العنوان تركيا.. مرحلة جديدة بقيادة واعدة
الكاتب د. سعيد الحاج
تاريخ النشر الأحد 01-مارس-2015
مشاهدات 11
نشر في العدد 2081
نشر في الصفحة 42
الأحد 01-مارس-2015
"العدالة والتنمية" مرّ بأربع مراحل:
- التأسيس وتحييد الخصوم والعمل على الملفات الاقتصادية
- التمكين والتمدد
- الإصلاحات السياسية والديمقراطية
- ترسيخ الحالة الديمقراطية
رئيس الوزراء الحالي ينطلق في رؤيته النهضوية وفق أسلوبه الخاص في ملفات السياسة الداخلية والخارجية
"العدالة والتنمية" الآن أمام فرصة تاريخية لترسيخ مبدأ انتقال السلطة بشكل سلس داخل دوائره من جيل التأسيس إلى جيل الاستمرارية
بدأت حمَّى الانتخابات البرلمانية المقبلة بالانتشار في تركيا، مع فتح باب الترشح المبدئي للراغبين به، وانتهاء الفترة المحددة من قبل اللجنة العليا للانتخابات لأصحاب المناصب العامة للاستقالة قبل الترشح، وفي طيات المشهد وبين أسطره، وعلى هامش الكثير من الأحداث والتطورات، ثمة دلائل ودلالات لا تخفى على المراقبين.
مرّ حزب "العدالة والتنمية" منذ تأسيسه بعدة مراحل، كان منها مرحلة التأسيس وتحييد الخصوم، وبدء العمل على الملفات الاقتصادية واليومية التي تهم المواطن التركي، ثم مرحلة التمكين والتمدد، وامتلاك الحاضنة الشعبية، ثم مرحلة الإصلاحات السياسية والديمقراطية في عدة مجالات في البلاد، ثم مرحلة ترسيخ الحالة الديمقراطية في البلاد، من خلال الصراع مع أنظمة الوصاية المتعددة (العسكرية والإعلامية ثم القضائية)، ويبدو اليوم بعد أكثر من 12 عامًا من الحكم أكثر حضورًا في المشهد التركي، وأكثر استعدادًا للمرحلة المقبلة، وأكبر الأحزاب حظًا - مرة أخرى للمرة العاشرة على التوالي - في الانتخابات المقبلة.
تبدو الانتخابات الوشيكة حساسة وذات أهمية استثنائية بالنسبة للحزب والحكومة وتركيا الدولة، بالنظر إلى القضايا التي تبدو على المحك بعدها، ولئن كانت كل الاستفتاءات واستطلاعات الرأي تعطي "العدالة والتنمية" أغلبية قريبة من نسبته الحالية في البرلمان (قريبًا من 50%)؛ بما يؤهله مجددًا لتشكيل حكومة بمفرده، إلا أن بعض هذه الملفات قد تحتاج ما هو أكبر من مجرد الأغلبية النسبية (الثلثين).
نتحدث هنا عن صياغة دستور جديد للبلاد، للتخلص من الدستور الحالي المعمول به منذ عام 1982م، والذي صاغه عسكر انقلاب عام 1980م، ويكبل الحالة السياسية التركية بعدة قيود، رغم التعديلات الكثيرة التي طرأت عليه، خصوصًا في عهد "العدالة والتنمية"، بيد أن فشل الأحزاب التركية الأربعة الممثلة حاليًا في البرلمان في التوافق على دستور جديد خلال الفترة النيابية الحالية؛ رحّل المشكلة إلى ما بعد الانتخابات القادمة، وهو ما يجعل الأمر ملفًّا حيويًّا بالنسبة لتركيا الراغبة في الانطلاق أسرع ما يمكنها على طريق رؤية عام 2023م التي وضعها الحزب الحاكم.
