; بين «المجتمع»... و... جامعة الكويت | مجلة المجتمع

العنوان بين «المجتمع»... و... جامعة الكويت

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1971

مشاهدات 20

نشر في العدد 61

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 25-مايو-1971

بين «المجتمع»...

و...

جامعة الكويت

 

لقيت الدراسة النقدية التي قامت بها «المجتمع» عن الجامعة تجاوبًا كبيرًا، وتركت صدىً واسعًا في مختلف أوساط المجتمع الكويتي داخل الجامعة وخارجها.

إن سيل الرسائل والمكالمات الهاتفية والزيارات الشخصية للمجتمع، والأحاديث المستفيضة التي تدور في «الديوانيات» تعليقًا على ما تكتبه «المجتمع» عن الجامعة.

ونفاد هذه الصحيفة من السوق بسرعة، كل ذلك يؤكد تمامًا أن «المجتمع» قد وفقت إلى النجاح في خطها هذا، وأنها كانت تعبر في صدق عن مطالب الشعب والأساتذة والطلاب، وعن ضرورة القيام بإصلاح جذري في جامعة الكويت.

و«المجتمع» قامت بهذا الجهد ابتغاء مرضاة الله وحده، وهي ماضية في هذا الخط لنفس الغاية، أما وأنها قد وجدت هذا التشجيع والدعم فإن ذلك يحفزها كذلك إلى الاستمرار في طريقها بعزم وإصرار وقوة ووضوح، حتى يقوم المسئولون فيها بتقويم الأخطاء وإصلاح العيوب لتؤدي رسالتها في المجتمع الكويتي على أكمل وجه وفقًا للتطلعات التي يتمناها الناس.

وتلتزم هذه الصحيفة «المجتمع» بالنقد البنَّاء من أجل تحقيق قدر أكبر وأفضل من التقدم والرقي، إذ لا جدوى من وجود الصحافة ما لم تقم بالنقد، ولا خير في النقد ما لم يكن هادفًا وبانيًا. وتخلي الصحافة عن هذه الرسالة، أو حرمانها منها، معناه إلغاء وجود الصحافة من أساسه.

ومن حق الصحافة- ومن واجبها كذلك- أن تركز الأضواء على أي مؤسسة، وأن تتناول بالنقد أي نشاط يجري في المجتمع، وليس هناك مؤسسة تتمتع بعصمة خاصة، وترتفع فوق مستوى النقد والنقاش.

ولا نحسب أن جامعة الكويت تعتقد لنفسها العصمة، وأن نظامها مقدس، ونشاطها مقدس، وأن ما يجري فيها أسرار لا ينبغي لأحد معرفتها أو الاطلاع عليها.

لقد قامت «المجتمع» بدراسة متواضعة تناقش فيها وضع الجامعة في محاولة للوصول إلى وضع يعود بنفع أكثر على الأستاذ، والطالب، والمجتمع، والبحث العلمي.

ويؤسفنا أن نقول: إن بعض الناس فسر هذه الجهود- التي نحسبها بناءة- بأنها حملة شخصية ضد أشخاص معينين! وهذا خطأ ما كنا نود أن يسارع إليه تفكير رجال، ذلك أن هناك اعتبارات كثيرة ترتفع بهذه الصحيفة عن هذا المستوى.

1- إن التزام «المجتمع» بالفكرة الإسلامية يقيها شر الوقوع في الأحقاد والأضغان الشخصية، فالضغن الشخصي إثم باطن، والتعبير عنه إثم ظاهر، وهناك نهي- في القرآن الكريم- عن الإثمين معًا: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ (الأنعام:120)

2- إن «المجتمع» لا تشغل نفسها بالأشخاص لسبب جد بديهي وهو: أن ليس بينها وبين أحد عداوة شخصية تؤرقها حتى تدفعها إلى كتابة دراسة مطولة عن مؤسسة بعينها ابتغاء النيل من شخص، أو أشخاص! إن «المجتمع» لو ندت عن التزامها وشاءت أن تنزل إلى مستوى العداوات الشخصية لخاضت في الحديث عن الجامعة بطريقة أخرى، وبعد الفقرة التالية تتضح دقة التعبير.

3- إن الأشخاص مهما امتدت فترة عملهم، ومهما طالت أعمارهم فهم ماضون في يوم ما، أما المؤسسة فهي التي سوف تستمر، وانطلاقًا من هذه الحقيقة فإن المقصود هو علاج أخطاء الجامعة، لا النيل من الأشخاص.

أما أن ترفع مقولة التجريح الشخصي في وجه النقد البناء؛ فهذا تعليل غير منطقي، وهو في نفس الوقت اتجاه يؤدي في النهاية إلى تقديس الأخطاء، ففي البلد مؤسسات شتى، يقوم عليها مسئولون، أفكلما وجهت الصحافة نقدًا لتلك المؤسسة رفع المسئولون عنها أصواتهم بالاحتجاج، وقالوا إن ذلك نقد شخصي؟؟!

إن هذا الاتجاه يقود إلى إلغاء مهمة الصحافة، وإلى تراكم الأخطاء وتزايدها بالتالي، والحصاد المر لكل ذلك هو التخلف الشنيع.

4- إننا نعرف الكثير والكثير عن أمور ليست حسنة تجري في الجامعة، نمسك عن نشرها، عن وعي لا عن غفلة ولا نسيان، ولو كانت «المجتمع» تريد التشهير لسارعت لنشرها، ولبادرت إلى تلبية الرغبة الصحفية المهنية دون أي اعتبار آخر.

إن التسلل المنطقي في هذه القضية لا يدع مجالًا لتفسير هذه الدراسة النقدية بأنها حملة ضد أشخاص، والتسلل المنطقي، وفقًا لاقتناع «المجتمع «هو:

* في جامعة الكويت أخطاء.

* وإن هذه الأخطاء ليست من الضآلة والبساطة بحيث يحسن السكون عليها.

* وبالتسليم بأن في الجامعة أخطاء، وأنها أخطاء لا ينبغي التزام الصمت إزاءها، تتضح النتيجة لهذا التسلل المنطقي وهي: القيام بدراسة هادفة تحاول-ما استطاعت- أن تساهم في إصلاح الجامعة.

فإذا اقترن هذا المنطق بالالتزام الإسلامي في النصح والشوق إلى تحقيق الخير، وبضرورة مراعاة مصلحة المجتمع الكويتي، وبالوفاء بأمانة الكلمة، كانت المسئولية أكبر وواجب القيام بها ألزم ما يكون.

إننا نؤدي واجبنا، وليس من حق أحد أن ينهانا عن أداء هذا الواجب، ولكن في نفس الوقت نقول: إن من حق المسئولين في الجامعة أن ينتقدوا ما نكتبه عن الجامعة، بل نقول: إن من حقهم إذا رأوا فيما نكتب مجافاة للحقيقة أن يكتبوا هم الحقيقة كاملة، وسوف ننشر لهم وجهة نظرهم.

وهذا هو الحوار الطيب المثمر الجميل، أن نتبارى في الكشف عن الحقيقة، وفي إحراز مقادير أكبر من الصواب بروح مفعمة بالخير وأفق متفتح، وعقل شجاع.

كان يمكن أن نسكت فلا نخط حرفًا واحدًا عن الجامعة، ممكن جدًا هذا، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني:

* أننا ضد الجامعة، أي أننا نريد تراكم الأخطاء فيها حتى تشلها عن الانطلاق الصحيح؛ وحتى يزحف عليها التخلف من كل اتجاه.

* أننا نتمنى بها العثار، ولذلك نسكت حتى تقع فيما نتمناه لنتفرج ونضحك.

* أننا ضد هيئة التدريس، ولذلك آثرنا عدم نقاش وضعهم ليظلوا في وضع غير مريح!

* أننا ضد الطلاب، ولذلك لم نعمل على مناقشة مشاكلهم والسعي على تهيئة الجو المناسب لهم، وآثرنا ألا ينهضوا وألا يصلوا إلى مستوى أفضل!

نعم، إن السكوت كان يعني كل ذلك، وهو موقف لا يصدر قط عمن يريد التقدم والرقي لجامعة الكويت!

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

لم كل هذه الحرب؟

نشر في العدد 2

38

الثلاثاء 24-مارس-1970

شكر وتقدير

نشر في العدد 3

29

الثلاثاء 31-مارس-1970