العنوان ترجمات مختارة (العدد 1256)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-يوليو-1997
مشاهدات 7
نشر في العدد 1256
نشر في الصفحة 43
الثلاثاء 01-يوليو-1997
أسبوزيتو: العالم يشهد عودة إلى الدين
بثت شبكة CNNالتليفزيونية الأمريكية مؤخرًا برنامجًا عن «الإسلام والسياسة»، شارك فيه بعض المهتمين في الغرب بالشؤون الإسلامية على رأسهم البروفيسور جون أسبوزيتو - مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون في واشنطن دي. سي... وقد جاء في ثنايا مداخلته« أن على الغرب أن يتجه إلى التفكير في التحاور مع المسلمين بدلًا من تريص وقوع صراع بين الحضارات، وخاصة أن الإسلام بات يمثل ثاني أكبر ديانة في أوروبا والولايات المتحدة». وأضاف أسبوزيتو: «أن ثمة انطباعًا خاطئًا لدى الكثيرين خاصة في الغرب بأن الإسلام مرادف للتطرف والراديكالية، ولا يفرقون بين الإسلاميين الذين يعملون داخل نظام الدولة ويشكلون الأغلبية، وبين الذين يقومون بأعمال العنف ويمثلون الأقلية». وأضاف أسبوزيتو قائلًا: «بالنسبة للكثيرين في الغرب الذين باتت عقولهم مبرمجة بضرورة الفصل بين الدين والسياسة فإنهم يعتبرون استخدام الدين لأي أغراض سياسية أمرًا شاذًا وربما يؤدي إلى التطرف، وفضلًا عن الإسلام فإن العالم يشهد اليوم عودة إلى التمسك بالدين». وأشار أسبوزيتو إلى« أن الإسلام شأنه شأن أي ديانة أو عقيدة أخرى يقبل بوجود «منشقين» سياسيين، وهناك في الساحة الإسلامية حركات إسلامية تنشط في إطار المجتمع وتقوم بنشاطات اجتماعية عديدة ترجع بالنفع على المجتمع، مما أكسب هذه الحركات شعبية عارمة».
وأردف« أن الإسلام الذي ينتمي إليه أكثر من ١.٢ مليار شخص من كل أنحاء العالم يتسم بتنوع أتباعه، فهناك شريحة كبيرة من المسلمين يتمسكون بعقيدتهم لكنهم يرون ضرورة فصل الدين عن المؤسسات السياسية التابعة للدولة والمجتمع، كما أن هناك أيضًا عدد كبير من المسلمين يرون أن الإسلام جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية في المجتمع».
إفريقيا الآخذة في البروز
ترجمة: عمر ديوب
ليس من السهل أن يزول انطباع الآخرين عن القارة الإفريقية بين عشية وضحاها، غير أن القارة قد أضحت أحسن حالًا بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات، وإذا عرفت إفريقيا في الماضي رؤساء ديكتاتوريين فاسدين وعمت فيها حالة من الفوضى السياسية، فإن الأمر قد اختلف اليوم، بل تشهد القارة حاليًا ظهور صنف جديد من الرؤساء يسعون جاهدين إلى الانفطام عن ثدي المساعدات الأجنبية والتخلي أيضًا عن فكرة تحميل الاستعمار كافة ويلات القارة، ذلك أن هؤلاء الرؤساء لم يعودوا ينظرون لبلدانهم على أنها ضحية المساوئ المستعمر الأوروبي بل أخذوا ينظرون إليها اليوم على أنها أسواق أخذة في البروز، وقادرة أيضًا على الاستفادة من التدفق التجاري الأكثر مرونة اليوم في الاقتصاد العالمي، وقد أن الأوان لكي ينظر العالم الخارجي إلى القارة الإفريقية من هذا المنظور.
