; تاج المساجد.. مسجد عظيم من مساجد العالم | مجلة المجتمع

العنوان تاج المساجد.. مسجد عظيم من مساجد العالم

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-مارس-1971

مشاهدات 20

نشر في العدد 51

نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 16-مارس-1971

مفخرة المسلمين في الهند ومركز إشعاع إسلامي كبير في هذه البلاد

 تاج المساجد في بهوبال ودار علومه أكبر مركز ديني تعليمي وأكبر حقل للدعوة والارشاد والتبليغ في قلب الهند.

إن هذه الدار تقع من حسن الحظ بين ولايات الهند المختلفة كما أنها تملك مسجدًا عظيمًا واسعًا «تاج المساجد» وأنها تستطيع بحسن موقعها الجغرافي وبهذا المسجد العظيم الذي هو آية في البناء والحسن والاتساع أن تلعب دور الجامع الأزهر في البلاد النائية عن مهد الإسلام ومهبط الرسالة إذا نالت تشجيعًا ومساعدة من البلاد الإسلامية وساهم في بنائها وتشييدها ذوو الغيرة الإسلامية والحمية الدينية في العالم الإسلامي.

إنها تستطيع أن تمد ظلالها الوارفة، ظلال الدين والعلم والدعوة من أقصى جنوب البلاد إلى أقصى شمالها وتكون منطلقا كبيرًا ومنبعًا فياضًا صافيًا للثقافة الإسلامية والعلوم الإسلامية في هذه البلاد التي هي أحوج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.

 تاج المساجد

وفي عهد الأميرة سلطان جهان أميرة بهوبال تم بناء تاج المساجد وهو جامع  يعتبر واحدًا من جوامع العالم الإسلامي الضخمة العظيمة ولا بدايته مسجد آخر في سعته في الهند على أقل تقدير وهو يشبه جامع دهلي المشهور إلى حد كبير ولكن ما يحزن الزائر لهذا المسجد أنه على عظمته وسعته لم يكتمل بعد لوفاة بانيته والتطورات السياسية التي حصلت للبلاد فكل من يزور هذا المسجد الرائع يتمنى لو رأه كاملًا متناسقًا قد شيدت حجراته الخاوية ورفعت مناراته العالية وكملت صورته الرائعة التي تنعش الإيمان والوجدان وتقر العيون وتثلج صدور المسلمين المكافحين المناضلين من أجل دينهم وآثارهم ومساجدهم ومدارسهم في هذه البلاد.

«ضرورة ملحة»

ومن الغريب المدهش إنه في حين يوجد عدد كبير من المساجد تنشأ في عدد كبير من الدول الإسلامية وينفق عليها بسخاء نجد هذا المسجد يظل على حالته وصورته الأولى ولو أردنا إنشاءه من العدم لأنفقنا عليه ما يزيد على ٢٥ مليون جنيه إسترليني في حين إننا نستطيع الآن إكماله والمحافظة عليه بمجرد نصف مليون جنيه إسترليني فيكون مسجدًا ضخمًا رائعًا مكتمل البناء وجامعة إسلامية ضخمة في نفس الوقت، وذلك يعني إننا نستطيع أن نبني بنصف مليون جنيه إسترليني ما كان يمكن بناؤه بأكثر من ٢٥ مليون جنيه إسترليني.

أهمية هذا المسجد

إن في الهند مدارس مشهورة يعتز بها المسلمون ويحرصون عليها أشد الحرص ولكن هذه المدارس كلها تقع في المنطقة الشمالية وهي تبعد عن جنوب الهند كل البعد مما جعل الاستفادة منها في الجنوب مستحيلة أو صعبة على الأقل ولما كانت مدينة بهوبال تقع بين شطري الهند حيث أصبحت قلب هذه البلاد وفي هذه المدينة يراد إتمام بناء هذا المسجد بجانب دار الدعوة والإرشاد ليكون مركزًا كبيرًا للتعليم الإسلامي والتوجيه الخلقي حيث من هنا يمكن الاتصال بجميع أرجاء الهند بجهد قليلة ووسائل مريحة وتصبح بإذن الله معقلًا للدين الحنيف والتعليم الإسلامي والتوجيه الديني للمسلمين في هذه البلاد.

دعوة إلى الخير

هذا وقد قامت اللجنة المركزية لدار العلوم بتاج المساجد بترميم بناء تاج المساجد وتشييد وإصلاح ما استطاعت منه ولقد كلفها ذلك مبالغ باهظة والأعمال التي قامت بها كثيرة في الأقنية والأبنية والسقوف وبناء الحجر للطلبة والضيوف إلى غير ذلك غير إن المسجد لا يزال يحتاج إلى بعض الإصلاحات والإضافات التي لا يكتمل إلا بها كإكمال القباب وتغيير السقف القديم المتداعي وإكمال الأقنية والباب الرئيسي وبناء غرف داخلية ومستودعات وبناء طرق و أنابيب للحياة وتغطية صحن المسجد وإكمال منارات المسجد إلى غير ذلك من الشئون المختلفة والتي تتكلف جميعها ما يقرب من نصف مليون جنيه إسترليني هذا وأن اللجنة المركزية لدار العلوم بتاج المساجد قد وهبت نفسها لله واستنفدت كل جهدها وطاقاتها لبناء هذا المعقل الجديد للإسلام في الهند وهي تطلب الآن عونًا من المسلمين في كل مكان لإكمال هذه المشروعات العظيمة الحيوية النافعة.

 ولئن كانت هذه المسئولية على عاتق جميع المسلمين في العالم فإنها تقع على عاتق العالم الإسلامي خاصة وهو أجدر بأن يعطف على قضايا المسلمين وأولى بأن يمد إليهم يد المعونة ويغيثهم عند النجدة.

الرابط المختصر :