العنوان بعد عرفات.. د. محمود الزهار لـ المجتمع: حماس «تشارك» ولا «تتكالب»
الكاتب وسام عفيفة
تاريخ النشر السبت 27-نوفمبر-2004
مشاهدات 11
نشر في العدد 1628
نشر في الصفحة 24
السبت 27-نوفمبر-2004
منظمة التحرير جسم مترهل ومؤسسة الأمن الوطني هي التي تهدد الأمن الوطني
وحدة الصف الفصائلي خطوة مهمة لوحدة الموقف الفلسطيني العام.. وهذا يتطلب العدل والإنصاف
يقف الفلسطينيون اليوم على مفترق طريق بعد وفاة عرفات.. لذا تداعت القوى الوطنية والإسلامية والسلطة الفلسطينية في لقاءات واجتماعات عديدة لوضع رؤية مستقبلية تضمن عدم وقوع ما يخطط له العدو الصهيوني من انتشار الفوضى والنزاع الفلسطيني- الفلسطيني.. وينظر اليوم لحركة المقاومة الإسلامية حماس كبرى الفصائل الفلسطينية التي كانت تقف على رأس المعارضة لعرفات أن تكون صمام الأمان ولحماس موقف ورؤية مستقبلية للواقع الفلسطيني الحالي ولما يمكن أن يؤول إليه في هذا الظرف التاريخي المهم.... نستطلعها في هذا الحوار مع القيادي البارز في حماس د. محمود الزهار.
● كيف تقيمون الظروف الحالية في ظل غياب عرفات الذي كان يمسك بكافة خيوط السلطة ومنظمة التحرير وفتح؟
- الوضع الحالي يعكس تلقائيًا النمط الإداري السائد، غير أن الإجراءات التي تمت قد أجابت -من ناحية مؤقتة- على التساؤلات لكني لا أعتقد أن هذه الإجراءات ستصمد أمام احتياجات الشعب ومتطلبات المرحلة المقبلة، فمنظمة التحرير جسم مترهل حالته لا تختلف في إرباكاتها عن الوضع الفلسطيني الرسمي الداخلي، كما أن مؤسسة الأمن الوطني هي -في الأساس- التي تهدد الأمن الوطني بسبب خلافات ونزاعات مسلحة في بعض الأوقات.
● ماذا لمستم من الاتصالات والحوارات الأخيرة مع قيادات السلطة؟
- واضح بعد زيارة أبو علاء لغزة وتصريحات الرئيس مبارك ومواقف كل الفصائل الفلسطينية أنها تعكس الروح الوحدوية في هذا الظرف بالرغم من ظهور بعض الشخصيات الرسمية والتي لا تستند إلى قاعدة شعبية لتتحدث بالنفس الضيق المرحلة الحالية صعبة وتحتاج إلى فهم مشترك والجسم الفلسطيني في أي موقع لا يحتمل مزيدًا من الأمراض، وهذه مسؤولية جماعية وضرورة وطنية عامة.
● العديد من التساؤلات خلفها عرفات وراءه أهمها.. من يقود السلطة وفتح ؟ فما موقف الحركة من مسألة شكل القيادة والنظام السياسي؟
- الحقيقة أننا ومعنا قطاعات عريضة من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج نتساءل: إلى متى ستبقى سلطة أوسلو التي تعيق أي مشاركة وحدوية؟ فموضوع السلطة برمته محل نقاش في الفصائل: أما فتح فهي على عتبة مهمة عليهم أن يتوحدوا خلف قيادة واحدة وأن يجمعوا أمرهم وبسرعة وأن يتخلوا فورًا عن المظاهر السلبية التي مورست في الفترة الأخيرة.
وحركة حماس ترى أن مرجعية وطنية واحدة مؤقتة في هذه المرحلة تجيب عن التساؤلات الراهنة وتمهد لاتفاق سقف سياسي مقبول من الجميع وتعد لانتخابات تمثيلية للداخل والخارج تخرج الأزمة الحالية من عنق الزجاجة، إن محاولة الانفراد التي تبناها بعض رجال فتح والمنتفعين من السلطة خارج فتح لن تخدم أحدًا، التركة كبيرة وثقيلة.
وأؤكد هنا أن حركة حماس تعرض موقفها، ولكنها ليست متهافتة على المشاركة في أي شكل لا يستطيع تحمل أعباء المرحلة.
● هناك العديد من الأسماء التي يتم تداولها لخلافة عرفات.. ما رأيكم اتجاه هذه الأسماء «أبو مازن وأبو علاء وفاروق القدومي، ومحمد دحلان» وشروطكم للتعاطي معها في حال لم يتم الأخذ برأي الفصائل وتشكيل قيادة موحدة؟
- هذه الأسماء وغيرها ستبقى عناوين إعلامية ليس إلا ما لم أن يتم إيجاد صيغة شرعية يشارك فيها الشعب الفلسطيني كله ... ستبقى كل الأسماء لكل الفصائل مجرد عناوين صغيرة تحتاج إلى إطار جماعي رسمي شعبي معتمد وتعاملنا مع أي قيادة في أي موقع فلسطيني مرتبط بسياسة هذه القيادات ونؤكد أننا لسنا اللاعب الوحيد في الساحة، وفي نفس الوقت نقول إنه لا يوجد لاعب واحد آخر.
الحكمة تقتضي أن ينظر كل مسؤول فلسطيني في أي موقع إلى موقف الشارع الذي سئم التفرد والاستئثار والهيمنة ويطالب بوحدة الموقف.
● كان دائمًا خطر الاقتتال الداخلي والصراع على السلطة أحد أهم الهواجس الفلسطينية في حال غياب عرفات.. هل تخشون من تطبيق هذا السيناريو بالفعل ؟ وكيف ستواجهونه؟
- الاحتمالات المذكورة واردة، وإن بدت أقل حدة في الأيام الأخيرة، نحن في حماس لا نتمناها ولن نؤيد من يعتمدها. ولقد عبرنا عن موقفنا هذا عمليًا وبصورة واضحة. الأمر هنا يعتمد على قيادة المنظمة والسلطة في استيعاب الجميع على أسس واضحة، إن اعتماد أساليب قديمة سيفجر الخلافات فيدون منهج واضح شفاف وعادل ليس في داخل فتح والسلطة فقط ستبقى عوامل القلاقل قائمة. الشارع الفلسطيني مثقل بتبعات الاحتلال وإذا غفلوا عن مطالبه وانشغلوا بأنفسهم فسوف يجدون أنفسهم في موقف حرج... وحركة حماس لن تكون إلا عونًا للشعب المظلوم المجروح والذي فقد أولاده وأرضه ومزارعه بينما اكتفت بعض الفئات بالانتظار للانقضاض على الفريسة إن وحدة الصف الفصائلي خطوة مهمة لوحدة الموقف الفلسطيني العام وهذه تتطلب العدل والإنصاف قبل كل اعتبار.
● ما رؤيتكم لمستقبل القضية الفلسطينية على ضوء التغيرات التاريخية الفارقة مثل غياب عرفات وتوجه الصهاينة بالفعل «من خلال رزمة القرارات والقوانين في الكنيست» نحو تنفيذ ما يسمى خطة فك الارتباط؟
- خطة الانفصال ظاهرة تستحق الدراسة العلمية المعمقة في ضوء الحقائق وليس من زاوية الهوس والأمنيات، فما يجمع عليه العدو والصديق أنها نتاج المقاومة، حتى وإن جاءت المفاوضات بها فستبقى المقاومة هي السبب ولذلك نؤكد أن مطلبنا هو طرد الاحتلال وعندما فشلت المفاوضات كان خيار المقاومة الأنجح والأقوى.
إننا في حماس نعرف الخريطة السياسية لكل طرف فلسطيني في أي موقع ولذلك نستشعر الخطورة على كل برنامج التحرير والذي تلقى ضربة قاضية بتغيير سياسة وميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، ولولا انتفاضة الأقصى لدخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم.
إن الذي يهمنا هو وحدة الموقف الفلسطيني الراهن الداعم شعبيًا لبرنامج المقاومة كخيار وحيد حتى هذه اللحظة. وبدون تعليق أمال على غيره فإننا لا نمنع أحدًا من اعتماد وسائله لتحقيق التحرير، ولكننا يقظون من التدليس والتدجين والاتجار بالشعارات ونحذر من خطوات صهيونية تريد أن تفشل الخيار الناجح، ونحذر من الانسياق معها فلن يقبل أحد منا أن يلدغ من نفس الجحر الصهيوني مرتين.
● بوش فاز بولاية ثانية في البيت الأبيض.. كيف تقرؤون ذلك وتأثيره على الشأن الفلسطيني؟
- فوز بوش في الانتخابات الأخيرة له تأثيرات ليس فقط على الشأن الفلسطيني، مع التأكيد على أن أي نتائج في مواقع أخرى مثل العراق ستعكس تأثيرها بقوة على القضية الفلسطينية.
إنني أنصح المتفائلين أو المعلقين سياساتهم على انتصار أمريكا في العراق بأن يراجعوا حساباتهم، فأمريكا والعدو الصهيوني لاعبان في الساحة.. نعم.. ولكن هناك العديد من اللاعبين غيرهم، بعضهم برز دوره والبعض الآخر ستدفعه الظروف طوعًا أو كرهًا.
إن تجربة المقاومة أثبتت مصداقيتها في كل تجارب العالم وفي كل الأزمنة والخطر يحيط بمن يجلس لينتظر من يتفضل عليه بحقوقه أما من شمر عن ساعديه وحمل سلاحه واستقوى بالشعوب من بعد الله تعالى فهؤلاء لهم دورهم وأجرهم، وفي الكثير من الحالات كانوا العامل الحاسم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
كبير علماء المجمع الفقهي العراقي لـ«المجتمع»: هدفنا توحيد المرجعية الشرعية لأهل السُّنة بالبلاد
نشر في العدد 2109
27
السبت 01-يوليو-2017