموا على الأشياء بعيدًا عن منطق الهوى، وأن يتجنبوا التطرف في معالجة قضايا الشعوب التي ولوا أمرها، وأولى هذه القضايا قضية الإسلام والحكم به، ولو أنهم فعلوا ذلك لاستبان لهم أن الخير كل الخير في الإسلام ودعوته، وأن فيها عزهم وعز شعوبهم ومجدهم ومجد شعوبهم، ولتعاونوا مع دعاة الإسلام في تهيئة المناخ الملائم للعودة إلى الإسلام، ولحل الوئام بينهم محل التناحر والتباغض، ولعلموا أن دعاة الإسلام دعاة حق وخير، وليسوا طلاب حكم ومغنم.

وليعلم المسئولون في عالمنا الإسلامي أن هذا الشباب المسلم الذي أشربت روحه حب الإسلام هو عدة هذه الأمة وعتادها، فمدوا أيديكم إلى هذا الشباب الطاهر النقي الأبي الفتي، فوالله ليس في الأمة من هو أخلص منه للوطن وأرعى للذمم؛ ذلك أنه يستمد إخلاصه لبلده ووطنه الإسلامي من عقيدته وتعاليم دينه.. إنه يريد المجد والعزة لدينه الذي ارتضاه رب العالمين للبشرية دينًا، ويدرك أن عزة الإسلام لن تتحقق إلا بأمة قوية.. قوية في عقيدتها، قوية في نظامها الاجتماعي والاقتصادي، قوية في جيشها وسلاحها، وكل ذلك لا يتحقق إلا بنهضة شاملة في كل مرافق الحياة؛ زراعية وصناعية، فمن هذا المنطلق تراه عاملًا مجدًّا في مصنعه.. موظفًا مخلصًا في ديوانه، أمينًا على عمله؛ لأنه يعتبر ذلك جهادًا في سبيل الله، كما قال "رسول الله" -                      صلى الله عليه وسلم-: «العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته». (رواه الطبراني).

وإياكم ونعيق الحاقدين على الإسلام وأمته، فهم يريدون أن يوقعوا العداوة والبغضاء بين الأمة والمسؤولين.. يريدونها فتنة تقضي على الأخضر واليابس، ولتعلموا أن الانحراف في فهم الإسلام ليس أمرًا جديدًا، وليس هو القضية أو بيت القصيد كما يقولون. إن القضية أن الأمة الإسلامية بينها وبين الإسلام مسافات شاسعة في نظام الحكم.. في مناهج التعليم.. في الإعلام.. في النظام الاقتصادي.. في النظام القانوني، وأنه على كل مسلم أن يعمل على إنفاذ شرع الله في نفسه وأسرته ومجتمعه، وعلى المسئولين في العالم الإسلامي أن يتعاونوا مع كل دعوة تستهدف هذه الغاية النبيلة حتى يتحقق لأمتنا عزها وسعادتها، ولكم أيها المسئولون بعد ذلك باسم الإسلام إن أنتم التزمتم بأحكامه أن تضربوا بكل قوة على يد من تسول له نفسه أن يعكر صفو المجتمع القائم على شرع الله، ويأتي من الجرائم ما يروع به الآمنين، أما أن ننخدع بشعارات أعداء الإسلام وتتحول بعض الأنظمة في عالمنا الإسلامي إلى أداة بطش وإرهاب لشعوبها تحت دعاوى مكافحة التطرف وغير ذلك من مسميات، فهذا أمر لا يجلب على أمتنا إلا الشر والدمار الذي ندعو الله أن يعصم أمتنا منه حكامًا ومحكومين في ظل تعاليم ديننا الحنيف.

الرابط المختصر :