; تيار القرامطة من جديد.. صاروخ على مكة | مجلة المجتمع

العنوان تيار القرامطة من جديد.. صاروخ على مكة

الكاتب د. عامر البو سلامة

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مشاهدات 1821

نشر في العدد 2101

نشر في الصفحة 82

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

تيار القرامطة من جديد.. صاروخ على مكة

 

بقلم: د. عامر البو سلامة

 

تمر أمة الإسلام بمرحلة غير مسبوقة في نوعية توجيه الضربات لها، من كل حدب وصوب، وإن ماثلها أو شابهها  تحدياً وخطراً، في تاريخ العدوان عليها، من نوع هذا الذي تواجهه اليوم، وبالطبع لا أعني هنا أبرهة وما خطط تجاه بيت الله الحرام، وإن كان وجه الشبه قائماً، ودافع الجريمة حاصلاً، ولكن الذي أعنيه هنا ظهور حركات شبيهة ومتحالفة مع حركة القرامطة التي ظهرت في التاريخ الإسلامي، وجاست في الأرض فساداً، وفعلت أفعالها الفظيعة التي عملت على الإفساد والتخريب، بمستويات متعددة، وجرائم متفاوتة يجمعها أنها جرائم، ومن ذلك قتل الحجيج، وإلقاؤهم في بئر زمزم، وكذا سرقتهم للحجر الأسود، الذي بقي مختفياً فترة، إلى أن قيض الله من يرجعه إلى مكانه الطبيعي، وحضنه الذي لا يليق إلا به، ولا أريد أن أعرج على محاولات اغتيال قادة الأمة، ومنها المحاولات المتعددة لاغتيال القائد الرباني صلاح الدين الأيوبي، وغيره من قادة الأمة وزعمائها، كما أنه ليس هنا مجال تفصيل، استباحتهم لعدة عواصم إسلامية، هنا وهناك، وما ارتكبوا من مجازر بحق شعوب الأمة، وليس القتل الفظيع، وصرخات الحرائر، ونهب المال الخاص والعام، سوى صورة من هذه الصور الأليمة، ومنظر من المناظر المحزنة، التي يقشعر منها بدن المرء، ومن يقلب فصول كتاب «الجامع في أخبار القرامطة» يأخذ صورة جامعة عن أنشطتهم التي أهلكوا من خلالها الحرث والنسل، وعاثوا في أمة الإسلام دماراً، وأحدثوا فيها الخراب.

واليوم نظام إيران الطائفي الحاقد، الذي يقود تياراً قرمطياً، بصيغة جديدة، وأدوات مختلفة، يعيد أذهاننا إلى ذلك التيار الأول، وها هو يرتكب أبشع الجرائم بحق أهلنا في سورية الصامدة الصابرة المحتسبة، ويرسم نفس المصيبة في اليمن، وما فعله ويفعله، في حق أهلنا في العراق، وغيرها من بلدان المسلمين، من فتن وقتل ومصائب، كل ذلك ليس عنا ببعيد، حتى وصل الأمر بذراعه الخبيثة في اليمن - وشعب اليمن منهم براء - أن يوجهوا صاروخاً إلى مكة المكرمة، التي شرفها الله تعالى ببيته المبارك، والكعبة المشرفة، وما هذا سوى نتيجة لأمر سبق هذا، فالقوم يخططون على المدى البعيد، ألم يحدثوا شغباً مستمراً في الحرم المكي؟ ألم تكتشف لهم مخططات، لو نجحت لأعادوا ذكرى أسلافهم القرامطة بأفظع وأبشع مما سبقهم فيه أجدادهم سيئو الذكر؟!

إن من يتابع إعلام القوم (تيار القرامطة الجدد)، ويستمع إلى معمميهم، ويتابع مقولات منظريهم، في إيران والعراق واليمن وسورية ولبنان، أو يقيمون في دول الغرب، يجدهم يهددون بيت الله، ويطالبون بتحريره، ويحرضون على إحداث الشرور فيه، بلا خجل ولا حياء، ولا رادع من دين، ولا حاجز من قيم، فالقوم صاروا يجاهرون بالشر، ويعلنون عقائدهم الزائغة بشكل سافر، وينشرون مخططاتهم على كل لسان لهم، بلا تحفظ ولا مواربة، رغم أنهم باطنيون، أهل تقية، وهذا أمر له دلالاته ومؤشراته لمن قرأ المشهد بشكل دقيق، وهو في ذات الوقت علامة على خطر داهم، علينا أن نكون على مستوى السكين التي تشحذ لهذه الأمة، من هنا أدعو إلى مواجهة خطر القرامطة هذا، بوعي كبير، وفهم سديد، وموازنات دقيقة، وتفكير متقدم، وتخطيط راشد، وتعاون مع الخيرين مثمر، ولعل دعم إخواننا في سورية هو المكان الأمثل الذي به يتجمعون، من أجل كسر مشروعهم، وقصمه من وسط ظهره، فالمشروع التيار يجب أن يقابل بمشروع شامل بتار.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مجتمعنا - العدد 9

نشر في العدد 9

95

الثلاثاء 12-مايو-1970

هذا الأسبوع - 18

نشر في العدد 18

78

الثلاثاء 14-يوليو-1970