العنوان تساؤلات وإجابات (العدد 594)
الكاتب د. محمد سليمان الاشقر
تاريخ النشر الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
مشاهدات 8
نشر في العدد 594
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
. جمهور العلماء: القصر في الصلاة شرع في الكتاب والسنة.
. مقاييس الحلال والحرام غير معزولة عن فطرة الانسان.
عروض التجارة
• ما معنى عروض التجارة؟ وما حكم زكاتها؟
وقد أجاب فضيلة الشيخ توفيق الواعي الخبير في الموسوعة الفقهية على هذا السؤال بالآتي:
العروض جمع عرض مثل فلوس وفلس، قال أبو عبيدة «العروض» الأمتعة التي لا يدخلها كيل ولا وزن ولا تكون حيوانًا ولا عقارًا، وقيل هي غير الأثمان من المال.
أما حكم زكاتها.
فجمهور العلماء المسلمين يقولون بوجوب زكاة عروض التجارة، لأن العروض المتداولة للاستغلال في التجارة نقود، لا فرق بينها وبين الدراهم والدنانير؛ روى الشافعي وأحمد وأبو عبيدة والدار قطني والبيهقي وعبد الرازق عن أبي عمر بن حماس عن أبيه قال: «كنت أبيع الأدم «الجلد» والجعاب «الجفان» فمر بي عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- فقال: أد صدقة مالك فقلت: يا أمير المؤمنين إنما هو الأدم. قال: قومه، ثم أخرج صدقته»، قال صاحب المغني وهذه قصة يشتهر مثلها ولم تنكر فيكون إجماعًا.
ولا تصير العروض للتجارة إلا بشرطين، الأول:
أن يملكه بفعله كالبيع والغنيمة وقبول الهية واكتساب المباحات.
الثاني: أن ينوي عند تملكه أنه للتجارة، فيخرج بذلك ملك الإرث وما يشتريه الإنسان لنفسه أو يبيعه لغير التجارة فمن ملك عروض التجارة بالشرطين السابقين وحال عليه الحول قومه آخر الحول وأخرج زكاته، وهو ربع عشر قيمته، وهكذا يفعل التاجر في تجارته كل حول، ولا ينعقد الحول حتى يكون القدر الذي يملكه نصابًا.
قصر صلاة المسافر
• سافر مسلم إلى بلد غير بلده، أو من مدينة إلى مدينة أخرى، متى يجوز له قصر الصلاة؟ وما مقدار المسافة والزمن؟
محمد عبد اللطيف – صنعاء
وقد أجاب فضيلة الشيخ توفيق الواعي بالآتي:
السفر لغة قطع المسافة، ويقصد به عند الفقهاء السفر الذي تتغير به الأحكام الشرعية، وهو أن يقصد الإنسان مكانًا يستغرق المسير إليه مسافة مقدرة عندهم. ويشترط في هذا السفر القصد والفعل ويختص السفر الشرعي بأحكام منوطة به خاصة به، ومن أهمها قصر الصلاة الرباعية- إباحة الفطر للصائم- امتداد مدة المسح على الخفين- الجمع بين الظهرين والعشاءين- حرمة الخروج على المرأة بغير محرم- إلى غير ذلك من
الأحكام.
وأما عن قصر الصلاة فذهب جمهور العلماء إلى أن قصر الصلاة شرع بالكتاب والسنة أما الكتاب فلقوله ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (النساء:١٠١)
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت «قد فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فلما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنها وتر النهار وصلاة الفجر؛ لطول كان إذا سافر صلى الصلاة الأولى» أي التي فرضت في مكة. رواه أحمد والبيهقي وابن حيان وابن خزيمة ورجاله ثقات.
وأما حكمه فقد قال بوجوب قصر الصلاة.
الحنفية وعلى وابن العباس وابن عمر وجابر وقالت المالكية القصر سنة مؤكدة، وأما الشافعية والحنابلة فإنهم قالوا: القصر أفضل من الإتمام
وهو على الجواز.
. تحديد مدة القصر.
قدر الحنفية مدة القصر بمسيرة ثلاثة أيام ولياليها وعند المالكية والشافعية والحنابلة والليث والأوزاعي أقله يومان معتدلان بلا ليلة أو ليلتان معتدلتان بلا يوم أو يوم وليلة والعبرة بالسير الوسط وذلك لأنهم قدروا السفر بالأميال واعتبروا المسافة ثمانية وأربعين ميلًا، ورأى بعض آخران السفر لثلاثة أميال أو فراسخ يقصر فيه الصلاة لحديث أنس: «كان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو فراسخ يصلي ركعتين» قال الحافظ ابن حجر وهو أصح حديث ورد في بيان ذلك وأصرحه.
. الحكم بالنسبة لوسائل السفر الحديثة والزمن
قرر الفقهاء أن المسافر إذا قطع مسافة السفر في زمن أقل لاستعماله وسائل أسرع فإنه يقصر الصلاة لأنه يصدق عليه أنه مسافر بمسافة القصر قال الدسوقي المالكي في حاشيته: «من كان يقطع المسافة بسفره قصر ولو كان يقطعها في لحظة. وقال الخطيب الشربيني الشافعي: «يقصر المسافر لو قطع المسافة في بعض يوم كما لو قطعها على فرس أو جواد وقال صاحب كشاف القناع الحنبلي يقصر المسافة الرباعية إلى ركعتين إجماعًا ولو قطع المسافة في ساعة واحدة؛ وقد اعتبر الحنفية العلة هي قطع المسافة»1
شرائط القصر.
يقصر المسافر الصلاة الرباعية إذا توفرت الشرائط الآتية:
١- نية السفر.
٢- مدة السفر على ما بينا قبل.
٣- الخروج من عمران بلدته.
٤- اشتراط نية القصر عند كل صلاة.
٥- لا تقصر إلا الصلاة الرباعية.
٦- ألا تزول عنه صفة السفر بالإقامة أو برجوع إلى
محله وموطنه إلى غير ذلك. والله الموفق.
استفت قلبك
هناك حديث ما معناه، استفت قلبك وإن أفتاك المفتون.
ما معناه وكيفية تطبيقه؟
عبد الرحمن صالح البدر- الكويت.
وقد أجاب الشيخ توفيق الواعي على هذا السؤال بما يلي:
الحديث واضح المعنى يدل على أن العقل يدرك القبيح والحسن للأشياء وأن الفطرة البشرية تشعر بالإثم والحرج ويتلجلج في ضميرها القبائح والسيئات، فهي تستطيع أن تستبين ما ترتاح إليه، وهذا يتم في داخل الإنسان ويشعر به.
وهذا لا يمنع أن هناك مقاييس للحلال والحرام وكون تلك المقاييس ليست بمعزل عن الفطرة وعن إحساس النفس بالقبح والحسن، ثم أن هناك أشياء قد تكون خافية على كل مفتٍ لأنها ليست ظاهرة أو لأنها باطنة لا يشعر بها إلا صاحبها ومقترفها فأنى للمفتي أن يعرفها أو أن يحيط بها أو يدركها والمفتي بشر لا يعلم الغيب أو ما في النفوس.
وهذا يدل على أن الإسلام يوافق الفطرة والطبيعة البشرية ولهذا نسمع الرسول- صلى الله عليه وسلم- يعرف الإنسان بمقاييس أخرى كثيرة تساعد الإنسان على ضبط نفسه وأحكام شهواته وغرائزه فيقول- صلى الله عليه سلم: «الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس».
وهذه الأحاديث وغيرها تشعر بأن الذنب له تأثير على الفطرة وعلى النفس وتستطيع أن تحس به وتميزه. وهذا لا ينفي القواعد الإسلامية والنظم
المرعية والتعاليم التي تحدد ذلك. فيكون عند الإنسان رادع عن نفسه، ورقيب منها ورادع من التعليم وسلطان وبيان ومرجع.
والله تعالى أعلم
ذبائح الحجاج
يقول القارئ إحسان الحجوج من الأردن: حبذا لو قامت السعودية بتوزيع أو تجفيف لحوم ذبائح الحجاج ونقلها إلى فقراء العالم الإسلامي بدلًا أن تذهب أدراج الرياح إذا كان الشرع الإسلامي يسمح بذلك.
الإجابة لفضيلة الدكتور الشيخ محمد الأشقر:
لا شك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن إضاعة المال، فإضاعة خبزة صغيرة ترمى دون حق والإنسان قادر على الاستفادة منها يأثم راميها على ذلك.
أما بالنسبة للحوم الحجاج فهناك حل من جانب الشخص نفسه أيضًا، وهو أن يفرد في حجته إذا كان ذلك لا يحمله التعب، وتكون له القدرة على الإفراد بدلًا من التمتع، فيتخلص من النحر، أو أنه إذا ذبح ونحر فإنه يختار أجود الأضاحي، وإذا نحر يهتم بسلخ الأضحية ويحرص على توزيعها وتقديمها للمحتاجين.
والنبي- صلى الله عليه وسلم- ذبح مئة ناقة.
وأكل منها جميعًا، وقسم لحومها وجلودها وجلالها أي «الأحلاس والرحال».
وطبيعي أن هذه اللحوم بإمكانها أن تفك أزمات كبيرة جدًّا كما هو الحال في لبنان، فلو أن تلك اللحوم أو كميات منها ترسل لهم مجانًا أو بسعر رمزي، فلا شك أنها تساعد في فك أزمة المسلمين.
ويمكن لأية دولة فعل ذلك ولو كان هذا الأمر موجودًا عندها لاستطاعت أن تؤدي الحق فيه والمسلمون أولى أن لا يقبلوا هذا الوضع الموجود وفيما أتصوره أن الأمر سهل ولا يحتاج إلى هذا الوقت، فمنذ ثلاثين أو أربعين عامًا والناس يشعرون بأن هذا الشيء خطأ ولكن لم يعمل شيء في ذلك. هذا وقد كنا قد قرأنا في الصحف هذا العام أنه سيعمل مشروع جزئي كنوع تجريبي للمسألة، ونسأل الله أن يوفق القائمين عليه.
الإمامة
من الأولى بالإمامة في الصلاة: الأكثر حفظًا أم الأفضل تجويدًا؟؟؟
. أبو ياسر – فلسطين
الذي هو أكثر قراءة للقرآن هو الأحفظ وهو أولى بالإمامة إن كان ممن يقيم القراءة ويؤدي الحروف على الوجه الصحيح.
وهذ في قوله- صلى الله عليه وسلم: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله».
عقوبة
حکمت محكمة الجنايات على متهم بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ لأنه حاول خدش حياء فتاة.... فهل يرضى الإسلام بهذه العقوبة، وهل يستحق المتهم هذه العقوبة.
. مدرس سوري
العقوبة يجب أن تكون بقدر الذنب، ولا ينبغي أن تزيد عنها، فالعقوبة فوق التصور لا تنبغي فإذا كانت الجناية صغيرة من الصغائر يجب أن لا تكون عقوبتها فظيعة، وسجن خمس سنوات فترة طويلة. لكن إذا كان المقصود بخدش حيائها مثلًا العبث أو شبيه من ذلك فهذا يكون قريب من الكبيرة. والقاضي له الحق في التغرير أو التوبيخ، والتي يعاقب فيها على حسب الجناية المرتكبة.
1 - حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ٣٥٨/١ مفتي المحباح ٢١٤/١، كشاف القناع ٣٢٥/١ بدائع الصنائع ۳۹۲/۱ وما بعدها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مَن لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه... الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان
نشر في العدد 30
21
الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