من ناحية أخرى، سيتوجب على الحكومة التركية القادمة أن تتخذ مواقف وقرارات شجاعة وتنطوي على أخطار بنسب معينة في ملف عملية السلام الداخلي مع الأكراد، في سعيها لإنهاء حالة التمرد المسلح من قبل حزب "العمال الكردستاني" وتمتين الحالة المجتمعية الداخلية، وهو ما يحتاج لنسبة مريحة في البرلمان، أو على الأقل تحالفات سياسية متينة لا تبدو وفق المشهد الحالي ممكنة جدًا أو موثوقًا بها كثيرًا.
ولا يقل عن هذين الملفين أهمية وخطورة ملف مكافحة "الكيان الموازي" داخل الدولة، وتفاعلات التحالف الدولي لمكافحة "الإرهاب" في المنطقة، وملف تغيير النظام السياسي إلى نظام رئاسي، إضافة لحالة السيولة المنتشرة في الإقليم من سورية إلى العراق إلى مصر واليمن وغيرها.
إشارات التغيير
أما على مستوى الأحزاب المتنافسة، فكما سبق ذكره، يبدو أن العدالة والتنمية سوف يتنافس مع نفسه على المركز الأول في محاولة لرفع نسبة تصويته، أو على الأقل عدم تراجعها، في ظل ضعف وتمزق أحزاب المعارضة المختلفة.. أما المتغير الأهم على ساحة الحزب الحاكم؛ فهو أنها ستكون أول انتخابات برلمانية يخوضها دون قيادة زعيمه "أردوغان"، وهو عامل له تأثيره لا شك؛ إذ لا يمكن بحال التقليل من أهمية وجود "أردوغان" على رأس الحزب وحملاته الانتخابية السابقة بكل ما يمثله الرجل من قيادة تاريخية وزعامة كاريزمية ومهارات قيادية، لدرجة جعلت الكثيرين لا يتصورون إمكانية استمرار حزبه بنفس وتيرة النجاح من بعده.
لكن رئيس الحزب والحكومة الجديد "أحمد داود أوغلو" بدا - على الأقل حتى الآن - على قدر المسؤولية، فخلفيته الأكاديمية كأستاذ للعلوم السياسية ومنظـّر ومفكر، إضافة إلى عمق نظرته السياسية وخبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي، ثم الحكومي، ومهاراته الإدارية المتعددة، جعلته قادرًا على ملء فراغ "أردوغان" إلى حد كبير، ولاسيما في ظل التواصل والتناغم بين المؤسستين التنفيذيتين، الرئاسة والحكومة.
أكثر من ذلك، فقد بدا الرجل متحررًا تمامًا من ضغوط ظل "أردوغان" المؤسس والزعيم، رغم التفاهم بينهما على الخطوط العريضة والأهداف البعيدة، وقد كانت استقالة رئيس جهاز الاستخبارات التركية "حاقان فيدان" بهدف الترشح لعضوية البرلمان أول إرهاصات ذلك التحرر، حيث تمت رغم اعتراض "أردوغان" عليها، لكن الاستقالة لم تكن حكرًا على "فيدان" وحده، بل كانت هناك موجة كبيرة من الاستقالات، شملت العشرات من المديرين العامين في الوزارات المختلفة لنفس الهدف، جزء كبير منها بإيماء من "داود أوغلو"، الأهم في الأمر كان استقالة كبار مستشاري الأخير الخمسة، إضافة إلى طبيبه الخاص؛ ما يعني أنه يعد "فريقه الخاص" للبرلمان ثم الحكومة، ومن باب أولى الحزب.
