العنوان عبر المرشدين السياحيين.. تزوير التاريخ الفلسطيني.. جريمة صهيونية جديدة
الكاتب مصطفى صبري
تاريخ النشر السبت 11-أغسطس-2007
مشاهدات 17
نشر في العدد 1764
نشر في الصفحة 19
السبت 11-أغسطس-2007
"غسيل دماغ" وقمع معرفي عنصري تتعرض له المجموعات السياحية الأجنبية القادمة إلى فلسطين من قبل وزارة السياحة الصهيونية؛ حيث تدخل المجموعات السياحية الأجنبية فلسطين من خلال وزارة السياحة الصهيونية، ويمارس المرشد السياحي الصهيوني سطوته الفكرية عليهم.. تدليس الحقائق التاريخية..
حاولت المجتمع تسليط الضوء على تلك الجريمة التي قد يهمشها البعض أو يقلل من خطورتها، فالتقت بالسائحة الروسية التي تزوجت من شاب فلسطيني...
واستمعت إلى معاناتها النفسية التي تسبب فيها مرشد سياحي صهيوني حاول غسل دماغ الفوج السياحي الذي ضمها..
هذه السائحة دخلت الأراضي الفلسطينية برفقة مجموعة سياحية لرفض السلطات الصهيونية السماح لها بالدخول مع زوجها الذي قدم مع أولاده عبر معبر الكرامة، ولحقت به عن طريق مطار بن غوريون كسائحة إلى إسرائيل..
تولى "أحمد"، زوج الفتاة الروسية عملية الترجمة قائلاً: عندما التقيت زوجتي بعد عودتها إلى الأراضي الفلسطينية احتضنت أولادها، ثم عاجلتني بسيل من الأسئلة: لمن هذه الأرض؟ ولماذا أقيم هذا الجدار؟ وهل الجيران وحوش بشرية؟!
يضيف أحمد عندما سمعت هذه العبارات منها صعقت وشاهدت زوجتي الروسية علامات الاستغراب على ملامحي وبعدها انفجرت ضحكاً على ما سمعت منها.
بداية الحكاية.. أكاذيب منمقة وبمرارة شديدة تستذكر السائحة الروسية ما قاله لها المرشد السياحي الصهيوني بأن هذه الأرض منحها الرب لنا إلا أنه نسي أن يعطينا جيراناً طيبين، فهم وحوش على شكل بشر! (يقصد الفلسطينيين والدول العربية المجاورة).. وعندما سأل أحد السياح عن سبب إقامة الجدار العنصري. قال المرشد السياحي هذا الجدار أقيم الحماية المزارع الإسرائيلية من أغنام وأبقار الفلسطينيين التي تهجم عليها وتتلفها. فلديهم أغنام تأكل الثمار مع الجذور!!
وأضاف أحمد: نقلت لي زوجتي انطباعات المجموعة السياحية التي كانت معها، قائلة: الجميع صدق رواية الدليل السياحي الذي أتقن الشرح بشكل تفصيلي جيد مع مهارة فائقة في نقل المعلومة مع تفاعل أثناء الحديث إذ كان يحزن عندما يتكلم عن مأساة الشعب اليهودي في هذه الأرض، وكيف أن الرب منحهم الأرض باسم أرض الميعاد، وأن الأشرار من الفلسطينيين يريدون القضاء عليهم وطردهم من أرضهم!
وأضافت الزوجة الروسية قائلة: كل أفراد المجموعة سجل التراجيديا المحزنة التي تحدث عنها الدليل السياحي الإسرائيلي من أجل الاحتفاظ بها كحقائق لتاريخهم الشخصي، إلا أنني الآن عرفت الحقيقة. وعرفت من هو الضحية ومن هو الجلاد.. بعدما شرح لي زوجي كذب هذه الافتراءات، وكيف أن هذه الأرض كانت الشعب يسكنها منذ آلاف السنين، وكيف أن العصابات اليهودية قامت بتهجير هذا الشعب من خلال المذابح، وأن الجدار أقيم الاحتلال أراضي فلسطينية جديدة...
ولكن يبقى الخطر قائمًا؛ إذ إن بقية المجموعات السياحية قد لا تلتقي بأصحاب الحق الفلسطيني، لتعلم الحقيقة من خلاله، كما حظيت السائحة الروسية المتزوجة بفلسطيني يمتلك التاريخ الحقيقي.. ما ينذر بمخاطر جمة، تشكل العقل الغربي والأجنبي بصورة مشوهة حيث التزوير والتدليس الصهيوني، الذي تحقنه السلطات الصهيونية في عقول العالم من خلال الإعلام المتصهين أو السياح الذين تتحكم في مسار رحلاتهم بدءًا من تأشيرة الزيارة ومسار الرحلات الداخلية، علاوة على المرشد السياحي الذي يجيد التمثيل والتدليس...
ومن الجدير بالذكر أن وزارة السياحة الإسرائيلية تقوم بتدريب كل دليل سياحي بشكل مهني حتى يستطيع تزوير الحقائق ويتم تزويده بمطبوعات خاصة ومطويات عن أرض الميعاد بكافة اللغات وخرائط معدة من قبل لمنحها للمجموعات السياحية من كافة البلدان الأوروبية والإفريقية والآسيوية..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالقيادي بحركة مجتمع السلم الجزائرية ناصر حمدادوش لـ«المجتمع»: فرنسا الرسمية الحالية هي امتداد للاستعمارية القديمة
نشر في العدد 2148
18
الخميس 01-أكتوبر-2020