; جمعية الإصلاح الاجتماعي والإعلام المضلل | مجلة المجتمع

العنوان جمعية الإصلاح الاجتماعي والإعلام المضلل

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979

مشاهدات 24

نشر في العدد 452

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 03-يوليو-1979

- ملة الكفر والضلال واحدة ما أن تصاب الأمة الإسلامية بمصيبة أو يسلط على الإسلاميين حملة إبادة أو تثار حول الإسلام الأقاويل والشبهات حتى تتداعى قوى الشر والانحلال على مختلف أشكالها ونزعاتها في مختلف أرجاء العالم إلى المشاركة في توسيع نطاق تلك المصيبة وتبرير الإبادة وتصعيد حملات الشبهات.

- ولقد ابتليت الصحافة الكويتية ووسائل الإعلام الأخرى بعناصر من النصارى والنصيريين والشيوعيين الذين رأيهم النيل من الإسلام والمسلمين ونشر الفساد والانحلال والأحقاد في وسط المجتمع الكويتي المسلم.

- وعندما بدأت جمعية الإصلاح الاجتماعي في فضح أبعاد المؤامرة النصيرية ضد المسلمين في سوريا وتبين حقيقة الحرب الطائفية التي يشنها النصيريون ضد المسلمين؟ تنادت عناصر الشر والفساد محاولة التصدي لمواقف الجمعية الشجاعة الخيرة. وفيما يلي نماذج من التضليل الإعلامي والرد عليها:

أولًا- اتهمت هذه العناصر المضللة جمعية الإصلاح بالتسرع في بيان الاستنكار لما اتهمت به الحكومة السورية جماعة الإخوان المسلمين من ارتكاب جريمة مذبحة حلب وليس في الأمر تسرع فموضوع اضطهاد المسلمين العاملين في سوريا قائم منذ شهور والاعتقالات قاربت -أو جاوزت- العشرة آلاف، وكتبت جمعية الإصلاح عن ذلك ولكن رجال الصحافة المضللة صموا الآذان عن كل ما يحدث ما دامت الجهات الرسمية هناك لم تأذن لهم بالحديث وما حدث بصدد مذبحة حلب ليس إلا فصلًا مثيرًا -يظنونه النهاية- في فصول هذا الامتحان الرهيب الذي يتعرض له إخواننا في سوريا الشقيقة.

ثانيًا- ألمحت تلك العناصر إلى أن الجمعية لم تنفعل بحادث المذبحة، ولم تشجبه وحاولت أن تستنتج من ذلك أنها موافقة عليه وعجبًا كيف يكون ذلك وكل عاقل وكل مسلم لا يقبل الجريمة أيًا كانت فالجمعية وكل مسلم يعرف الإسلام، لا يقر العدوان ولا الجريمة وموقفه هذا ثابت ثبوت مبادئ الإسلام الذي يقول ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا (المائدة: 8)، وليس المسلم في حاجة إلى أن يعلن ذلك الإيمان الراسخ الثابت في كل مناسبة أما «الشجب» فتلك لعبة سياسية معروفة عند من لا يثبتون على مبدأ وكم شجبت الدول والحكومات والصحف مواقف في ظرف معين ثم عادت وشجبت أضدادها في مواقف أخرى مغايرة.

ثالثًا- صعدت هذه العناصر درجة الاتهام، وما أظنها فلتة أو جاءت عفوًا حين قالت: «فكيف لجمعية الإصلاح الاجتماعي -وهي جمعية ثقافية دينية خيرية في الكويت- أن تقف في صف المجرمين والقتلة وتدافع عنهم»؟ سبحان الله! ما أجرأها على قول الزور هل تيقنت أن «الإخوان المسلمين» الذين تدافع عنهم جمعية الإصلاح هم القتلة؟ أجاءها ذلك اليقين من البيان الرسمي لوزير الداخلية السوري؟ ذلك البيان الذي صدر بعد ستة أيام من وقوع الحادث؟! كيف تأخذ أقوال الخصم ضد خصمه وتجعلها حقائق وتبني عليها نتائج؟! أين أبسط مبادئ العقل والمنطق؟ لكل إنسان ذلك الصراع الدائم بين السلطات المتسلطة -أي حكومات العسكر ذات الانتماءات غير الإسلامية من شرقية وغربية، وذات الحقد الموروث على الإسلام- والجماعات الإسلامية المجاهدة في سبيل إنقاذ هذه الشعوب المسلمة المغلوبة على أمرها المحكومة بالحديد والنار كيف تقبل أقوال الأولين ضد الآخرين المجرد أن السلطة في أيديهم؟ تمامًا كما كنتم تقبلون ما تقوله حكومة الشاه الطاغية ضد معارضيها كما كانت تدعوهم لكن حين انتصرت الثورة الشعبية تبدلت النغمة وبدأت الأقلام تكيل للشاه وتمجد الحكم القائم كفانا هزلًا وتضليلًا.

 رابعًا: تحدثت عن إثارة الفتنة الطائفية حين قالت: «لقد قيل أن المجرمين لدى اقتحامهم المدرسة عملوا على فرز الضباط حسـب طوائفهم» ولعلمك كلمة «قيل»- في تراث الإسلام تعني شكلًا فيما بعدها وضعف وربما أنه مختلق لكن لنسلم أنه صحيح من الذي بدأ وأذكى الفتنة الطائفية في سوريا وفي كل بلد عربي وإسلامي بالتأكيد ليسوا المسلمين الذين يؤمنون بقول خالقهم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات: 13) وبقول رسولهم الكريم: «كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى» والأمثلة الحية في عصرنا الدامي خير شاهد على هذا. من الذي آثار الطائفية في لبنان؟ أهم المسلمون؟ من الذي يثير الطائفية ويستغلها في مصر؟ أليسوا الأقباط؟ من الذي يثير مشاكل الأقليات في البلاد الإسلامية المختلفة من العراق إلى إيران إلى باكستان إلى أوغندا من وراء ذلك كله ألا غير المسلمين سواء أكانوا في صورة صريحة أو معماة؟ حين تتسلط أقلية -7%- غير مسلمة بقوة السلاح والبطش على أكثرية مسلمة، وتعمل بكل وسيلة وبالتحالف مع كل فئة على إلغاء هوية الأكثرية وإذلالها والقضاء على دينها وحين تصبح مقدرات الدولة ومراكزها الحساسة في أيدي النصيريين وحدهم حين يحدث ذلك فيثور المسلمون لكرامتهم ودينهم ويدافعون عن حياتهم هل تسمى ذلك إثارة للفتنة الطائفية؟ ومن هو المسؤول عنها حقيقة؟

خامسًا- إنها لنتيجة سخيفة وسمجة تلك التي حاولت أن تصل إليها تلك العناصر حين ربطت بين جمعية الإصلاح والنظام المصري بحجة أنهما يهاجمان سوريا هل عميت عن مواقف جمعية الإصلاح من النظام المصري ومن المعاهدة ومن إسرائيل؟ أظنها ستدعي القتلة أو تدعي الذكاء فتزعم أنها خطط متفق عليها، وللعلم فإن جمعية الإصلاح لا تهاجم سوريا، وإنما تهاجم «النظام السوري» تمامًا كما تهاجم «النظام المصري» وكل نظام يعادي الإسلام أينما كان أما الشعوب في أي بلد فلا يمكن أن تكون محل هجوم لأنها مقهورة مغلوبة على أمرها، حتى لو خرجت في مظاهرات وتعالت منها الهتافات فالكل يعرف حقيقة الأمور وكيف تسير.

بقي موضوع دور النظام السوري «كقاعدة للمواجهة العربية ضد الصهيونية وإسرائيل» على حد تعبير البعض أو بتعبير أدق على حد ما تقول الكليشيهات المحفوظة والمتداولة في سوق السياسة العربية، هذا الموضوع الحقائق فيه مرة، والكثيرون يعرفونها وحين يحين الوقت ستنطق حملة الأقلام الصحفية بما كان يجب أن يقال منذ سنوات تمامًا كما حدث بالنسبة لتجربة إيران وحرب 67 وحرب 73 وأيام عبد الناصر.

الرابط المختصر :