; تحقيق عن: مراكز جمعية الإصلاح لتحفيظ القرآن الكريم | مجلة المجتمع

العنوان تحقيق عن: مراكز جمعية الإصلاح لتحفيظ القرآن الكريم

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 19-يوليو-1977

مشاهدات 19

نشر في العدد 359

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 19-يوليو-1977

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إذا كان تعلم القرآن وحفظه مـن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه - سبحانه وتعالى - ومن خير ما يتوجه به إلى مرضاته - عز وجل - من عمل صالح وعلم نافع، فإننا إذا أردنا الحديث عن كتاب الله - عز وجل - وسنة نبينا - عليه أفضل الصلاة والسلام - لنستشعر كل معاني العظمة والجلال والعزة والصدق والإخلاص، وإني لمثلي أن يوفي بالبيان، ويرتفع بالمقال إلـى مستوى ذلك المقام، ولكنها أيها الإخوة المسلمون نفثات تموج في النفس، وحرقة في القلب، وعبرة في العين، وأملمرتجى، وخير في هذه الأمة إن شاء الله -تعالى-. 

فمن غايات مراكز تحفيظ القرآن الكريم:

1 - مرضاة الله - عز وجل - والإقبال على كتابه العظيم حفظًا وترتيلًا وتفسيرًا.

2 - حفظ وفهم مجموعة من الأحاديث الشريفة التي تهذب السلوك وتربي النفوس على طاعة الله - عز وجل.

3 - معرفة بعض أحكام الفقه التي تبدأ بأبواب الطهارة والصلاة، وتنتهي بموضوعات الصوم والزكاة والحج، حسب مستويات الطلاب.

4 - بحوث في السيرة النبوية المطهرة، وما أحرانا بالاطلاع على جوانب السيرة التي تفوح شذى طيبًا عطرًا زكيًّا، وحياة ملؤها العظمة والإجلال والقدوة الحسنة والمثل الأعلى، ولهذا كله منهج واضح ومحدد في جميع المراكز على حد سواء، يعمل على تنفيذه نخبة من المدرسين والمشرفين والموجهين خلال شهرين تبدأ من 11 –  6  - 77 حتى 11 -  8 -1977م، وسنتناول بشيء من الحديث الموجز في هذه الجولة عن مراكز خيطان والفروانية والعباسية.

 أولًا: مركز عمر بن الخطاب للبنين بخيطان:

 في مركز عمر بن الخطاب أربعة من المدرسين يشرفون على أكثر من 140 طالبًا في جميع المراحل التعليمية، ولنترك الأستاذ المشرف على المركز يتحدث لنا عن المنهج وما تم أداؤه خلال الشهر الأول للدورة الحالية:

أـ في مجال حفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته وبالأحكام، فقد حفظ طلاب المرحلة الثانوية والقسم المتقدم من المرحلة المتوسطة سورة محمد (ص) وسورة المؤمنون وسورة الكهف وسورة يس، بينما حفظ القسم الثاني من المرحلة المتوسطة والمتقدمون من المرحلة الابتدائية جزء عم وبعض السور من جزء تبارك.

ب- حفظ الطلاب مجموعة الأحاديث الشريفة ومجموعة من أحكام الفقه، إضافة إلى تخصيص حصة أو حصتين للتوجيه والتوعية الأخلاقية، ومن ثم الأناشيدالإسلامية التي تنمي الحماس للإسلام والدعوة الخيرة إلى نفوس الطلاب.

ج- قام المركز بتوزيع بعض الجوائز التشجيعية على المجدين من الدارسين رغبة منه في شحذ همة الطلاب وتنشيطهم.

د- لا يعاني المركز من أية صعوبات أو مشاكل في تنفيذ المنهج بحمد الله.

ثانيًا: مركز المثنى للبنين بالفروانية:

 يعتبر هذا المركز من أكبر المراكز في المنطقة، فقد كان الإقبال يبشر بالخير، يتوافد على المركز صبية في عمر الزهور وشباب في مقتبل العمر، جاءوا وليس لهم طمع في مكسب دنيوي أو عرض زائل، وما أروع الأمة عندما تتجه بأبنائها وجهة تربوية صحيحة! تعلمهم القرآن الكريم؛ فحينئذ لن تهزم ولن تضل أبدًا أمة هذه صفاتها ومميزاتها، الأستاذ المشرف على المركز يحدثنا عنه:

1- عدد المسجلين بالمركز أكثر من 420 طالبًا يلازم الدراسة منهم حوالي 300، موزعون على ثمانية فصول إلى جانب فصل في شكل حلقة خارج الفصول.

2- لقد سار المركز حسب الخطة والمنهج الموضوع، وقطع أكثر من النصف آملين من المولى -عز وجل- أن ننتهي من المقرر بانتهاء الدورة.

 3- يستعد المركز الآن للقيام برحلات وزيارات للمراكز الأخرى.

 

ثالثًا: مركز الفروانية الابتدائية للبنات:

وفي هذا المركز تقوم تسعة من المدرسات ومشرفة المركز بتربية بناتنا وتنشئتهم تنشئة إسلامية؛ لكي يصبحن في المستقبل أمهات مؤمنات يربين الأجيال تربية فاضلة، ويغرسن فيهن روح البذل والجهاد والعمل لنصرة هذا الدين القويم.

وإليكم حديث مشرفة المركز عن هذا المركز:

1- عدد الدارسات بالمركز خمسمائة بالمراحل الثلاث، وموزعات على تسعة صفوف، وعدد المدرسات تسعة بالإضافة إلى مشرفة.

2- ما تم إنجازه من المنهج المقرر حتى تاريخه في المرحلة المتوسطة سورة محمد (ص) والحجرات والمجادلة والأحزاب حفظًا وتلاوة وفهمًا للمعاني.

وفي المرحلة الابتدائية تم تدريس ثلثي المنهج المقرر بحمد الله في جميع المواد المقررة.

3- لا يكاد ينقص عدد المنتظمات من أول الدورة حتى هذا التاريخ.

4- كل الطالبات من الصنف الذي يقبل بشغف ورغبة على الدرس وحسن الاستماع، مع الالتزام باللباس المحتشم الذي يبعث في النفس الاطمئنان وتقر به العيون.

 

رابعًا: مركز الحسن البصري للبنين بجليب الشيوخ:

ويبلغ عدد طلابه ثمانين طالبًا، يشرف على تدريسهم ثلاثة من المدرسين، يبذلون ما بوسعهم من الجهد للوصول إلى الغاية المنشودة ويسير العمل بالمركز بصورة حسنة، ويتطلع المركز للقيام ببعض الزيارات للمراكز الأخرى والإفادة من سير العمل فيها.

 

خامسًا: روضة ابن هشام للبنين بخيطان:

بالرغم من الافتتاح المتأخر لهذا المركز إلا أن عدد الطلاب المنتظمين به يزيد على الستين طالبًا، ولا يزال يقبل عليه الكثير من أبناء المنطقة إقبالًا طيبًا.

والتقينا مع مشرف المركز والذي يحفظ القرآن غيبًا، فقال لنا لا بد من بذل الجهد ومواصلة العمل؛لإفادة أبنائنا وتعليمهم كتاب الله، بهذه الروح العالية والهمة القوية كان يتحدث إلينا مشرف المركز متمنيًا التوفيق للعاملين والدارسين بالدورة.

ومن هذه الإطلالة السريعة والموجزة عن بعض المراكز المنتشرة في مختلف مناطق الكويت التي أوجزتها فيما سبق من سطور، نتوجه بالدعاء إلى الله -سبحانه وتعالى- أن يلهم أبناءنا الرشد والسداد، وأن يفقههم في دينهم، وأن يأخذ بأيديهم نحو بناء أمة هي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، فالكل ينتظر جحافل الحق والدعاة إلى الله -تعالى-؛ لينقذوا ما بقي في المسلمين من خير وما في الإنسانية من بقية حياة، وصدق الله العظيم حين يقول: 

﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة آل عمران: 104).

الرابط المختصر :