العنوان تعقيب على مقال: الخليج العربي هل نتركه يقع في قبضة المبشرين..؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 06-سبتمبر-1977
مشاهدات 13
نشر في العدد 366
نشر في الصفحة 41
الثلاثاء 06-سبتمبر-1977
تعقيب على مقال
الخليج العربي هل نتركه يقع في قبضة المبشرين..؟
أود في بدء تعقيبي أن أشكر الدكتور السيد فهمي الشناوي على تطرقه لهذا الموضوع وتنبيه المسلمين إلى خطر ما يسمى بالتبشير وهو في الحقيقة التضليل، ونحن بحق بحاجة في هذا العصر بالذات إلى طرح هذه الموضوعات ومناقشتها مناقشة علمية كي نجعل إخواننا المسلمين على علم ودراية ومن ثم وضع الحلول... ولكن لي تعقيب يتكون من شقين.
1- أورد الأخ الدكتور في موضوعه ما يلي: ولكن النصرانية لم يرضوا به كــنبي ورضوا به إلهًا وبعد أن رضوا به إلهًا أو ابن الله تركوه يصلب دون أن يتحركوا. وبهذا السياق كأن هذا الكلام يراد به أنه حقيقة لا غبار عليها، ولكن الحقيقة كما يقررها الحق عز وجل في كتابه العظيم ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا..﴾ الآية (آل عمران: 55).
نعم لقد أراد اليهود صلب عيسى عليه الصلاة والسلام وقتله، وكانوا قبل ذلك قد اتهموه بشتى التهم «اتهام أمه الطاهرة، وأنه كاذب..».
ولكن الله عز وجل أراد أن يتوفاه وأن يرفعه إليه وأن يطهره من مخالطة الذين كفروا.
وأما كيف كانت وفاته، وكيف كان رفعه؛ فهي أمور غيبية لا يعلمها إلا الله عز وجل.
2- أوردت كذلك خلال ذكرك للكنائس في الكويت وتاريخ إنشائها هذه العبارة: "كلها في عهد الاستقلال التام ودون أي تدخل من الاستعمار التركي البغيظ".. وإني أخالفك في هذه العبارة..
فأولاً: لم تكن الخلافة العثمانية في يوم من الأيام استعمارًا.. نعم كانت عليها مآخذ ولكن جل من لا يخطئ. وفي الجانب الآخر كانت للخلافة العثمانية منافع عظيمة وكانت في كثير من أزمانها إسلامية. فقد كان منها محمد الفاتح وهو فاتح القسطنطينية، وكان منها سليمان القانوني والخليفة عبد الحميد الثاني وغيرهما، وكفى الخلافة العثمانية فخرًا أن تكون قد حققت ما نحن وجميع المسلمين يريدونه وهو وحدة الأمة الإسلامية وتجميع قواها، ولك مقارنة الوضع الراهن في الوطن العربي فقط، ناهيك عن الأمة الإسلامية.
وثانيًا: أنه لم يكن حكمًا تركيًّا؛ إذ إن الخلفاء العثمانيين كانوا يدركون عن طريق إيمانهم أن لغة الإسلام هي لغة القرآن وأنهم لا يمكنهم عن طريق الخلافة وإعلان إسلامية الدولة أن يجعلوا دعواتهم قومية.
ثم أريد في نهاية تعميي أن أوضح نقطة هامة، وهي أن كثيرًا من خبثاء المؤرخين دسوا في كتب التاريخ الإسلامي الكثير مما هو براء منه. ولك في كتب التاريخ التي تدرس لنا في مدارس الكويت خير مثال...
إذا ذكر السلطان عبد الحميد الثاني ذكر بوصف "السفاح"، والحقيقة أنه لم يُقتل أحد في عهده إلا رجلا كان قد أقدم على جريمة قتل..
أرجو المعذرة على طول التعقيب، لكن الحقيقة دفعتني إلى ذلك. والسلام عليكم.