يساعد "داود أوغلو" على ذلك دخول الحزب الانتخابات دون قياداته المؤسِّسة الكبيرة، مثل "أردوغان" الذي انتقل إلى قصر الرئاسة، والرئيس السابق "عبدالله جل" الذي يبدو أنه جمّد حاليًا طموحه السياسي فيما يتعلق بالمناصب المحلية بعد أن تـُرك خارج أطر الحزب الذي شارك في تأسيسه، و"أرينتش" البرلماني المخضرم ونائب رئيس الحزب والحكومة الذي أعلن عن نيته اعتزال العمل السياسي مع الانتخابات، و"عبداللطيف شنار" الذي سبق وأن ترك صفوف الحزب منذ عام 2007م على إثر خلافات عميقة في الرؤى معه، إضافة لعدد كبير من كبار قيادات الحزب والحكومة تنطبق عليهم فقرة "المدد الثلاث" في النظام الأساسي للعدالة والتنمية والتي تحظر الترشح لأكثر من ثلاث دورات متتالية، وتضطرهم للبقاء خارج البرلمان والحكومة، على رأسهم الاسم اللامع وباني نهضة تركيا الاقتصادية الوزير "علي باباجان".
إذن، يبدو رئيس الوزراء الحالي متحررًا من ظلال "الحرس القديم" أيضًا في الحزب، ومن شخصية "أردوغان" الكاريزمية التي وضعت على الحزب والحكومة بصماتها الواضحة، ويبدو أنه يسعى للاستمرار في التجربة النهضوية التركية الحالية، لكن وفق رؤيته وأسلوبه الخاص في العمل والخطاب وطرح جدول الأولويات في ملفات السياسة الداخلية والخارجية.
سيناريوهات المستقبل
ليس واضحًا بعد ما إذا كان الحاصل حتى الآن مجرد تمايز بين الرجل وأسلافه، أم هو أعمق من ذلك باتجاه الاختلاف والخلاف والتنازع على النفوذ والسيطرة.. لكن، ووفق المعطيات الحالية وحقائق الواقع، نستطيع القول: إن العدالة والتنمية الآن أمام فرصة تاريخية ذهبية لترسيخ مبدأ انتقال السلطة بشكل سلس داخل دوائره، من جيل التأسيس إلى جيل الاستمرارية، فالملفات المطروحة على جدول أعمال الحكومة والدولة في قابل السنوات تختلف تمام الاختلاف عن ملفات النشأة وخطوات البداية وجهود الاستقرار.
إن تركيا اليوم وهي تضع قدمها على سلم رؤية وأهداف عام 2023م - الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية - تحتاج إلى فلسفة جديدة ورؤية متجددة وقيادة غير مقلدة؛ ذلك أن الجمود والتقليد هما مقبرة النجاح والعقبة الأكبر في مسيرة الحزب وتركيا.
ولئن صدقت مقولات علوم الإدارة بتراجع القدرة على الإبداع بعد 10 سنوات في نفس المنصب، أو انفضاض 68% من الشراكات المؤسسية بعد الجيل المؤسِّس، وإذا ما وضعنا نصب أعيننا تجربة حزبين على الأقل في تركيا اختفيا عن ساحة الفعل والتأثير بعد تغيير قيادتيهما، فيمكننا بسهولة أن نقول ودون مبالغة: إن أكبر خطر على مسيرة "العدالة والتنمية" هو "العدالة والتنمية" نفسه؛ بمعنى كيفية حسمه لعملية انتقال السلطة والزعامة، وتسليم دفة القيادة لأجيال جديدة بعد كل إنجازات جيل التأسيس.
إن حزب "العدالة والتنمية"، ومن خلفه الحكومة وتركيا، تبدو جميعها على مشارف مرحلة جديدة مختلفة تمامًا، وتحت قيادة شابة ومتجددة، وسيكون علينا مع مرور الوقت وتطور الأحداث أن نحكم على التجربة التركية الحديثة تحت هذه القيادة الجديدة وفق أدائها في الملفات المختلفة المطروحة على جدول أعمالها.
العقل البشري.. والإمبريالية الإلهية؟!
بقلم: أ. د. حلمي محمد القاعود
في عام 1882م – سنة احتلال مصر من قبل بريطانيا العظمى - وقف المستر "وليم جلادستون"، رئيس الوزراء البريطاني على عهد الملكة "فيكتوريا"، في مجلس العموم البريطاني يمسك بيده نسخة من المصحف الشريف ويخاطب أعضاء المجلس: "إنه ما دام هذا الكتاب باقياً في أيدي المسلمين، فلن يستقر لنا قرار في تلك البلاد"!
فقام أحد الحاضرين من مجلسه كالمجنون وراح يمزق صفحات القرآن الكريم.
فقال له "جلادستون": "ما أريد هذا يا أحمق، إني أريد تمزيق آياته من قلوبهم وتصرفاتهم.. ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق"!
لعل أول شخص مسلم هزه هذا التصريح وزلزل كيانه وأقضّ مضجعه ودفعه لاتخاذ موقف عملي إيجابي، كان الداعية التركي الشهير سعيد النورسي الذي أعلن لمن حوله: «لأبرهنن للعالم بأن القرآن شمس معنوية لا يخبو سناها ولا يمكن إطفاء نورها».
شدَّ سعيد الرحال إلى إسطنبول عام 1325هـ الموافق عام 1907م، وقدم مشروعاً إلى السلطان العثماني "عبدالحميد الثاني" لإنشاء جامعة إسلامية في شرقي الأناضول أطلق عليها اسم "مدرسة الزهراء" - على غرار الجامع الأزهر - تنهض بمهمة نشر حقائق الإسلام، وتدمج فيها الدراسة الدينية مع العلوم الكونية الحديثة وفقاً لرؤيته: «ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلى الحقيقة؛ فتتربى همة الطالب، وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية».
أظن أن تصريح "وليم جلادستون" مازال فاعلاً حتى يومنا، وأن من يمزقون القرآن الكريم في القلوب والسلوك هم نفر من بني جلدتنا، يعملون تحت لافتات مختلفة، ولكنهم يلتقون عند هدفهم الأوحد وهو تفريغ المسلمين من الإسلام، عن طريق تمزيق المصحف الشريف بطريقة "جلادستون"، وتحويله إلى مجرد كتاب ورقي، يوضع على سطوح المكاتب وأرفف المكتبات ومقدمات السيارات، وفي غرف الضيافة والبيوت والمحلات للتبرك وردّ عين الحسود.
يوم خرج الغزاة الإنجليز من مصر، قال الشهيد سيد قطب يرحمه الله: "خرج الإنجليز الحمر، وبقي الإنجليز السمر"؛ والمعنى أن مخطط الإنجليز لتمزيق المصحف، وإذلال المسلمين مازال قائماً ومستمراً، وهو ما نهض به العسكر على امتداد العالم الإسلامي طوال ستين عاماً أو أكثر حتى هذه اللحظة.
النخب التي رعاها الإنجليز وحلت محلهم في السياسة والعسكرية والإعلام والصحافة والثقافة والتعليم والاقتصاد والاجتماع والفنون تعمل على قدم وساق لتمزيق المصحف في العقول والقلوب.. الشيوعيون والطائفيون والليبراليون والناصريون وأشباههم من المرتزقة والباحثين عن الشهرة يقومون بهذه المهمة خير قيام، وبعد أن كانوا يتحركون في إطار الهامشيات، تجرؤوا وراحوا يقتربون من الثوابت وأسس الدين، ويطالبون بثورة دينية أو تغيير ما يسمونه الخطاب الديني؛ أي مضمون الدين، أي محتوى الإسلام، وكل منهم يقوم بدوره في دائرة معينة تتكامل مع ما يقوم به غيره، وعن طريق الإرهاب الفكري والأمني يفرضون على ما يسمونه المؤسسات الدينية أن تكون في دائرة الدفاع المتهافت.
بالطبع لا يمتلك هؤلاء الخونة جرأة ليقولوا للكنيسة مثلاً: إن عليها أن تغير خطابها الديني الداعي إلى العنصرية والفوقية والانفصال لإقامة دولة طائفية في وادي النيل السعيد، ولا يمكن أن يواجهوا دولة اليهود القتلة، بأن تكوين دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين المحتلة يستوجب تغيير الخطاب الديني اليهودي.
النخبة الخائنة التي تعمل على تمزيق المصحف الشريف في القلوب والسلوك تعمل بعد الانقلاب الثاني لنشر مجموعة من المقولات، في مقدمتها أن المقدسات التي يؤمن بها المسلمون على مدى أربعة عشر قرناً تجعلهم في وضع من يصنع الإرهاب ويخيف العالم بالدم والترويع، وأعلن قائد الانقلاب على الملأ وفي ذكرى المولد النبوي الشريف أن 1,6 مليار مسلم يخيفون بمقدساتهم 6 مليارات إنسان في العالم!
مقدسات المسلمين هي المصحف الشريف الذي طالب "جلادستون" بتمزيقه على طريقته، ومع المصحف الشريف الكعبة المقدسة والمسجد الأقصى، على الفور انطلقت عمائم الانقلاب لتعقد المؤتمرات واللجان لتغيير الخطاب الديني؛ أي تغيير الإسلام، وراحت الأبواق والأقلام التي تخدم البيادة في أجهزة الدعاية والحظيرة الثقافية تعمل بجد، لتمزيق المصحف الشريف، كما أراد "جلادستون".
في معرض الكتاب الماضي، أو بالأحرى معرض "داعش" للكتاب! تم استدعاء مجموعة من المثقفين الأوغاد – وهو وصف حقيقي وليس هجاء – ليعلّموا المسلمين في مصر كيف يغيِّرون الخطاب الديني، قامت الحظيرة الثقافية باستضافة هؤلاء الأوغاد من أماكن مختلفة خارج مصر، فجاء منهم الطائفي الخائن، والماركسي الزنديق، والليبرالي الملحد، ورافع راية الإسلام المنافق، وصالوا وجالوا في هجاء الإسلام، وضرورة فصل الدين عن الدولة، وحتمية اعتناقنا العلمانية طريقاً وحيداً من أجل تقدم بلادنا التعيسة، وزعم بعضهم أن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلّم أول من دعا إلى فصل الدين عن الدولة، وأنه لابد من التمييز بين الإسلام كتراث هائل عظيم(!) وبين السلطات والمؤسسات الدينية التي ترفع لواءه، كما زعم الوغد أن ارتداء الحجاب في فرنسا يقوّض أسس الدولة الفرنسية المدنية الديمقراطية التي حاربت فرنسا من أجل انتزاعها من الكنيسة، يتجاهل الوغد أن الإسلام وحي، وأن المحيا والممات لله رب العالمين، وأن فرنسا الصليبية العنصرية لا تستطيع أن تشير بكلمة إلى الطاقية التي يرتديها اليهود!
لقد ذهب بعض الأوغاد إلى حد القول: إن تحرير العقل البشري يقتضي محاربة ما سماه الإمبريالية الإلهية!
وشبه بعضهم الإسلام بالنصرانية وكهنتها الذين حرقوا الساحرات وحاكموا العلماء وطاردوا الفنانين، وطالب بالجرأة وعدم الخضوع لفتاوى رجال الدين كما يسميهم.
الغريب والعجيب أن هؤلاء الأوغاد لا يعرفون فرائض الوضوء، وجاهر بعضهم صراحة أنه لم يصلِّ منذ خمسين عاماً، وبعضهم لا يعرف طريقه إلى المسجد؛ لأن الطريق الذي يعرفه هو طريق الخمَّارة، ومقهى تدخين الحشيش، والسهرات الليلية الحمراء، ثم يجدون في أنفسهم الجرأة ليطالبوا الأزهر وغيره بثورة دينية وتجديد الخطاب الديني مع الادعاء أنهم أبناء الإمام محمد عبده! يبدو أن الأمة سترى كثيراً في ظل الانقلاب العسكري الدموي الفاشي، ولكن الله غالب على أمره.
الله مولانا، اللهم فرج كرب المظلومين، اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح لـ «المجتمع»: مرحلة العمل السري انتهت وقد تعلمنا كثيرًا من المشاركة في السلطة
نشر في العدد 1121
10
الثلاثاء 18-أكتوبر-1994