وقد غاب عن بال الكثيرين في العالم أن معظم البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء تشهد تحولات جذرية، وقد حققت اقتصادياتها في العام الماضي نموًا بمعدل ٤.٤٪، وهو أسرع معدل للنمو حققته هذه البلدان منذ عشرين عامًا، وقياسًا بمعدلات النمو التي تحققها البلدان الأسيوية، فإن هذا المعدل ضعيف نسبياً لكنه يمثل تغيرًا كبيرًا بالنسبة للقارة الإفريقية، بل حققت بعض البلدان معدلات مذهلة مثل أوغندا التي ظلت تحقق نموًا سنويًا بمعدل 8 منذ عام ۱۹۹۲م، وقد اعتمدت معظم الحكومات الإفريقية برامج اقتصادية مبشرة بالخير سواء من حيث السياسات التعددية ومكافحة التضخم وتشجيع الخصخصة، وإيجاد أنظمة ضريبية فعالة، لكن الأهم من ذلك كله هو أن الزعماء الأفارقة يدركون تمامًا بأنه مهما كبرت مشاكل بلدانهم فإن علي القارة الإفريقية أن تبني مستقبلها بنفسها فضلًا عن أنها قادرة على ذلك. إن هذا النضج الإفريقي الجديد يتطلب من العالم الغني موقفًا جديدًا أيضًا تجاه القارة الإفريقية، فقد كانت إفريقيا مسرحًا لصراعات القوى العظمى أثناء الحرب الباردة وقد ظلت ينظر إليها على أنها مجرد قالب لتلقي الصدمات يميناً وشمالًا، ويستحق الأمريكيون الثناء عندما بادروا إلى طرح برنامج مساعدات أطلقوا عليه «مبادرة إفريقيا». والتي تركز على التجارة بدلًا من تقديم المساعدات، وهناك فرصة مواتية لمجموعة الدول السبع التي «ستجتمع» في مدينة «دينفره» لكي تعيد النظر في مواقفها تجاه القارة الإفريقية، وإن على دول المجموعة أن تتوقف عن التساؤل: ماذا يمكن أن نفعل إزاء إفريقيا؟ وتسأل نفسها: كيف يمكننا التجاوب مع تلك البلدان الإفريقية التي تحقق تقدمًا ملموسًا، وتشجع البلدان الأخرى على السير على هذا الدرب؟..
وثمة ثلاث أولويات أمام البلدان الإفريقية وتتمثل الأولوية الأولى في الوصول إلى الأسواق العالمية بحيث تكون منتجاتها قادرة على التنافس مع المنتجات الأمريكية والأوروبية شريطة الا تكون محصورة في المنتجات الزراعية.
الأولوية الثانية: أن تجد إفريقيا العون على أن تساعد نفسها، فما انفكت دول القارة تتسلم من المساعدات الأجنبية السنوية ما يقدر بـ ١٥ بليون دولار أمريكي، وتذهب معظمها إلى البلدان المنهارة اقتصاديًا، وينبغي من الآن فصاعدًا تقديم هذه المساعدات إلى بلدان مثل أوغندا وساحل العاج اللتين تتبنيان إصلاحات رائدة، ولكن هذا لا يعني تجاهل البلدان التي لم تشرع بعد في إصلاحات جادة.
أما الأولوية الثالثة: فتتمثل في أن تعتمد الدول المانحة مزيدًا من الانتقائية عند منح المساعدات وأن تتابع أيضًا مآل تلك المساعدات لمعرفة ما إذا كان يتم صرفها على الوجه الصحيح أم لا، وأن تكون أكثر صرامة مع الحكومات التي تتلاعب بمثل هذه المساعدات .
عن مجلة« الإيكونومست»
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر استعمارية صرف، رغم ما يبدو عليه من دعم وتشجيع للنمو الاقتصادي في إفريقيا، فهو يزعم أن الأفارقة أنفسهم أصبحوا يدركون أن الاستعمار لم يكن سبب مصائبهم، ثم يثني على تجارب معينة في إفريقيا معروف ارتباط أنظمتها بالغرب، كما يثني على المبادئ الأمريكية تجاه إفريقيا، ونحن نعلم جميعًا أن الكوارث التي وقعت في إفريقيا مؤخرًا «رواندا- بروندي- أوغندا - الكونغو - زائير – سيراليون» إنما سببها إعادة ترتيب الأوضاع الصالح النفوذ الأمريكي. وأخيرًا فإن المقال يمن على إفريقيا بما يقدمه لها الغرب من فتات لا يساوي شيئًا إزاء ما نهب وينهب منها حتى الآن .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل