العنوان تقرير حول المؤتمر الدولي لمناقشة قضايا التعليم في أفغانستان
الكاتب محمد خالد مصعب
تاريخ النشر الثلاثاء 08-ديسمبر-1987
مشاهدات 30
نشر في العدد 846
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 08-ديسمبر-1987
بيشاور- محمد خالد مصعب- مراسل المجتمع:
عقد بمدينة بيشاور في الفترة ما بين 7 -
10 من شهر ربيع الأول 1408هـ الموافق 30 أكتوبر حتى 2 نوفمبر 1987م المؤتمر الدولي
لمناقشة قضايا التعليم في أفغانستان، والذي دعت إلى عقده الوكالة الإسلامية للإغاثة
بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي.
وقد كان الهدف من عقد المؤتمر مناقشة قضايا
التعليم في أفغانستان، والتعرف على الإيجابيات والسلبيات التي تصاحب سير العمل التعليمي
في أوساط المهاجرين الأفغان وكيفية الارتقاء به وذلك من الناحيتين التاليتين:
أ - مواكبة التطور العلمي العالمي.
ب - مراعاة الظروف الخاصة للمهاجرين الأفغان.
قام المؤتمر بمناقشة قضايا التعليم في أفغانستان
خلال ست جلسات العمل عدا جلستي الافتتاح والختام.
افتتح المؤتمر الشيخ المجاهد الدكتور عبدالله
عزام نيابة عن الدكتور عبدالله عمر نصيف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وقد
تعرض في كلمته للمشاكل التي يواجهها الشعب الأفغاني المجاهد في مجالي التربية والتعليم،
ودعا العالم الإسلامي والعلماء المسلمين إلى الوقوف العملي بجانب الشعب الأفغاني في
جهاده المبارك ضد الشيوعية والإلحاد وسد ثغر التعليم في أوساط المجاهدين والمهاجرين
حفاظًا على إسلامية الجهاد وأصالته. ثم ألقى الدكتور عبدالله سليمان المدير العام للوكالة
الإسلامية كلمة بين فيها أهداف المؤتمر، كما تكلم وزير التربية والتعليم في الإقليم
الحدودي الباكستاني وقال: «إن مناقشة قضايا التعليم في أوساط المهاجرين الأفغان من
منظور إسلامي ضروري جدًا للحفاظ على استمرارية الجهاد في طريقه الصحيح، وكذلك للحفاظ
على ثمرات الجهاد بعد الانتصار».
وقد شكلت مجموعتان للعمل ومناقشة الموضوعات
المطروحة في المؤتمر، وكل مجموعة من هاتين المجموعتين اختصت في مناقشة جانب من الجوانب
التي تخص التعليم في أوساط الشعب الأفغاني.
أ - المجموعة الأولى: ناقشت هذه المجموعة
الأمور التالية:
- تطوير المنهج التعليمي في المراحل التعليمية الابتدائية والإعدادية
والثانوية والمرحلة العليا وذلك مع مراعاة أمرين:
الأول: الجانب الإسلامي وكيفية القضاء على
ازدواجية التعليم دون إثارة حساسية بين الشعب الأفغاني.
الثاني: مراعاة الظروف الخاصة بالمهاجرين
الأفغان من النواحي المادية والاجتماعية والمذهبية.
ب- المجموعة الثانية: ناقشت هذه المجموعة
قضايا تعليم المرأة وكيفية الارتقاء به والتدريب المهني ومحو الأمية وتعليم الكبار
وذلك ضمن المعطيات والإمكانات المتاحة.
وقد قدم العلماء والباحثون المشاركون في
المؤتمر بحوثهم المتعلقة بموضوعات المؤتمر حيث تمت مناقشتها من قبل المؤتمرين خلال
جلسات العمل. وبعدها تكلم الدكتور إعجاز جيلاني عن وفيات الشعب الأفغاني، وقدم إحصائية
حيث بين فيها نسبة كل نوع منها وسببها، كما ذكر إحصائية عن التعليم بين أبناء الشعب
الأفغاني والأخطار التي تهددهم كالغزو الروسي وأخذ الأطفال قسرًا إلى روسيا؛ لتربيتهم
على الشيوعية والإلحاد وصنعهم كأدوات تتكئ عليهم في استعمارها لأفغانستان المسلمة.
وألقى الباحث نجم عباس عضو المعهد الإسلامي
للدراسات السياسية في إسلام آباد بحثه في المؤتمر، وأشار إلى التهديدات التي يواجهها
الشباب الأفغاني في الداخل والخارج، وقد ركز في حديثه على الوضع في داخل أفغانستان،
وجاء بإحصاءات عن عدد المدرسين في جامعة كابل من غير المسلمين، وتعرض للإعلام الأفغاني
العميل مثل الإذاعة والتلفاز والسينما، وبين أن مجهود هذه الوسائل مركز على إفساد الجيل
الأفغاني وإبعاده عن دينه، وقد أورد الشواهد لحديثه من خلال نشرات الأخبار التي تبثها
إذاعة كابل، والدعايات التي تروج للمطربين الفاسدين والأفلام الخليعة، كما استدل بمقتطفات
من الصحافة اليومية الروسية والأفغانية.
وبين الباحث أن كل النشاطات التي تدعمها
روسيا والنظام الشيوعي في كابل هدفها ترويج وتشجيع الفساد والرذيلة والفاحشة، وكذلك
إثارة النعرات القبلية والطائفية بين أبناء أفغانستان، وقد أكد في نهاية بحثه على الاهتمام
بتعليم الأطفال وتوعية النساء وإيجاد الوسائل التي تبث في نفوس الأفغان روح الجهاد
والصبر لمواجهة الفساد ودواعيه.
أما الشيخ عبدالمجيد الزنداني فقد اقترح
إنشاء إذاعة تعليمية إسلامية تواجه الإذاعات الإلحادية والعلمانية.
والأخ أبو عبداللطيف فقد أكد على ضرورة
وضع خطة تعليمية دقيقة لمواجهة التعليم الشيوعي في أفغانستان.
والأستاذ الدكتور مراد علي شاه نوه في بحثه
بالمخطط الشيوعي الجديد وتغيير أسلوبه في أفغانستان وقال: إن الحكومة الشيوعية في كابل
قد سمحت ببث تلاوة القرآن ونقل صور صلاة التراويح في الإذاعة والتلفزيون، والقائمون
على سدة الحكم الشيوعي في أفغانستان أخذوا يتظاهرون بالإسلام، ويركزون حاليًا على تقسيم
الشعب الأفغاني المسلم على الأقاليم والطوائف، مثلما فعلت روسيا في الولايات الإسلامية
المحتلة قبل ابتلاعها حيث نفذ الشيوعيون الروس نفس المخطط إلا وهو التظاهر بالإسلام
أولًا وتقسيم الشعب إلى الطوائف والأقاليم ثانيًا.
وأما فضيلة الشيخ خليل أحمد الحامدي مدير
دار العروبة للدعوة الإسلامية في مدينة لاهور، فقد أكد في بحثه على عدم إثارة الخلافات
المذهبية والحزبية أثناء التعليم في أوساط الشعب الأفغاني لأنها تولد ردة فعل يصعب
إصلاحها، وقال: إنه يمكن التغلب على مشكلة إثارة الخلافات المذهبية والحزبية عن طريق:
أولًا: تشكيل لجنة من المشايخ وأهل التعليم
العصري لدراسة المناهج وتقريب وجهات النظر في ضوء الكتاب والسنة وهدي الصحابة والفقهاء.
ثانيًا: إنشاء معهد لإعداد المعلمين.
ثم تحدث الدكتور محمد عبدالسميع عن أسلمة
التربية بين أبناء المهاجرين الأفغان، وأكد على ضرورة اتفاق التربية مع الفكرة التي
يحملها الشعب الأفغاني المجاهد، وبين أن هذا الأمر -اتفاق التربية مع الفكرة التي يحملها
الشعب-
معمول به في الدول
الشيوعية مثل روسيا والصين.
وقد تكلم
الدكتور محمد عبدالسميع مفصلًا عن جهاد أفغانستان واحتياجاته التربوية، ثم ذكر برنامجًا
توجيهيًا للمعلمين الأفغان، ذكر فيه بعض الأمور الضرورية التي يجب أن يلم بها المعلم
الذي يعمل في أوساط المهاجرين والمجاهدين الأفغان.
والأستاذ برهان الدين رباني أمير جمعية
أفغانستان الإسلامية، ألقى كلمة وأكد فيها على ضرورة الاهتمام بأبناء أفغانستان، وتحصينهم
من الأخطار الشيوعية والصليبية التي تهددهم على حد سواء..
وقد أصر الأستاذ رباني على وجوب تعلم اللغة
العربية لكونها لغة الإسلام وقال: يجب أن تكون العربية هي اللغة الرسمية في العالم
الإسلامي.
وأما الأستاذ الدكتور حسن عبدالله الترابي
الأمين العام للجبهة الإسلامية القومية في السودان، فقد تكلم عن قواعد أصولية في التربية
والتعليم، وبين ضرورة توحيد التعليم وسيره منسجمًا مع سائر مقاصد الحياة البشرية والتي
يريدها الإسلام للبشر.
وقد تحدث في المؤتمر عدد آخر من الباحثين
منهم: الدكتور مبين أختر والدكتور باد شاه صافي، والسيد رنجين شاه مسؤول التعليم في
مفوضية المهاجرين الأفغان التابعة للحكومة الباكستانية.
توصيات المؤتمر:
بعد مناقشة ودراسة البحوث والموضوعات المطروحة
خلال المؤتمر، توصل المؤتمرون إلى النتائج والتوصيات التالية:
1- وجوب إيجاد جهاز خاص بالتعليم، محايد لا يخضع
للأحزاب، ومهمته الإشراف على المناهج وطبعها والمنح الدراسية وتوزيعها.
2- القضاء على ثنائية التعليم، وتقريب وجهات النظر
بين العلماء والمتعلمين في المدارس الحديثة، والعمل على جعل العلم كله خاضعًا للتصور
الإسلامي مع إنشاء معاهد للمعلمين الأفغان.
3- السعي للحصول على منح دراسية للطلبة الأفغان.
4- السعي لإنشاء جامعة خاصة بالأفغان.
5- إنشاء صندوق خاص يتولى الإنفاق على محو الأمية،
والإنفاق على المنح للدراسات العليا.
6- تشكيل لجنة من المتخصصين في مجال التعليم،
وذلك للمتابعة مع مراعاة تميز التعليم الأفغاني من حيث الظروف والتزام المذهب.
7- تكوين لجنة تشرف على التعليم في أوساط الأفغان،
وذلك بالتنسيق مع اللجان التعليمية الموجودة في المنظمات الجهادية السبع.
8- تنمية التطبيق العملي لما يتعلمه الطالب.
9- تعليم المرأة الأفغانية بعض الحرف.
10- ضرورة إيجاد المعلمين الأفغان، وتوفير فرص
العمل لهم ورفع رواتبهم.
11- تكوين لجنة لمتابعة التوصيات من الممولين
والقائمين على العمل التعليمي في المؤسسات الإسلامية والأفغانية «الجهادية» بالتعاون
مع مفوضية المهاجرين الأفغان.
هذا وقد انبثقت عن المؤتمر لجنة مكونة من
سبعة أفراد لمتابعة الأعمال والتوصيات.
نسأل الله عز وجل أن يوفق الجهات المسؤولة
في تنفيذ القرارات والتوصيات، كما نتمنى للجهاد الإسلامي المبارك في أفغانستان المسلمة
النصر العاجل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.