العنوان بريد القراء (193)
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974
مشاهدات 18
نشر في العدد 193
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 26-مارس-1974
بريد المجتمع
• المواطن المسلم الأجنبي
الأخ عبد الله عبد الغفار شاكر، أرسل إلى المجتمع رسالة بتوقيع «مواطن مسلم أجنبي» قال فيها:
«لا شك أن السؤال باب واسع للتعلم والمعرفة.. ثم هو وسيلة للتنفيس عن النفس البشرية القلقة.. ونحن المسلمين نعيش هذه الأيام نظمًا مزدوجة في قلب الحياة.. فهناك مدع بالزعامة الإسلامية.. ومع ذلك يطبق أشياء تحير العقل وتبلبله، وربما جر إلى عواقب صعبة الحل على نفس الإنسان. لذلك.. ولنخرج من متاهات الظلم أو الظلام، ولتحقيق قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل: ٤٣) نجد من حقنا أن نسأل عسى أن نجد الإجابة التي قد تمحو بعض ما في النفس».
ثم سجل الأخ عبد الله في رسالته الأسئلة التالية:
١- هل يبيح الإسلام التفرقة في المعاملة باسم المواطنة؟ وما حدودها؟ بمعنى: رجل يعمل في بلد إسلامي وهو مسلم؛ لكنه يحاسب بأقل من ابن ذلك البلد؛ لأنه أجنبي، فليس من حقه أن يشكو من غلاء المعيشة مثلًا؟
٢- من هو الأجنبي في الشريعة الإسلامية؟
٣- هل توجد تفرقة في التحصيل بالنسبة للعلم؟ بمعنى: لا يحق لأبناء الأجانب المسلمين أن يتفوقوا علميًّا على أبناء البلد الذي يعيشون فيه.
٤- كيف يكون نظام الأجور في الإسلام؟
٥- ومن يحق له أن يدير أمور المسلمين؟
• هذه الأسئلة تجول في نفس الأخ عبد الله، ويحب من «المجتمع» الإجابة عليها.
ونحن نقول للأخ عبد الله: إننا لا يمكننا أن ننطلق في الإجابة على هذه الأسئلة إلا من منطلق إسلامي، كما تحب أنت وترضى، وإن كانت هذه الموضوعات تحتاج إلى بحث مستفيض إلا أن هذا لا يمنع من إجابة موجزة في صفحة القراء:
أولًا: إن الإسلام يعتبر المسلم مواطنًا له كامل الحقوق في أي بلد إسلامي حل فيه، وليس على أي إنسان على وجه الأرض لينال هذه الحقوق إلا أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وبعدها يصبح له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ولا يرضى الله ولا رسوله تفرقة في المعاملة باسم المواطنة، أو الجنس، أو الأسرة، أو الجاه، والله يقول: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ﴾ (الحجرات: ١٣)، ورسوله يقول: «لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى»، وواقع الحياة التي عاشها المسلمون حيث طبق الإسلام يشهد على ذلك، وليس في الإسلام هذه التفرقة في جنسيات المسلمين وأوطانهم، أو هذه الحدود المصطنعة، أو هذه الامتيازات المتاحة لمسلم دون آخر.
وثانيًا: إن الأجنبي في عرف المسلمين هو غير المسلم الذي يعيش في غير بلاد المسلمين، وإن كانت هذه التسمية لها اصطلاحات عند المسلمين مختلفة؛ فهناك الذمي، وهناك المعاهد، وهناك دار الحرب، ودار الإسلام، وكل من هذه الاصطلاحات لها معانيها الخاصة، وعلى أساس معناها تكون الحقوق والواجبات، ويكون التعامل.
وثالثًا: إن الأجر في الإسلام يعطى على قدر العمل، فلا يجوز أن يرغم الإنسان على قبول أجر على عمل يعمله أقل من أجر إنسان آخر يعمل العمل نفسه، وذلك بحجة أن أحدهما من أهل البلد والآخر وافد إليه، فإذا قصدت هذه التفرقة على هذا الأساس فهي جاهلية يتبرأ الإسلام منها.
ورابعًا: أن العلم واجب على كل مسلم قبل أن يكون حقًّا؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وواجب المسلمين تسهيل سبيل العلم لطالبه، فإذا كانت الدولة الإسلامية تمنح فرصًا لطالبي العلم بالمجان، أو تساعدهم، أو تشجعهم، فيجب ألا يكون ذلك على أساس الجنس، أو المواطنة، أو القبيلة، أو الأسرة، بل يجب أن يكون المسلمون جميعًا أيًّا كانت جنسيتهم متمتعين بالتساوي بمثل هذه الفرص.
