العنوان «بوظان» الشعوب أَم...؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-يناير-1971
مشاهدات 23
نشر في العدد 43
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 12-يناير-1971
· الإفلاس..
والإفلاس وحده هو الذي يدفع كاتبا من الكتاب إلى اتهام شعب بأسره بأنه شعب «بايظ» وإنه لهذا السبب تدق فوق رأسه المشاكل وتتعثر أقدامه في «المطبات»، والكاتب الذي سجل هذه الكلمات واهتدى إليها بذكائه الفذ، يكتب إلى الجماهير منذ ثمانية عشر عامًا بالتمام والكمال.
ولم يعرفه الجمهور، جمهور شعبه من قبل إلا رجلًا عسكريًّا، ولكنه يتعاطى في نفس الوقت كتابة القصص الجنسية وكان يحتال على بيعها بوضع صور الفتيات العاريات على أغلفة قصصه. ولما فشل أيضًا أصبح يلف قصصه في علب ملفوفة بالسوليفان. حتى يخطئ فيها المشتري ويظنها «علب ملبس».
· وفي الأسبوع الماضي في بداية الثمانينات في أول يوم من عام (1971م) كان ثمة اكتشاف مذهل
· الكاتب ورئيس التحرير الكبير اكتشف أن سر بقاء مشاكل الشعب هو -بنص قوله-:
«لانعدام الضبط والربط بين الجماهير أو بالتعبير الدارج لبوظان الجماهير والبوظان كلمة عرفناها في العسكرية. بل لعلها أول شتمة وجهت إلينا، ونحن طلبة مستجدين في الكلية الحربية؟
لم ينجح أحد منا وهو يقف مذعورًا حليق الرأس من الاتهام من الصف ضابط.
«طالب بايظ»
ويستطرد الكاتب «ولو أن الباشجاويش عبد العليم الذي علمنا العسكرية ونحن مستجدون والذي كانت تخيفنا «زغرة» عينيه وتلعيب أصداغه كان يتولى أمرنا الآن، وحاول أن يحل مشكلة المواصلات؛ لكان أول سبب يرجع إليه المشكلة هو بوظان الجمهور»
هذه كلمات رئيس التحرير مكتشف الحقائق الشعبية لقد اكتشف بعد (18) عامًا من ممارسة الكتابة الصحافية وتولي المسؤولية ورقابة تصرفات الأجهزة والقوانين والأشخاص والأموال والميزانيات.
· إن سبب مشاكل الشعب هو الشعب هو بوظان الشعب.
وهو ينادي لو كان «الشاويش عبد العليم» موجودًا لحل المشكلة والحل في نظره هو صراخ الشاويش عبد العليم الذي كان يخيفهم بنظرة ويتهمهم جميعًا «بالبوظان» من أخطأ منهم. ومن لم يخطئ.
وأنا أتصور أن انتماءنا لعمل أو اتجاه أو منظمة أو مبدأ أو حتى مجرد وجودنا في وظيفة صغرت أو كبرت، في مجتمعنا هذا المسفوح، المتألم، المشرد، المتآكلة حدوده، المنبهم مستقبله.
هذه الوظيفة أيًا كان موقعها من الفرّاش إلى رئيس الوزراء هي بمثابة تحد، شغلها والاستمرار فيها وقبض مرتبها، تحد لكل مشاكلها، وإعلان للمقدرة على حل وحسم هذه المشاكل.
· إننا حين ننتمي لفكرة، معناه أننا نقول إننا بالتحامنا بهذه الفكرة وباستمرار تعلقنا بها نستطيع أن نحل مشاكل شعوبنا لا أن نحل مشاكلنا الشخصية، أما إذا قنعت في موقفي ومن خلال منصبي بالوقوف «موقف المتفرجين» وكان دوري هو الصمت، بل ما يتعدى الصمت إلى إلهاب الأكف وإذا كان شعاري لكل قادم هو أهلًا وألا أجد ما أهتف به كلما لقيت أمرًا إلا كلمة «أهلا»:
إذا كان هذا هو موقفي عبر ثمانية عشر عامًا.
ثم لا أجد ما أختم به حياتي إلا أن أتهم، ومن أتهم؟
الشعب، أتهمه بالبوظان وألعنه، وأسبه.
وإذا كانت الصحافة وهي «قيادة» لا تجد ما تفعله للشعوب حين تفشل في قيادتها سوى أن تسبها وتلعنها فإن الصحافة رغم «جلالتها» المدعاة هي «البايظة».
ومهمة الشعب أن يكنس من طريقه كل الذين يتهمونه ويلعنونه.. في السر أم في العلن.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل