; تحية لعلماء العراق | مجلة المجتمع

العنوان تحية لعلماء العراق

الكاتب د. مجاهد محمد الصواف

تاريخ النشر السبت 02-أغسطس-2003

مشاهدات 18

نشر في العدد 1562

نشر في الصفحة 43

السبت 02-أغسطس-2003

 العالم الإسلامي يتطلع إلى مخلص، إلى قائد ليخلصه من الواقع الآسن الذي وقع فيه، وهو بحاجة إلى صلاح الدين ليحمل سيفه معيدًا تنظيم البيت الواحد وخارجًا بالجند والشعب من أجل تحرير كل أرض مسلمة انتهكت حرماتها، الشعب المسلم ينظر إلى قادته السياسيين وعلماء أمته طالبًا الخلاص، والهجمة الإعلامية الكبرى هي على علماء الأمة، فترى الهجوم السلبي على العلماء وتضخيم أخطاء بعضهم، الكل يهاجم أخطاء بعض العلماء وطلاب العلم، نسي الناس أن في الأمة علماء ربانيين يخشون الله ويخافونه، ولا يخافون أحدًا إلا الله، ينسون العالم الرباني الذي وقف أمام الجمهور وقال لرئيس دولة مسلمة أشكوك إلى الله، وظنوها ضعفًا، بل هي في غاية القوة والصلابة والإيمان بالله، سقطت بغداد الحبيبة وبكى الناس، وانهار الآخرون.

وقال عالم أكاديمي: لم أبك والله بغداد لأنها البداية، بداية النصر والتحرر، إن عاش عالمنا العربي في مستنقع احتلال فلسطين ثلاثة وخمسين عامًا فسيعيش في مستنقع سقوط بغداد قرنًا كاملًا أو النصر، وبدأ الخطاب الأول العلماء العراق: وحدة وطنية لا وقت للانقسام، 

وبدأ النهب والسلب في بغداد، وكان المسلمون يبكون وهم يشاهدون ما فعله هولاكو ببغداد التاريخ، يشاهدون بغداد الأمس، وجريمة الأمس تعاد أمام أعينهم وتتكرر، ولكنها بالصوت والصورة وجنود «العالم الحر» الجنود الذين يدعون أنهم جاءوا لتحرير العراق يتفرجون وبغداد الحبيبة تنهب، وبغداد التاريخ تغتصب، وحضارة بغداد تحرق وتنهب، وعلم بغداد يمزق، وتاريخ بغداد يهدم، انهار بعض العراقيين ولكن علماء الأمة قاموا بدورهم، فنادوا في كل أنحاء العراق بحرمة ما يحصل، وأن يعود المسجد الذي كان القاعدة القيادية والعلمية والسياسية في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعود لدوره، ويكون القاعدة لاستلام المنهوبات والمسروقات، ولإعادة بعض ما أخذ، أيها السياسيون شعوبكم مسلمة مهما فعلت، شعوبكم مؤمنة مهما حصل، ها هي الجماهير العراقية تعيد المسلوبات والمسروقات للمساجد طواعية بدون جيش، بدون شرطة، بدون مباحث، بدون استخبارات، وبأمر العلماء لأن العلماء الشجعان في العراق وقفوا الوقفة التي تريدها شعوبنا منهم،

 وفي يوم الجمعة ١٨ جمادى الأولى ١٤٢٤هـ اجتمع علماء العراق -ودون خشية ودون خوف إلا من الله- يطلبون من جنود الاحتلال مغادرة البلد وتحديد موعد للمغادرة، وقالوا رأي الشرع في مجلس الحكم الانتقالي المعين بأن لا حق لمحتل في أن يعين مجلسًا حاكمًا، فما بني على باطل فهو باطل، أقف إجلالًا لعلماء العراق جميعًا لهذه الروح الصامدة المجاهدة، أحيي إخوتي وأساتذتي علماء العراق الشقيق على موقفهم الشجاع وقيادتهم للأمة، أحيي دورهم القيادي، وأطلب من علماء الأمة المسلمة ألا يخافوا إلا الله، وأن يكونوا قلب الأمة النابض، ولسانها الناطق، حاربوا الفساد الأخلاقي والإداري، اكشفوا العيوب، كونوا قادة الرأي؛ فقد سئمنا قيادة المغنين والممثلين والرياضيين، قودونا يا علماء أمتنا إلى النصر، إلى الغد المشرق جزاكم الله يا علماء العراق الحبيب خير الجزاء، وأجركم خير أجر، استمروا في دوركم القيادي فالله معكم، وشعوب العالم الإسلامي وراءكم، وأمل الأمة بأمثالكم.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الشباب (99)

نشر في العدد 99

12

الثلاثاء 09-مايو-1972

العالم الإسلامي (العدد 228)

نشر في العدد 228

11

الثلاثاء 03-ديسمبر-1974

مدن إسلامية

نشر في العدد 1800

12

السبت 03-مايو-2008