العنوان تبسيط الفقه.. الطهارة والصلاة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1971
مشاهدات 16
نشر في العدد 71
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 03-أغسطس-1971
تبسيط الفقه
بقية ما قبله
ما يحرم على الحائض والنفساء فعله قبل انقطاع الدم:
5- مس المصحف، لقوله تعالي: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾.) الواقعة: 79 (
٦- اللبث في المسجد، لقوله صلى الله عليه وسلـم: «لا أحل المسجد لجنب ولا لحائض» رواه أبو داود.
7- المرور في المسجد، إن خافت تلويثه فإن أمنت تلوثه لم يحرم، لقوله صلى الله عليه وسـلم لعائشة: «ناوليني الخُمرة من المسجد، فقالت: إني حائض، فقال: إن حيضتك ليست في يدك».
الخمرة: قطعة قماش، رواه الجماعة إلا البخاري.
الصلاة
حكمة الصلاة:
الإنسان في حاجة إلى تعبئة روحية، وتزكية نفسية، حتى لا تكون المادة هي مبلغ علمه، وغاية همه، والنفس الإنسانية تهفو إلى الاتصال بخالقها وترنو إلى بارئها، لتستمد منه العون، وتستلهم الرشد، حتى لا تتخبط في ظلمات الغرور، أو تسير في طريق الغي، والصلاة ملاذ المؤمن وركنه الشديد، يعتصم بها إذا حزبه أمر، ويأوي إليها في اليوم خمس مرات، مناجيًا مولاه، طالبًا منه الهداية، فعندها تقر بها عينه، ويزكو قلبه، ويجد فيها سعادته، حيث يوجه وجهه للذي فطر السموات والأرض ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (لقمان: 22)، إنها رباط القلوب بالإيمان، تجدد قوته وتطهر حياته، وتمسح عنه ما ران عليه من مشاغل الحياة وما غطاه من بعد عن الله ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ﴾ (هود: 114)، إنها عصمة المؤمن من الزلل، وإنقاذ له من الخطل، تقوي روحه إذا داهمته الأحداث، وأحاطت به الخطوب ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ﴾ (البقرة: 45) وإنها لتغرس في النفس خلق الثبات والشجاعة، فأحوال الإنسان تدور بين الخير والشر، فإن أصابه خير بطر، وإن مسه شر جزع، والصلاة توطنه على الثبات وقوة الجأش، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ (المعارج: 19-22) كما تمرن النفس على الجود والإنفاق في سبيل الله، حيث تعود الإنسان على الاعتماد على ربه، فلا يضن بخير، ولا يبخل بمعروف، وما أزكاها من عبادة، تبعده عن الرذائل، وتكمله بالفضائل، وتنأى به عن الهوى، وتسمو به عن المنكر، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾. (العنكبوت:45)
ثم هي تعوّده على العزة، وتربيه على الأنفة، فجبينه لا يخضع إلا لخالقه، ولكي لا تكون عبادتهم مظاهر مجردة عن التفكير، وحركات خالية من التأمل، وأن الصلاة لتنشر بين المسلمين الألفة، فإن اجتماعاتهم المنظمة، تجمـع القلوب على هدف واحد، فيعز جانبهم، وتقوى شوكتهم، وقد بلغ من عناية الإسلام بالصلاة أن أمر بالمحافظة عليها في الحضر والسفر والأمـن والخوف، قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 238-239). وقد شدد النكير على من يفرط فيها، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (مريم: 59) وقال: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ (الماعون: 4-5). ولأن الصلاة من الأمور التي تحتاج إلى هداية خاصة، سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يجعله هو وذريته مقيمًا لها فقال: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ (إبراهيم: 40).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل