العنوان (الإسلام والغرب) حاجتنا إلى كتابات تحيِّد شعوب الغرب وتصد الهجمة
الكاتب أ.د. زغلول النجار
تاريخ النشر الثلاثاء 09-يونيو-1998
مشاهدات 22
نشر في العدد 1303
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 09-يونيو-1998
بعد مناقشة أفكار الكاتبين جراهام فوللر وإيان ليسر بشأن صورة المسلمين عند الغرب وماذا نخشى منهم وصورة الغرب تاريخياً ونفسياً عند المسلمين، يستكمل د. زغلول النجار مناقشة فصول كتابهما «الإسلام والغرب».
في الفصل الخامس ناقش الكاتبان «المعضلات المعاصرة التي يفرضها الغرب على العالم الإسلامي»، ومنها: الضغوط السياسية، والخلافات الإقتصادية، ومحاولات فرض الصلح المهين مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، ومحاولات فرض النظام الاقتصادي الجديد على الدول الإسلامية بالقوة، ووضع المجتمعات الإسلامية في الغرب، والبدء في التضييق عليها، ومحاولات إذابة المسلمين ثقافياً في المجتمع الغربي، وهي من القضايا التي سبقت الإشارة إليها.
في الفصل السادس يناقش الكاتبان قضية «البعد الديني للصراع بين الإسلام والغرب» وهو أقل أبواب الكتاب توفيقاً نظراً لجهل الكاتبين الواضح بأبسط قواعد الإسلام وأصوله، ويحتاج هذا الفصل إلى ردود مقنعة من الكتَّاب المسلمين حتى يفهم الغرب حقيقة هذا الدين الخاتم الذي بُعث به خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
التضامن الإسلامي والتعايش بين الإسلام والغرب
أما الفصل السابع فيناقش إمكانية تحقيق كل من «التضامن الإسلامي والتعايش بين الإسلام والغرب»، وبدأ في ذلك بمناقشة إمكانية تحقيق التضامن الإسلامي، والشروط اللازمة لذلك، والعقبات القائمة دون تحقيق تلك الغاية الإسلامية، ومخاوف الغرب المستترة والمعلنة من تحقيقها، وختم الفصل باستعراض السياسات الإسلامية المحتملة تجاه الغرب في حال نجاح فكرة التضامن الإسلامي، وفيها أوضح الكاتبان أن مجالات الاحتكاك المحتملة سيكون مردها دوماً إلى إصرار الغرب على فرض هيمنته ووصايته على العالمين العربي والإسلامي، ورفض المسلمين عامة، والإسلاميين بخاصة لتلك الهيمنة رفضاً كاملاً مهما كلف ذلك من ثمن، كما يمكن ردها إلى إصرار الغرب على إقصاء الإسلام بالكامل عن حياة المسلمين، وفرض القيم الغربية المتهالكة عليهم تحت ستار من الشعارات الزائفة والبراقة من مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وهي شعارات يدوسها الغرب بأقدامه إذا تصادمت مع مصالحه المادية العاجلة، وهو إصرار لا يمكن للمسلمين أن يتهاونوا في مواجهته بكل ما أوتوا من قوة إيمانية ومعنوية ومادية.
وفي الفصل الثامن عرض الكتاب لموضوع «البعد السياسي الطبيعي في علاقة الغرب بالمسلمين»، وحدد البلقان، وجمهوريات وسط آسيا، وعلى طول حدود اتحاد الجمهوريات الروسية مع جمهوريات آسيا الوسطى، وفي كل من قارتي أمريكا الشمالية وإفريقيا، وفي دول جنوب شرق آسيا، وبخاصة في داخل كل من الصين، وشبه القارة الهندية «وغالبية تلك الدول ليست من دول الغرب، ولكن إصرار الكاتبين على ضمها إلى مناطق المواجهة مع الإسلام هي محاولة مستترة لتقسيم العالم إلى إسلام ولا إسلام لاستعداء العالم كله ضد دين الله الخاتم».
وفي الفصل التاسع ناقش المؤلفان «البعد الاستراتيجي لعلاقة الغرب بالمسلمين»، وتساءلا عن إمكانية اعتباره صدام ثقافات استراتيجية، واستعرضا قضية الردع بصفة عامة، والردع بعيد المدى بصفة خاصة، وقضية التهاب مناطق الحدود بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وإمكانية تدخل الغرب في صراع بين المسلمين وباقي دول العالم الثالث بعد إشعال الفتن ونيران الحروب بينهم، وهي من القضايا التي تخطط لها وتدرسها معاهد الدراسات العسكرية والاستراتيجية والسياسية في مختلف دول الغرب من مثل مؤسسة راند، ومركز أريو الأمريكيين، وذلك منذ فترة طويلة، ولكل قضية من هذه القضايا ملفاتها وتصوراتها لديهم حتى تكون جاهزة قيد التنفيذ في الفرصة المواتية.
وفي الفصل العاشر جاءت «خاتمة الكتاب» لتؤكد على عدد من الحقائق والتي من أهمها:
۱- بروز العامل الإسلامي إلى مستوى السياسات المحلية والدولية.
٢- صعود العمل الإسلامي في المجال السياسي في عدد من الدول الإسلامية.
3- لم يعد من الممكن إهمال علاقة الغرب بالإسلام في النظام العالمي الجديد.
٤- ضرورة دوام حسن العلاقة بين الغرب والمسلمين، وتلافي آثار تداعيات الخلافات السياسية والاقتصادية والفكرية بين الطرفين أولاً بأول.
والكتاب يحوي قدراً هائلًا من المعلومات عن واقع العالمين العربي والإسلامي وبخاصة من الناحيتين السياسية والاجتماعية، ولكنه يفتقر إلى فهم دقيق للإسلام وللتاريخ الإسلامي، ومن هنا فقد جاءت غالبية استنتاجاته مبلورة في إطار المصلحة الغربية، معادية للإسلام والمسلمين بغير حجة مقبولة أو منطق سوي، وهذا مما يلقي على كاهل كل مسلم قادر على الكتابة في هذا المجال باللغة الإنجليزية أو بغيرها من لغات الغرب مسؤولية كبيرة في المشاركة لمواجهة تلك الحملة الشرسة بالكتابة الموضوعية الرصينة التي تضع الأمور في نصابها، وتبين لكل ذي بصيرة حاجة الإنسانية إلى الإسلام، وفضل ذلك الدين على غيره من الأديان حتى تتمكن من تحييد هذه الكراهية الشديدة التي غرسها أعداء الله في قلوب الملايين غير المسلمين ضد الإسلام والمسلمين.
وإذا نجحنا في إظهار فضل الإسلام كما تكامل في بعثة خير الأنام على كل ما سواه من الأديان استطعنا تحييد هذه الهجمة الشرسة التي لا هدف من ورائها سوى دفع الغرب دفعاً إلى المصادمة المسلحة مع المسلمين دون أدنى حاجة إلى ذلك.
[*]أستاذ جامعي- مصر.