; جمهورية جزر القمر: من يخرج الدولة الفتية من أزمتها الاقتصادية؟! | مجلة المجتمع

العنوان جمهورية جزر القمر: من يخرج الدولة الفتية من أزمتها الاقتصادية؟!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1978

مشاهدات 16

نشر في العدد 391

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 21-مارس-1978

تعاني جمهورية جزر القمر من مشكلات اقتصادية خانقة، وذكرت أنباء صحفية نشرت هنا (الأنباء الكويتية 8-3-78) أن جزر القمر طلبت من وزراء الخارجية العرب بموجب مذكرات عاجلة أرسلت لدولهم تقديم مساعدة مالية عاجلة لهذه

الجمهورية.

الحكومة السودانية قامت من جانبها بإرسال مذكرات مماثلة إلى الدول العربية تطالب فيها تقديم العون الاقتصادي والعلمي والثقافي لجزر القمر.

 وتعود الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها هذه الدولة الصغيرة إلى ثلاثة أسباب:

  • أولًا: امتناع فرنسا رسميًا عن تقديم أية معونة فنية أو إدارية أو مالية لها، علمًا بأن جمهورية جزر القمر مستعمرة فرنسية سابقة.
  • ثانیًا: طرد ١٦ ألف مواطن قمري من مدغشقر.
  • ثالثًا: الانفجار البركاني الذي أدى إلى تشريد عشرة آلاف مواطن.

 وتقع هذه الجزر على بعد ٢٧٥ كلم من الساحل الشرقي لإفريقيا، وعلى بعد مماثل من شمالي جزيرة مدغشقر، وهي تتألف من أربع جزر هي: جزيرة القمر الكبرى، وجزيرة أنجوان، وجزيرة موحلي، وجزيرة مایوت، ويبلغ عدد سكانها ۳۰۰,۰۰۰ نسمة، تعود أصولهم إلى المهاجرين العرب القدامى مع أقلية فرنسية حيث وفد إليها العرب حاملين معهم الإسلام في القرن الرابع الهجري، ومنذ ذلك الحين دخلت جزر القمر في منظومة العالم الإسلامي.

وبعد سقوط الأندلس عام ٨٩٨ هجرية بيد الأسبان والبرتغاليين، وتعاظم حركة الكشوف الجغرافية التي كانت تهدف في الدرجة الأولى إلى ملاحقة المسلمين وتطويق العالم الإسلامي، احتل البرتغاليون جزائر القمر عام ٩٠٨، واطلقوا على سكانها المسلمين اسم «المورو». وبعد فترة وقعت الجزر تحت سيطرة فرنسا، وذلك عام ۱۳۰۹ عندما عقد سلطان أنجوان معاهدة مع الفرنسيين اعترف فيها بخضوع الجزر لحمايتهم، ثم منحتها فرنسا الاستقلال وأعلنت الجمهورية وانضمت هذه الدولة الفتية إلى الأمم المتحدة، وفي شهر نوفمبر من العام الماضي تقدم رئيس الجمهورية علي صالح إلى وزراء الخارجية العرب بطلب رسمي لانضمام بلاده إلى جامعة الدول العربية، إلا أنهم رفضوا طلبه.

إن جمهورية جزر القمر واحدة من عدد كبير من أقطار العالم الإسلامي التي تشكو قلة الموارد الطبيعية والمالية وتعاني من كثافة السكان وغير ذلك من الصعوبات الاقتصادية التي تعيقها عن ممارسة دورها على الصعيد الدولي عامة وفي إطار العالم الإسلامي خاصة، هذا فضلًا عن عجزها الواضح في توفير الحد الأدنى من العيش الكريم لمواطنيها. وللأسف الكبير إن الروح التعاونية بين أقطار العالم الإسلامي وشعوبه لم تأخذ بعد مداها الكامل والطبيعي فهل تبادر الدول العربية وهي في قمة انقسامها وانشغالها بالمعارك الداخلية إلى نصرة إخوان لنا في الدين؟ ذلك هو السؤال؟

الرابط المختصر :