خامسًا: نظام الأجور في الإسلام ليس فيه تفرقة إلا بحسب قدرة العامل واستعداده ونشاطه، ولا يقبل الإسلام أن تكون الأجور بحسب العرق أو اللون أو الجنس.
سادسًا: أما من يحق له أن يدير أمور المسلمين، فينبغي أن يكون أقدرهم وأدراهم وأعلمهم، ومن يرتضونه ويبايعونه، وللحاكم المسلم أن يختار أعوانه بعد ذلك من أهل الكفاية والدراية، متبعًا في ذلك نظام الشورى في الإسلام.
هذه إجابات موجزة رأينا من حق الأخ علينا أن ننشرها، ولقرائنا أن يكتبوا ما يعلمونه إن شاءوا في هذه الموضوعات.
المحرر
في ميدان العالم الإسلامي
• الأخ عبد الله السنيدي من السعودية أرسل يفخر بما تقدمه المجتمع في ميدان الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي، قال:
فإنه ما من شك في أن المجتمع وصلت إلى القمة بين المجلات التي تخدم الدين الحنيف، وهذا شيء يفتخر به قراؤها قبل محرريها. وإني لمسرور بما تقدمه المجتمع لقرائها، وخاصة في ميدان التعريف بالحركات الإسلامية في جميع الدول، سواء كانت مقابلات أو رسائل من زعماء تلك الحركات، وأنا أعتقد أن هذه الحركات ستقوم بدور كبير في نشر الدعوة الإسلامية إذا ما قدم لها المال والدعم اللازم.
مجلدات المجتمع موجودة
• وكذلك أرسل الأخ إسماعيل محمد إسماعيل من الرياض رسالة بهذا المعنى أيضًا، مستحسنًا ما يكتب في المجتمع عن حال إخواننا المسلمين في جميع أقطار الأرض، حيث يقف الإنسان المسلم على أحوال إخوانه.
ويسأل الأخ إسماعيل عن إمكان الحصول على أعداد المجتمع السابقة، ونحن نقول له: إن ذلك بالإمكان، فقد دأبت «المجتمع» منذ صدورها على تجليد أعدادها في مجلدات، كل مجلد يحتوي على أعداد نصف سنة، ولمن أراد الحصول عليها أن يرسل في طلبها، ومع الرسالة يرسل شيكًا باسم رئيس التحرير بما يعادل ثلاثة دنانير كويتية للمجلد الواحد.
وبرامج الإذاعة أيضًا!
• أحد الإخوة أرسل رسالة بتوقيع «محمود» أشاد في هذه الرسالة بما تكتبه «المجتمع» حول برامج التلفزيون، وأحب أن يلفت النظر إلى أن الإذاعة أيضًا تحتاج إلى علاج؛ لأنها تسير على هواها، ولا تجد من ينتقدها، ويضرب مثالًا بأن الإذاعة دأبت من مدة على قراءة القرآن قبل المغرب، ولكنه لاحظ أن فترة القراءة تنقص شيئًا فشيئًا، فقد تدرجت من نصف الساعة إلى ثلث الساعة، إلى ربع الساعة، وكل يوم هي في نقصان.
والأخ محمود يريد من المجتمع أن تحمل عبء نقد برامج الإذاعة أيضًا.
• نرجو یا أخ محمود أن نتمكن من القيام بالواجب.. وإن كان أمر التلفزيون الآن أولى بالإصلاح لخطورته وسعة انتشاره والتفاف الناس حوله.
«قالوا سلامًا!»
• الأخ جاسم خالد- الكويت أرسل إلى «المجتمع» معترضًا على ما شاهده في إحدى المسرحيات التي تعرض في التلفزيون بسبب ما فيها من تصرفات لا تليق مع آيات القرآن الكريم، قال: «في مساء أحد أيام الأربعاء نقل إلينا تلفزيون الكويت مسرحية «طار الطير» من المسرح العربي، والذي أثار اشمئزازي أن أحد الممثلين وقف في إحدى اللقطات ليلقي كلمة مرحة، فقال بعد أن تلا: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ﴾ «وضرب قدمه في الأرض، ورفع يده على جبهته في هيئة سلام عسكري» بدلًا من إكمال الآية بقوله: ﴿قَالُوا سَلَامًا﴾.
فهل لم يبق علينا إلا القرآن لنتندر عليه؟ ونضحك به؟
أهو أنزل من أجل ذلك، أم أنزل لنحمله دعوة للناس ورحمة للعالمين؟
العجيب أن هؤلاء لا يستطيع أحدهم ولا يجرؤ أن يستهزئ يومًا بنص من نصوص التوراة أو الإنجيل ولو مرة واحدة؛ أما القرآن وآياته والإسلام وتعاليمه، فنجدهم جريئين على الله في السخرية منها.
جاسم خالد
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل