; ثقافة وفنون (1051) | مجلة المجتمع

العنوان ثقافة وفنون (1051)

الكاتب عبدالوارث سعيد

تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1993

مشاهدات 19

نشر في العدد 1051

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 25-مايو-1993

  • اللسان العربي الحرف العربي: الفاتح المطارَد

للحرف العربي الجميل الرائع رحلة طويلة خصبة، بدأت مسيرتها الحضارية مع إشراقة الإسلام، لقد عرف العرب الكتابة قبل الإسلام بشكل محدود جدا بحيث حق عليهم لفظ الأميين وكان خطهم مشتقا من الخط النبطي، وفي عام ٢هـ بدأت أول خطة لـ محو الأمية، بعد انتصار «بدر» وأخذت الكتابة تنتشر بين المسلمين وأتيح لهذا الخط مزيد من الرسوخ حين استخدم في تدوين القرآن الكريم وشيء من السنة النبوية، وكتابة المعاهدات ورسائل "رسول الله صلى الله عليه وسلم" إلى الملوك، وازداد الأمر توسعا في عهد الراشدين، ومع الفتوح وانتشار الإسلام خارج شبه الجزيرة انفتحت ميادين جديدة أمام الخط العربي إذ تعلمه المسلمون ليتمكنوا من قراءة كتاب الله وسنة رسوله، كما تعلمه غير المسلمين لأن العربية أصبحت لغة الدواوين ولغة العلم والتعلم، ومع هذا الانتشار وتعلق الشعوب الإسلامية به تناولته يد التحسين والافتنان طورا بعد طور، وابتكرت منه أشكال عديدة ينافس بعضها بعضا في روعة الفن والجمال، فغدا في جماله آية لم يشهد التاريخ لها مثالا. 

ثمة جانب آخر أهم ذلك هو دوره في تسجيل النظام الصوتي للعربية، وهو من أنضج الأنظمة الصوتية في لغات العالم وأوسعها: لقد أظهر ذلك الخط كفاءة نادرة في ذلك، الأمر الذي رشحه ليكون الأداة القديرة لكتابة مختلف الأنظمة الصوتية للغات الأخرى رغم التباين بين أصواتها فعبر مجموعة من الرموز والتعديلات الإضافية سمحت بها مرونة الخط العربي، أمكن شعوب العالم الإسلامي أن تدون به لغاتها ولهجاتها الكثيرة المتباينة: منها مجموعات اللغات التركية والهندية والفارسية والأفريقية والتي يصل أفرادها إلى نحو ثلاثين لغة ، من أقصى شرق العالم الإسلامي إلى أقصى غربه، وحين بدأت اللغة العربية - في عصور الضعف - تنحسر عن كثير من تلك الأقاليم لتحل محلها اللغات واللهجات القومية، ظل الحرف العربي مستخدما في تدوين أدبياتها، كما ظل- وهذا هو الأهم - حلقة الوصل بين تلك الشعوب والقرآن الكريم فكنت تجدهم- ولا يزالون كذلك في مناطق عديدة يحسنون قراءة القرآن الكريم صغارا وكبارا وإن كانوا لا يفهمون من لغته ومعانيه شيئا لضياع العربية من لسانهم. 

وجاءت الموجة الصليبية الأوروبية الثانية في القرن التاسع عشر وسيطرت على كل بلاد العالم الإسلامي تقريبا وكان الحرف العربي الذي فتح كل تلك البلاد واللغات أحد الأهداف التي سددوا إليها سهامهم فطاردوه أنى حلوا واستبدلوا به حرفهم اللاتيني زاعمين - وهم كاذبون - أن الحرف العربي معيب وعاجز عن تصوير أصوات تلك اللغات رغم قيامه قرونا بهذه المهمة بكفاءة ولم توجه نحوه خلالها تهمة أو شكوى عشرات اللغات الإسلامية صارت اليوم تكتب بالحرف اللاتيني من الإندونيسية والماليزية في شرق أسيا إلى اليوروبا والهوسا في غرب أفريقيا مرورا بالتركية والسواحيلية، ولم يبق يكتب بالحرف العربي سوى قلة أشهرها الفارسية والأوردية، ولقد سخروا عملاءهم وبعض المخدوعين بزيفهم للترويج للخط اللاتيني والهجوم على الخط العربي وكان الذي تولى كبر هذا الجرم مصطفى كمال صنيعة الماسونية اليهودية، واحتذى حذوه أمثاله في العالم العربي فدعوا – بلا حياء- إلى كتابة العربية ذاتها (!!) بالحروف اللاتينية: عبد العزيز باشا فهمي في مصر (من فوق منبر مجمع اللغة العربية، مايو ١٩٤٣ ) وأنيس فريحة وسعيد عقل في لبنان: كل ذلك الحقد على هذا الخط لم يكن في الحقيقة لعيب فيه ولا لمزية في غيره وإنما بسبب ارتباطه بكتاب الله العزيز وتراث الإسلام المجيد ووصله المسلمين في كل مكان بهما فأرادوا قطعهم عنهما ووصلهم بلغات الغرب وتراثه، وقد كان ولا يزال الكيد للخط العربي مستمرا ولازلنا - نحن العرب - لاهين لانبالي بل ربما أعانهم بعضنا جهلا وسفها، وإن دس ما يسمى تضليلا بالأرقام العربية ( 1.2.3) ليس سوى ضرب من هذه الحرب. 

لمزيد من التوسع في هذه القضية راجع: 

۱ - نذير محمد مكتبي: الفصحى في مواجهة التحديات دار البشائر الإسلامية (۱۹۹۱): ٣٥- 68

2- عبد الفتاح عبادة: انتشار الخط العربي في العالم الشرقي والعالم الغربي (مكتبة الكليات الأزهرية) د. ت  

3 - د. نفوسة زكريا سعيد . تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر (دار المعارف. (مصر ١٩٦٤) - ٢٠٧ – ٢٢

شعر

من وحي المأساة

شعر : عبدالله ابراهيم جراد السعودية - بلجرشي

 

فجع الكون بصيحات الضحايا 

وبكى الدهر على دمع السبايا

هل رأيت الظلم يعد وثائرا

في صراخ الطفل أو رعب الصبايا

 هذه البوسنة، تبكي حسرة 

من فعال الصرب عشاق الخطايا

كرهوا القرآن من أعماقهم

فانجلى الكره بقصف من شظايا

 شردوا الأقوام من أوطانهم 

فرأوا بالتيه أنواع البلايا

سلبوهم كل ما في ملكهم 

فغذوا بالترب أشباه العرايا

مزقوا الأطفال من أوصالهم 

وسقوا أباهم مهل المنايا

هذه الأفعال تحكي خسة 

في طباع الصرب من قبح السجايا

 ادعى الغرب حضارات لهم 

وانبروا للناس يروون المزايا

زعموا الأعمال تروي فضلهم 

ورأوا أمجادنا حثل البقايا

قد تجلى كل ما في مكرهم 

أين ذاك الزعم من هذي الخزايا

مجدوا حرية الأديان بل

زعموا تقديسها أم القضايا

أجهدوا التقنين في إثباتها 

وسروا ليلا لتبييت النوايا

طلع الفجر وأبدى سرهم 

فخزايا الصرب من تلك الخفايا

أمة الإسلام لا ترضي قذى 

بسواد العين ينسيك الخبايا

أمة الإسلام صوني عزة

نحن في عصر حوى كل الدنايا

 نحن أهل العزم دوما لم ندع 

كل كفار عنيد في البرايا

نحن أحفاد الألى دانت لهم

في حياض الموت قواد السرايا

نحن من بدر علمنا أننا

في مجال الصبر نسلوا بالرزايا

نحن أتباع النبي المصطفى

في سبيل الحق ركاب المطايا

نحن بالقرآن أغنى أمة

من معين الوحي فزنا بالعطايا

إعداد: مبارك عبدالله

قصه قصيرة بقلم د.حمدي حسن نجران السعودية

بين طبيبين

قال لي صاحبي وهو يعطس معذرة لن أرافقك لصلاة الظهر هذا اليوم في المسجد سأصلي في رحلي. 

قلت وأي عذر لك أن تنقطع عن صلاة الجماعة وأنت قادر: الزكام الذي أصابك لم ينهك جسمك إلى الحد الذي يمنعك من شهود الجماعة وإضاعة ثوابها، وكان يؤتى بالرجل يتهادى بين الرجلين حرصا على الجماعة وتمسكا بفضيلتها. ولا أراك إلا تعطس وتكح من آن لآخر، أهل عرج الجمل من شفته؟ إن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن للأعمى الذي يسمع الأذان و... قاطعني قائلا مهلا مهلا .. جميع هذه الأحاديث أعرفها لا تسترسل فيما لا أنكر. 

إنني سأمتنع عن صلاة الجماعة حرصا على المصلين وليس حرصا على راحتي أنا أنا قادر على الذهاب إلى المسجد ولكني لا أعرف من سيكون الضحية الجديد الذي سيأخذ الفيروس مني ولا أعرف درجة مناعته. إن مناعة المريض هي التي تحدد الشكل السريري للمرض والزكام يتقمص شكلا مختلفا من مريض لآخر حسب درجة مناعته فإذا كان المريض شيخا طاعنا أو مريضا بأحد الأمراض الخافضة للمناعة أو يتناول علاجات مثبطة للمناعة أو يشكو التهابا رئويا مزمنا أو مرضا قلبيا مزمنا فقد يكون الزكام آخر مرض يصاب به!! والأعمار بيد الله. إن دفع الضرر الجماعي (جائحة الزكام) أولى من جلب المنفعة الفردية (مضاعفة الثواب) وإن مصلحة الجماعة نجاة ركاب السفينة تقدم على المصلحة الفردية (ثقب السفينة لأخذ الماء) وإذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد منع آكلي البصل والثوم من اقتراب المسجد حتى لا يؤذي المصلين (الرائحة) أليس من الأولى- قياسا- منع حاملي الفيروسات ونافثيها بالملايين حتى لا يؤذوا المصلين (بالزكام) الذي قد يكون قاتلا، وأين الرائحة من الزكام؟ ثم أيهما أوجب حضور صلاة الجماعة أم حضور البيعة ؟ ألم يقل الرسول- صلى الله عليه وسلم- للمجذوم ابق في رحلك فقد قبلنا بيعتك - معنى الحديث- فلماذا لا يبقى المزكوم- قياسا على المجذوم – في رحله ولذات العلة- العدوى؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم للمطعون - مصاب الطاعون - أن لا يخرج ويختلط بالأصحاء واضعا بذلك أسس الحجر الصحي في التاريخ البشري كله؟ لماذا لا تنضبط المساجد بذات القوانين النبوية الصحية. ولماذا تكون المساجد. بازدحامها - وسيلة انتشار هذه الأمراض بورود المرضى فيها على الأصحاء.. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأنفاسه أيضا، بالقياس - كيف يجيز أحدنا لنفسه أن يضع رذاذ العدوى من أنفه على سجادة الصلاة في المسجد ثم يأتي مصل أخر ليجد حفنة الفيروسات جاهزة للعدوى حين يصلي قدرا مكانه. قلت لصاحبي وقد كان مكروبا مألومًا يكح ويتكلم.. أتفر من قدر الله؟ قال: لا، إن كان الله قد قدر أمرا فإنه لابد واقع، ولكننا نفر من قدر الله إلى قدر الله نحن قوم استعبدنا الله بالأسباب وجعل في اتباعها جزاء وثوابا. قلت له: هون عليك. أرى أني أجهدتك أكثر من الزكام لا تنفعل وأنت ممرض. قال: ولكن ليس قبل هذه الهمسة الأخيرة... إن المصلي المزكوم حين يمتنع عن المسجد مؤقتا ريثما يبرأ كي لا يعدي غيره - بهذه النية بالذات. فإن عالم النوايا والأسرار يثيبه ثوابين: ثواب صلاة الجماعة التي كان معتادا عليها وثواب منع الأذى عن الآخرين. هذا فضلا عن ثواب الاجتهاد فمن اجتهد فأخطأ فله أجر ومن أصاب له أجران فهو يتقلب في ثواب الله إن شاء الله. مززت رأسي موافقا وقلت: أرجو الله أن يكتب لك الشفاء العاجل والأجر الكامل ودعته وقلت في نفسي وأنا في طريقي إلى المسجد: حقا إنها نصيحة فاضلة ولكن كيف توضع موضع التنفيذ العملي سيما وأن كثيرا من المصلين لن يطلع على هذه المجلة. لعل أفضل وسيلة هي استفتاء هيئة شرعية مختصة تصدر الفتوى المناسبة وتصوغها صياغة مناسبة وتعلق على أبواب المساجد من كان مزكوما فلا يقرب مسجدنا. ألا، لا يأخذن أحد الزكام بهذه البساطة.. إنه يقتل ملايين المرضى في العالم كل عام على ذمة الإحصائيين. 

إصدارات

في زمن التيه مجموعة قصصية

حينما يتملك النفس هواجس متلاطمة الانفعالات ويحتوي العقول أفكار تظللها غيامات متباينة الهويات، ويتنحى القلب عن القرار إلى لجة من الاضطرابات والإحساس بعواطف شتى بين خوف ورجاء وتذلل وإباء وعنف واستضعاف وحزن وحبور.. نجد أنفسنا أمام متعة فنية، يزيد تأثرنا بها لما تصور لنا واقعا نحسه ونحياه ومن مرارته نصلى لظاه ونتمنى الخلاص منه في زمن تتيه فيه المعاني ولا يبقى لها إلا شبح آثار، تطالعنا مجموعة قصصية في زمن التيه، تصور لنا أدبا إيمانيا تلتئم فيه عناصر فنية تعانق الروح الإيمانية لتخرج لنا لونا قصصيا لم نكد نعهد من قبل نبل هدفه وصدق عاطفته وسلامة مدلوله وسلاسة أفكاره دونما الغث أو الفضول مع عدم التجافي عن الصورة الفنية المكتملة الجوانب في عذوبة صياغة، ورقة معنى وتنميق عبارة ويجعل تلك المعاني كلها أن يقصها كاتب مسلم نلمح في فنه شفافية الروح بما يرد في قصصه من نصوص دينية أضفت على فنيته حلة وقار، وجعلته جديرًا بالاحترام وأحرى بالالتزام لأن ما خرج من القلب فهو يصل إلى القلب فهو يحمل أغراضا نبيلة، ومعان سامية للكاتب المسلم محمد إبراهيم ماضي الذي صور لنا واقعا في صورة قصصية رائعة تستحوذ عليها العاطفة الدينية وما أسماها عاطفة!! إنها تخلص النفس من شرورها وتحملها على العمل بموجبها لكي يكون الخلاص في زمن التيه. 

صدر الكتاب عن دار اليقين للنشر والتوزيع 

مصر - المنصورة ت: ۳۲۲۷۲۳. 

شحاته مساعد إبراهيم أبو الحسن

الدراسات العليا بكلية اللغة العربية 

جامعة الأزهر 

بقلم: د. حمدي حسن نجران- السعودية

بين طبيبين

قال لي صاحبي وهو يعطس معذرة لن أرافقك لصلاة الظهر هذا اليوم في المسجد سأصلي في رحلي. 

قلت وأي عذر لك أن تنقطع عن صلاة الجماعة وأنت قادر: الزكام الذي أصابك لم ينهك جسمك إلى الحد الذي يمنعك من شهود الجماعة وإضاعة ثوابها، وكان يؤتى بالرجل يتهادى بين الرجلين حرصا على الجماعة وتمسكا بفضيلتها. ولا أراك إلا تعطس وتكح من آن لآخر، أهل عرج الجمل من شفته؟ إن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن للأعمى الذي يسمع الأذان و... قاطعني قائلا مهلا مهلا .. جميع هذه الأحاديث أعرفها لا تسترسل فيما لا أنكر. 

إنني سأمتنع عن صلاة الجماعة حرصا على المصلين وليس حرصا على راحتي أنا أنا قادر على الذهاب إلى المسجد ولكني لا أعرف من سيكون الضحية الجديد الذي سيأخذ الفيروس مني ولا أعرف درجة مناعته. إن مناعة المريض هي التي تحدد الشكل السريري للمرض والزكام يتقمص شكلا مختلفا من مريض لآخر حسب درجة مناعته فإذا كان المريض شيخا طاعنا أو مريضا بأحد الأمراض الخافضة للمناعة أو يتناول علاجات مثبطة للمناعة أو يشكو التهابا رئويا مزمنا أو مرضا قلبيا مزمنا فقد يكون الزكام آخر مرض يصاب به!! والأعمار بيد الله. إن دفع الضرر الجماعي (جائحة الزكام) أولى من جلب المنفعة الفردية (مضاعفة الثواب) وإن مصلحة الجماعة نجاة ركاب السفينة تقدم على المصلحة الفردية (ثقب السفينة لأخذ الماء) وإذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد منع آكلي البصل والثوم من اقتراب المسجد حتى لا يؤذي المصلين (الرائحة) أليس من الأولى- قياسا- منع حاملي الفيروسات ونافثيها بالملايين حتى لا يؤذوا المصلين (بالزكام) الذي قد يكون قاتلا، وأين الرائحة من الزكام؟ ثم أيهما أوجب حضور صلاة الجماعة أم حضور البيعة ؟ ألم يقل الرسول- صلى الله عليه وسلم- للمجذوم ابق في رحلك فقد قبلنا بيعتك - معنى الحديث- فلماذا لا يبقى المزكوم- قياسا على المجذوم – في رحله ولذات العلة- العدوى؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم للمطعون - مصاب الطاعون - أن لا يخرج ويختلط بالأصحاء واضعا بذلك أسس الحجر الصحي في التاريخ البشري كله؟ لماذا لا تنضبط المساجد بذات القوانين النبوية الصحية. ولماذا تكون المساجد. بازدحامها - وسيلة انتشار هذه الأمراض بورود المرضى فيها على الأصحاء.. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأنفاسه أيضا، بالقياس - كيف يجيز أحدنا لنفسه أن يضع رذاذ العدوى من أنفه على سجادة الصلاة في المسجد ثم يأتي مصل أخر ليجد حفنة الفيروسات جاهزة للعدوى حين يصلي قدرا مكانه. قلت لصاحبي وقد كان مكروبا مألومًا يكح ويتكلم.. أتفر من قدر الله؟ قال: لا، إن كان الله قد قدر أمرا فإنه لابد واقع، ولكننا نفر من قدر الله إلى قدر الله نحن قوم استعبدنا الله بالأسباب وجعل في اتباعها جزاء وثوابا. قلت له: هون عليك. أرى أني أجهدتك أكثر من الزكام لا تنفعل وأنت ممرض. قال: ولكن ليس قبل هذه الهمسة الأخيرة... إن المصلي المزكوم حين يمتنع عن المسجد مؤقتا ريثما يبرأ كي لا يعدي غيره - بهذه النية بالذات. فإن عالم النوايا والأسرار يثيبه ثوابين: ثواب صلاة الجماعة التي كان معتادا عليها وثواب منع الأذى عن الآخرين. هذا فضلا عن ثواب الاجتهاد فمن اجتهد فأخطأ فله أجر ومن أصاب له أجران فهو يتقلب في ثواب الله إن شاء الله. مززت رأسي موافقا وقلت: أرجو الله أن يكتب لك الشفاء العاجل والأجر الكامل ودعته وقلت في نفسي وأنا في طريقي إلى المسجد: حقا إنها نصيحة فاضلة ولكن كيف توضع موضع التنفيذ العملي سيما وأن كثيرا من المصلين لن يطلع على هذه المجلة. لعل أفضل وسيلة هي استفتاء هيئة شرعية مختصة تصدر الفتوى المناسبة وتصوغها صياغة مناسبة وتعلق على أبواب المساجد من كان مزكوما فلا يقرب مسجدنا. ألا، لا يأخذن أحد الزكام بهذه البساطة.. إنه يقتل ملايين المرضى في العالم كل عام على ذمة الإحصائيين. 

إصدارات

في زمن التيه مجموعة قصصية

حينما يتملك النفس هواجس متلاطمة الانفعالات ويحتوي العقول أفكار تظللها غيامات متباينة الهويات، ويتنحى القلب عن القرار إلى لجة من الاضطرابات والإحساس بعواطف شتى بين خوف ورجاء وتذلل وإباء وعنف واستضعاف وحزن وحبور.. نجد أنفسنا أمام متعة فنية، يزيد تأثرنا بها لما تصور لنا واقعا نحسه ونحياه ومن مرارته نصلى لظاه ونتمنى الخلاص منه في زمن تتيه فيه المعاني ولا يبقى لها إلا شبح آثار، تطالعنا مجموعة قصصية في زمن التيه، تصور لنا أدبا إيمانيا تلتئم فيه عناصر فنية تعانق الروح الإيمانية لتخرج لنا لونا قصصيا لم نكد نعهد من قبل نبل هدفه وصدق عاطفته وسلامة مدلوله وسلاسة أفكاره دونما الغث أو الفضول مع عدم التجافي عن الصورة الفنية المكتملة الجوانب في عذوبة صياغة، ورقة معنى وتنميق عبارة ويجعل تلك المعاني كلها أن يقصها كاتب مسلم نلمح في فنه شفافية الروح بما يرد في قصصه من نصوص دينية أضفت على فنيته حلة وقار، وجعلته جديرًا بالاحترام وأحرى بالالتزام لأن ما خرج من القلب فهو يصل إلى القلب فهو يحمل أغراضا نبيلة، ومعان سامية للكاتب المسلم محمد إبراهيم ماضي الذي صور لنا واقعا في صورة قصصية رائعة تستحوذ عليها العاطفة الدينية وما أسماها عاطفة!! إنها تخلص النفس من شرورها وتحملها على العمل بموجبها لكي يكون الخلاص في زمن التيه. 

صدر الكتاب عن دار اليقين للنشر والتوزيع 

مصر - المنصورة ت: ۳۲۲۷۲۳. 

شحاته مساعد إبراهيم أبو الحسن

الدراسات العليا بكلية اللغة العربية 

جامعة الأزهر 

  •  قوانين كونية

صنعاء- اليمن

وردت في القرآن الكريم وفي أكثر من سورة عبارة كلمات الله، ففي سورة الأنعام "وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا. لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" وفي سورة لقمان "ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" وفي سورة الكهف: "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا". ونبحث عن مدلول هذه العبارة فنجد القرآن الكريم يفصل خبرها ويحدد معناها في أكثر من موضوع من القرآن، ففي سورة يونس "وكذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون" وفيها أيضا: "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم"..

وفي الصافات "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون" وعلى ضوء هذه النصوص القرآنية وأمثالها نعرف أن المقصود بكلمات الله هو أحكامه المبرمة وقوانينه النافذة في هذا الكون وعلى كل الكائنات وهذا هو ما عنيناه بهذا العنوان إذ نريد في حدود المستطاع الوقوف على طرف ضئيل وجانب محدود من قوانين الله- سبحانه وتعالى- في كونه وكائناته مستعينين بالله ومستلهمين هداه لعل ذلك يقرب فهما ويعين على تبصرة في هذا الدين وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

(1) الخلق

وموضوع الخلق هو الموضوع الذي تحجم عن تحديد بداياته كل العقول والأقلام وتعجز عن استيعاب تفاصيله كل العلوم والأفهام والمصدر الوحيد الموثوق في كل هذه الدنيا هو كتاب الله الذي يشير إلى بدايات الأزل ويحدد خواتيم الأبد فهو يحدثنا عن الأول الذي ليس قبله شيء... "هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء" هود.. ويحدثنا عن سديمية الكون بمجراته وشموسه وعوالمه والتحامها كلية ببعضها.

"أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما الأنبياء ويحدثنا بتفصيل أكثر عن خلق السماوات والأرضين في حم السجدة "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين" 

وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا: أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم. كما يحدثنا عن النباتات بأنواعها "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبّا"

وعن الحيوان يحدثنا فيقول في سورة النور... "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء والله على كل شيء قدير".. أما حديثه عن خلق الإنسان ومراحل تطوره من تراب إلى طين إلى حمأ مسنون إلى صلصال كالفخار إلى النفخ فيه من روح ذي الجلال وإسجاد الملائكة له واستكبار إبليس عن السجود وحسده لهذا المخلوق الجديد ومعالنته بالكيد له وإضلاله، فقد ورد في كثير من السور الكريمة وبالأخص سورة البقرة والأعراف والحجر والإسراء وطه وص إلى جانب ما ورد في غيرهن من السور عن نفسية الإنسان المتقلبة بحسب مكانته من الإيمان أو الكفر وهو كثير مستفيض في ثنايا القرآن. 

وفي ختام موضوع الخلق نشير إلى الفرق بين كلمتي الخلق والتصوير إذ أن دلالة كلمة الخلق هي الإيجاد من عدم. أما التصوير فهو تشكيل المادة المخلوقة، وفي القرآن "هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء، وفيه مضغة مخلقة وغير مخلقة، أي مصورة وغير مصورة، وفي كلامه وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا: أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم" 

كما يحدثنا عن النباتات بأنواعها "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وآبا".

 

وعن الحيوان يحدثنا فيقول في سورة النور... "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء والله على كل شيء قدير" .. أما حديثه عن خلق الإنسان ومراحل تطوره من تراب إلى طين إلى حمأ مسنون إلى صلصال كالفخار إلى النفخ فيه من روح ذي الجلال وإسجاد الملائكة له واستكبار إبليس عن السجود وحسده لهذا المخلوق الجديد ومعالنته بالكيد له وإضلاله فقد ورد في كثير من السور الكريمة وبالأخص سورة البقرة والأعراف والحجر والإسراء وطه وص إلى جانب ما ورد في غيرهن من السور عن نفسية الإنسان المتقلبة بحسب مكانته من الإيمان أو الكفر وهو كثير مستفيض في ثنايا القرآن، وفي ختام موضوع الخلق نشير إلى الفرق بين كلمتي الخلق والتصوير إذ أن دلالة كلمة الخلق هي الإيجاد من عدم. أما التصوير فهو تشكيل المادة المخلوقة، وفي القرآن هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء، وفيه مضغة مخلقة وغير مخلقة، أي مصورة وغير مصورة، وفي كلامه تعالى عن آدم وبداية خلقه ولقد خلقناكم ثم صورناكم، ومن أسمائه تعالى «الخالق المصور».

(۲) الرزق

والمجمل اللغوي لمعنى الرزق هو إعطاء كل ما ينتفع به، ونجد القرآن يتوسع في إطلاق هذه الكلمة على الأسباب الناتجة منها والمؤدية إليها على طريقة العرب في المجاز المرسل لعلاقة السببية والمسببية فيعتبر المطر رزقا "وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها" باعتباره سبب الحياة والنماء. 

ويعتبر القرآن الكريم نفسه رزقا.. وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون، فهو إذا كل ما منحه الله للإنسان من مواد النفع والأسباب المؤدية إليها وإنك لتنظر إلى كل مخلوقات الله من نبات وحيوان وإنسان فترى لكل رزقه المقدور يساق إليه في الأعماق أو في الآفاق في نطاق القدرة المدبرة والعلم الشامل.

"وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين. وإن من شيء إلا عندنا خزائنه، وما ننزله إلا بقدر معلوم" وإنك لتقرأ قوله تعالى "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" فتعجب أن يكون "في" بدلا عن "على" وحين تتعمق الإعجاز البلاغي للقرآن تجده بوضعه حرف الجر "في" قد استوفى كل ما في أعماق المحيطات والبحار والأنهار والجبال من كائنات مختزنة سارية في أغوار الأرض أو سائرة على أديمها وعلى هذا فما من سابح في البحار وناطح ورامح وسارح على وجه الأرض وسائح وبارح على أطباق هذا الجو إلا وله رزقه المبثوث والمستكن في مستودعاته التي علم الله مقدرة كل كائن عليها وميسر سبيله إليها وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم فـللنمل في ثقوبه كما لأكبر الحيوانات وأقواها رزقه الميسر وقوته العتيد. أما الإنسان فما أكثر وما أرحب مجالات رزقه وميادين معاشه ويكفي أن يقف المرء على سورة النحل مثلا حتى يعلم أبواب الرزق الواسعة ومظاهر النعم السابغة التي منحها الله لهذا الإنسان، ولو ذهب الإنسان بخياله يتتبع ما تأخذه الأجيال من خيرات هذه الأرض المتنوعة وهي على كثرة الأخذ وطول الأمد موفورة الخير دفاقة العطاء، لعلم معنى قوله تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين"

من مشاهير الشعراء

ابن الرومي (٢٢١ - ٢٨٤هـ)

حياته: هو علي بن العباس بن جريج، ولد ببغداد سنة ۲۲۱ للهجرة، أي في العصر العباسي. كان ضئيل الجسم نحيلا دميم الوجه تقتحمه العيون، التحق في صباه ببعض الكتاتيب حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى بعض الأشعار والخطب وشيئا من الحساب ثم اختلف إلى حلقات العلماء في المساجد ثم أتيح له أن ينهل من معين دار الحكمة التي أسسها الرشيد ببغداد، فقرأ كثيرًا وبخاصة كتب الفلسفة وعلوم الأوائل، وتوفي ابن الرومي سنة ٢٨٤ للهجرة تقريبا. 

أدبه: كان ابن الرومي شاعرا مثقفا قرأ كثيرا وتمثل كثيرا من العلوم فلسفية وغير فلسفية. 

وقد تنوعت موضوعات شعره فأما المديح فقد طالت قصائده طولا مسرفا حتى تبلغ نحو ثلاثمائة بيت كانت له قدرة بارعة على عرض أخيلته فقد صور ممدوحه بهذه الصورة البديعة جامعا بين جمال الخلقة والأخلاق.

كل الخصال التي فيكم محاسنها 

تشابهت منكم الأخلاق والخلق

كأنكم شجر الأترج طاب معا 

حملا ونورا وطاب العود والورق

وكان الهجاء من الأغراض التي برع فيها وتفوق على كثير من شعراء عصره وقد أجاد الشاعر في فن الرثاء إذ أنه كان يعبر من خلالها عن نفس حزينة لكثرة ما أصابها من أرزاء وقد رثى ابنه الأوسط محمدا رثاء مؤثرا، 

وكذلك ابنه الثالث فقال:  

أبُني إنك والعزاء معا

بالأمس لُف عليكما كفن

ما في النهار وقد فقدتك من 

أنس ولا في الليل لي سكن

ما أصبحت دنياي لي وطنا

بل حــيث دارك عندي الوطن 

 واشتهر ابن الرومي بإكثاره من وصف ألوان الطعام والفاكهة: فوصف الخباز وهو يدحو الرقاقة والدجاج المشوي والمرقفات والقطائف والعنب الرازقي فيقول في وصف قالي الزلابية:

 كأنما زيته المقلي حين بدا

كالكيمياء التي قالوا ولم تصب

 يلقي العجين لجينا من أنامله

فيستحيل شبابيكا من الذهب

 وقد وصف أيضا الحمالين وغيرهم من أصحاب المهن.

ماهر السعيد

السعودية – ابقيق 

قبضة من حروف

عن المبعدين يحدثونك؟!!!

بقلم: يحيى بشير حاج يحيى

أصبح من المؤكد أن الحقد الصهيوني على الإنسان الفلسطيني ليس له مثيل حتى في أعتى الأنظمة العنصرية في العالم وأصبح من المؤكد أيضا أن هذا الحقد يتضاعف مرات ومرات إذا كان هذا الفلسطيني ملتزما بدينه مدافعا عنه منطلقا منه في الدفاع عن أرضه وعرضه. 

تحدث أحد المبعدين عن رحلة الإبعاد (التعذيب) في مراحلها الأولى عن معاناة المبعدين من خلال ما سمعه، وما رآه فقال: حينما كنا في الباصات الصهيونية التي نقلتنا إلى جنوب لبنان طلب بعض الإخوة ماء للشرب فرفض الجنود الصهاينة تلبية طلبه ومع استمرار الطلب تبول أحد الجنود في قارورة زجاجية وقال: من يريد الماء؟!! وأخذ يصب البول على رؤوس الطالبين؟ وأما معاملتهم للمرضى فيقول عنها: دخل الصهاينة إلى مستشفى غزة، وانتزعوا أحد الإخوة من سريره وقاموا بعصب عينيه وتقييد يديه ودفعوا به في سيارة عسكرية وكان أحد الإخوة يلبس نظارة طبية، نزعها أحد الجنود عن عينيه حين وضع العصابة وحين أخبره أنها طبية وهو محتاج لها استشاط الصهيوني غضبا فألقاها على الأرض وحطمها بقدميه ثم نزع ساعة اليد وألحقها بالنظارة وعلى أثر السفر المتواصل والطويل وعدم النوم أصاب عددا من الإخوة آلام في الرأس ودوران ودوخة، فطلب أحدهم حبوبا مهدئة فكان رد الجندي الصهيوني أن صوب البندقية إلى رأسه وقال : في البندقية يوجد حبوب مهدئة إذا أردت. 

وأما عن لطف الله تعالى بهم والتجائهم إليه وحده وإخلاصهم لعقيدتهم ولا نزكي على الله أحدا فقد نقلت الأخبار ما يملأ القلب والنفس عزة وطمأنينة!! ففي مسيرة العودة صلى جميع الإخوة ركعتي الشهادة وكان الجميع في أثناء الدعاء في خشوع وبكاء حيث كانت الطمأنينة والثقة بالله عالية وتخضبت اللحى بالدموع، وعندما تساقطت القذائف عند مقدمة مسيرة العودة كتب أحد الإخوة التجار وصيته وقد جاء فيها أنه إذا استشهد في هذا اليوم فإنه يسامح كل من له عليهم ديون، وهي تقدر بعشرات الآلاف من الدنانير. وأصاب أحد الإخوة إمساك شديد واجتمعت عليه اللجنة الطبية التي قررت إجراء عملية سريعة له وتم نقله إلى مرج الزهور حيث رفض الجيش اللبناني إدخاله وبعد محاولات عديدة تم إرجاع الأخ إلى مخيم المبعدين فاجتمع الأطباء وقاموا بتقديم ما يستطيعونه وحضر أحد العلماء حيث رقاه بالقرآن الكريم وما هي إلا لحظات حتى فرج الله عنه وبعد ... فما كان ذنب هؤلاء إلا كما قال ربنا عز وجل: ﴿أخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ، إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾، ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.

 

الرابط المختصر :