العنوان تحية إلى «المجتمع» في بداية عامها السادس والعشرين
الكاتب الاستاذ مصطفي مشهور
تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995
مشاهدات 16
نشر في العدد 1142
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 21-مارس-1995
الحكم على صحيفة أو مجلة إنما يكون من خلال الدور الذي نهضت وتنهض به والمبدأ الذي يحكم هذا الدور، والغايات والأهداف التي تسعى لتحقيقها من خلال هذا الدور، وأيضًا مدى مسايرة العصر ومتطلباته من حيث الفن الصحفي والتقدم العلمي والتكنولوجي، والوسائل والسبل التي حققها، ووصل إليها العقل البشري في مسيرته العلمية والتخصصية على طريق النهوض والتقدم، وبجوار هذا وذاك تكون الوقفات للتقويم والمراجعة من قبل القائمين على الأمر والعمل بحثًا عن السلبيات أينما وجدت للمواجهة والعلاج، وعن الإيجابيات ومدى الحجم والأثر للتأكد والتأكيد على سلامة ومواصلة المسيرة.. وتلك واحدة وإن كانت قد صارت من علامات العصر وواحدة من أساليبه فهي قبل ذلك تكاد تكون سمة لازمة من علامات ولوازم العمل الإسلامي على كافة المستويات والأصعدة والساحات ومنها العمل الصحفي.
ومن الجميل أن تلتزم «المجتمع»، هذا المنهج وتأخذ بهذا الأسلوب فتقف وقفات التقويم والمراجعة للمسيرة الصحفية، ومنها هذه الوقفة بعد خمسة وعشرين عامًا من عمرها الصحفي المديد والمبارك إن شاء الله.
والمتابع والمتأمل لمسيرة «المجتمع» المجلة الإسلامية التي غزت بالفكر النافع، والرأي النزيه والمعالجة الموضوعية الملتزمة ساحات واسعة على خريطة العالم العربي والإسلامي، ثم واصلت الغزو لتصل إلى كثير من ساحات العالم الخارجي حيث يلمسها القارئ في العديد من العواصم والمدن خارج الديار تحمل الكلمة الطيبة، وتصور الموقف المبدئي من العديد من القضايا والتي تحمل بصمات مراسليها في الكثير من العواصم، المتابع والمتأمل لهذه المسيرة يستطيع أن يقول إن «المجتمع»، قد التزمت خطها المبدئي، ونهضت وتنهض بدور واضح السمات والعلامات، ومضت وتمضي على طريق بارز المعالم والعلامات.
فعلى مدى هذه السنوات المباركة لم يتغير موقف «المجتمع» المبدئي من القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بل سايرت المجتمع كافة القضايا التي تفجرت على ساحة الوطن العربي والإسلامي، وسلطت عليها الأضواء وحفزت من أجلها ولها الأذهان والمشاعر والقلوب انتصارًا للحق، ونصرة للضعفاء والمظلومين وانحيازًا للعدل والإنصاف فنقلت قارئها إلى أتون البوسنة ليحس لهيب الطغيان والعدوان الآثم الذي يشنه الصرب المجرمون على المسلمين الأبرياء أصحاب الأرض والديار، كما نقلت قارئها إلى مجازر الروس في الشيشان فأحس القارئ الواقع المأساوي، وعرف أبعاد المآسي وفهم وأدرك حقائق المواقف على ساحة القوى الدولية وأيضًا على ساحتنا المحلية.
وأكدت «المجتمع» انحيازها المبدئي لقضايا الحرية والديمقراطية، كما أكدت مساهماتها في تعميق جذور القيم والهوية والأصالة وقضايا الكويت البلد العربي المسلم الأصيل ودوره.
وجاءت مساهمة «المجتمع»، في عرض المفاهيم الإسلامية إزاء العديد من القضايا الحياتية، وأيضًا تلك التي أفرزها ويفرزها العصر في إطار وطبيعة تغيرات وتطورات الزمن وحركة العقل البشري وإنتاجاته وآفاق فكره، مساهمة ترتكز على المبدئية وتتحلى بالرحابة والتيسير بشكلها وإطارهما الإسلامي السمح، كما جاءت مساهمتها المبدئية في التأكيد على الوحدة العربية والإسلامية وترسيخ مفاهيمها وجذورهما على أصالة واضحة وهوية بارزة.
لقد أكدت «المجتمع»، على الكثير من الخطوط الرئيسية التي يرتكز عليها الفهم الإسلامي المعتدل الذي يسعى لخير الكافة، ويدعو لدعم روابط الحب والألفة، واعتبار لغة الحوار هي لغة الإقناع بالحجة والبرهان وإفساح الصدر والذهن للرأي الآخر وحقه في التعبير، وأن تبقى المصلحة العامة هي رائد الجميع وفوق كل المصالح.
نسأل الله عمرًا مديدًا لـ«المجتمع»، والشقائق والشقيقات في كل مكان مع دعوات بالتوفيق والسداد في أداء الرسالة ورعاية الأمانة والنهوض بالدور والاستمرار في مواكبة العصر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل