العنوان جنبلاط يقول في كل مكان ما يناسبه
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1975
مشاهدات 16
نشر في العدد 277
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 02-ديسمبر-1975
• صحيح أن القيادة السياسية لمسلمي لبنان ليست في مستوى الأحداث ولكن لا يمكن أن يكون جنبلاط هو البديل
•خلاف جنبلاط مع فرنجية والجميل سياسي، وإذا ضمنا مصالح يعود كما كان صديقًا حميمًا إليهما.
المسلمون منذ قرن على الأقل يجاهدون في سبيل عقيدتهم، ويحاول عدوهم إبادتهم لا يفرق بين شيخ مقعد ولا بين طفل رضيع وشاب مقاتل. يسعى للإجهاز عليهم جميعًا، ويستمر جهاد المسلمين حتى إذا حققوا نصرًا، جاء أعداء في ثوب الأصدقاء ليسرقوا هذا النصر.
وكال جنبلاط يتاجر منذ سنوات طويلة بدماء المسلمين وقد تربع على قمة الزعامة في لبنان وصار واحدًا من كبار الساسة والمترفين من وراء المغفلين من أبناء المسلمين.
فبالأمس كان وبيار الجميل ممثلين في حكومة واحدة، وكان رأيهما واحدًا في محاربة زعماء المسلمين، وأراد الصليبي الحاقد بيار الجميل أن ينفرد في الحكم دون جنبلاط متعاونًا في ذلك مع رئيس الجمهورية ووزير الداخلية الحالي كميل شمعون.
وانفرط العقد بين فرنجية وجنبلاط أيضًا رغم شدة ما بينهما من تعاون واتفاق خاصة ضد زعماء السنة، والخلاف وقع من الصليبيين فقط لأوامر صدرت إليهم من الخارج وليس في وسعهم إلا تنفيذها ولو كان التنفيذ على حساب صداقتهم مع كمال جنبلاط.
وطفق جنبلاط يصدر التصريحات العنترية بأنه سيغير ويبدل ويضرب ويبطش حتى إذا وقعت الواقعة وجدناه يذرع البلاد العربية شرقًا وغربًا ويبطش بلسانه... وإذا به كان يتكلم باسم المسلمين اللبنانيين والمنظمات الفدائية.
وذات يوم نشرت الصحف اللبنانية تصريحًا له يندد بتمادي حزب الكتائب ويهددهم بإنزال قوات درزية من الجبل يلقنهم درسًا لا ينسونه أبدًا.. ومرت الأيام ولم نقرأ أو نسمع شيئًا عن قوات جنبلاط المزعومة شيئًا..
ومن هنا نعلم أن الرجل مسعر حرب وداعية فتنة بين طرفين لا يؤمن بما هما عليه من اعتقاد وأفكار.
وزيارته للكويت كانت الزيارة الثانية التي يتجول فيها في عدد من البلاد العربية خلال حرب لبنان، وهو أينما حل يقول كلامًا كثيرًا ومتناقضًا لكنه يركز على أمر واحد أن زعامة المسلمين السنة في لبنان مهترئون ولا يمثلون المسلمين.. وفيما يقول بعض الحق أراد به باطلًا. نحن نعتقد أن زعامة المسلمين السنة ضعيفة وليست في مستوى الأحداث ولكن لا يمكن أن يكون جنبلاط هو البديل كما يرشح نفسه لذلك.
نحن نطالب أن يكون زعماء المسلمين أقوياء متماسكين مدركين أبعاد المؤامرة الصليبية الصهيونية، ومع القوة والتماسك أن يلتزموا الإسلام قولًا وعملًا وسلوكًا ونظام حكم.
وجنبلاط صاحب المصحف المنفرد بذاته البوذي، الذي هاجم محمدًا- صلى الله عليه وسلم- والأديان السماوية أكثر من مرة وآخر مرة كان في نادي الاستقلال:
«وإذا كانت الأديان كما يصورها الانعزاليون فإننا نتبرأ من كل دين».. وهو بهذا الاعتقاد لا يمكن أن يمثل المسلمين وما يتطلعون إليه.
والأديان ليست كما يصورهـا الانعزاليون وجنبلاط يتبرأ من الأديان كان فيها تعصب أو لم يكن.
وفي محاضرة جنبلاط في نادي الاستقلال التي تحدث فيها عن الأزمة في لبنان فلم يذكر المؤامرة الصليبية وأبعادها والدوائر الاستعمارية التي رشحتها لهذه المهمة وإنما قال أن الصراع في لبنان ليس طائفيًّا!! بل لتغيير وجه لبنان العربي، وصراع حتى لا يتطور النظام القائم فهو صراع من أجل صيغة لبنان ومن أجل التلاحم القائم بين الفلسطينيين واللبنانيين. الصراع إذن من أجل القومية العربية ومن أجل لبنان.
والكلام السابق كان في نادي الاستقلال أما في ديوانية عبد الله زكريا الأنصاري فلقد أنكر أن تكون الحرب صليبية بدليل أن هناك عمليات انتقام رهيبة لم تقتصر على المسلمين بل شملت النصارى على نطاق واسع، وقال مثل هذا الكلام في مطار الكويت ونفى أن تكون الطائفية هي السبب الأول والمباشر لاتساع القتال واستمراريته في لبنان وبقائه وعزا ذلك كله إلى مجموعة من التناقضات الثقافية والاجتماعية.
وتصريحات أبي رغال!! هذه أراد بها التضليل وطمس الحقائق وخداع الجماهير وهو واجد بدون شك من يصدق أكذوبته.
لكن العقلاء وكل من يتابع الأحداث يدركون جيدًا أن حرب لبنان صليبية كما أن حرب فلسطين صهيونية.
ولقد نشرنا في- المجتمع- ومنذ سنوات آراء زعماء النصارى في لبنان وكلهم ينبلون عن قوس واحدة: سليمان وابنه طوني، الدويهي، شمعون، بيار الجميل، إسكندر غانم، القسس والبطاركة، الفاتيكان... كلهم نادى بقبرصة لبنان، وإخراج الفلسطينيين، وبقاء الجيش كما هو وهيكل الدولة وهذه شروط بالنسبة إليهم خير من تقسيم لبنان إن لم تكن خطوة أكيدة نحو التقسيم، وأية مطالبة بتبديل أو تطوير النظام معناه الثورة والفتن والقلاقل.
وقال بيان الموارنة أن رئيس الجمهورية اللبنانية مسؤول عن سائر النصارى في البلاد العربية.
هذه حقيقة الحرب في لبنان صليبية عدوانية همجية والمسلمون هم المستهدفون، ومع أنها حرب صليبية فالنصارى هم الرأسماليون المترفون المحتكرون لأقوات الكادحين من المسلمين.
وليهنأ جنبلاط أن أغلب الجماهير العربية لا تقرأ تناقضاته ومواقفه المضطربة. فهو مع المنظمات الفدائية وهو أيضًا مؤيد للمسؤولين المصريين في اتفاقية سيناء الأخيرة ونشر رأيه في الصحف اللبنانية.
ومن مواقفه كذلك معارضته للدعوة التي وجهتها الكويت إلى وزراء خارجية الدول العربية لبحث الأزمة اللبنانية رغم تصريح الخارجية الكويتية أن بحث التواجد الفلسطيني في لبنان غير وارد... وها هو اليوم يرى أن الكويت ومصر والسورية والسعودية بوسعهم أن يحلوا مشكلة لبنان.
وزعم جنبلاط أن الكتائب تعتمد على دول النفط في الخليج، قبل سنتين كان يمدح الذين يلمز بهم اليوم بعد أن ملأوا جيبه وأوجدوا له شركة من الشركات الكبرى في لبنان.
ولو استرسلنا في سرد تناقضات جنبلاط لما اتسع لنا مجلد كامل ولكن نكتفي بما ذكرناه بل أعطيناه أكثر مما يستحق.
وطالب جنبلاط دول النفط أن يبذلوا المساعدة المالية للمتقاتلين في لبنان؛ فهل يريد أن يقلد غيره ليكون من أثرياء الحرب، ومن وكله بأن يطوف البلاد العربية ليدعو إلى جمع المال؟!
إن جنبلاط يطمح ليكون رئيس جمهورية لبنان، ومن أجل هذا الهدف يستغل الشيوعيين والبعثيين والناصريين والمسلمين، ولا يرى سبيلًا لتحقيق مقصده إلا القضاء على زعماء المسلمين من السنة.
فعلى المسلمين أن يدركوا حقيقة المؤامرة ولا يبدلوا عدوًّا بعدو آخر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلتجديد الغزو الفرنسي للشرق الإسلامي من خلال المطبعة والمدفع
نشر في العدد 2148
27
الخميس 01-أكتوبر-2020