العنوان حتى تكتسب القرارات الدولية مصداقية لدى الحكومات والشعوب
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 06-أكتوبر-2001
مشاهدات 13
نشر في العدد 1471
نشر في الصفحة 9
السبت 06-أكتوبر-2001
اتخذ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم السبت الماضي قراراً بالإجماع حدد فيه عدداً من الخطوات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، معتمداً على الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية الذي يجيز اتخاذ إجراءات بحق الدول التي تخالف القرار.
وقرر مجلس الأمن ضمن عدد من القرارات أن على جميع الدول «منع ووقف تمويل الأعمال الإرهابية»، وتجريم قيام رعايا هذه الدول عمداً بتوفير الأموال أو جمعها بأي وسيلة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو في أراضيها لكي تستخدم في أعمال إرهابية أو في حالة معرفة أنها سوف تستخدم في أعمال إرهابية أو فى حالة معرفة أنها سوف تستخدم أعمال إرهابية».
كما أقر المجلس أن على جميع الدول «الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم سواء كان فعليًا أو سلبيًا إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية ويشمل ذلك وضع حد لعملية تجنيد أعضاء الجماعات الإرهابية ومنع تزويد الإرهابيين بالسلاح»، و«اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ارتكاب الأعمال الإرهابية وعدم توفير الملاذ الأمن لمن يمولون الأعمال الإرهابية أو يديرونها أو يدعمونها أو يرتكبونها ومنع من يمولون أو يديرون أو ييسرون أو يرتكبون الأعمال الإرهابية من استخدام أراضيها في تنفيذ تلك المارب ضد دول أخرى أو ضد مواطني تلك الدول. وانطلاقًا من المبادئ التي وضعها قرار مجلس الأمن نناقش الدول ذات العلاقة والولايات المتحدة عن علاقتها بالكيان الصهيوني:
ألا تعد تلك الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين من إطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين الآمنين من أطفال ونساء وشيوخ، وهدم المنازل على سكانها، وتدبير عمليات اغتيال للفلسطينيين مع سبق الإصرار والترصد، وطرد السكان من أراضيهم وتشريدهم...الا يعد ذلك نوعًا من الإرهاب؟
ولأن الإجابة ستكون بلى بالقطع، فإن العالم يتوقع بموجب المادة 1/أ من القرار، أن تمتنع تلك الدول والولايات المتحدة وتوقف مساعداتها للكيان الصهيوني التي تشكل الشريان الرئيس لتمويل عملياته الإرهابية، وأن تجرم قيام رعايا الكيان الصهيوني ورعايا تلك الدول عمدًا بتوفير الأموال أو جمعها لكي تستخدم في الأعمال الإرهابية الصهيونية وفق ما تفتضيه المادة 1/ ب، حيث من المعلوم أن الصهاينة يقومون-بمساعدة العديد من المنظمات اليهودية. بحملات لجمع التبرعات في الغرب تكون حصيلة كل حملة مئات الملايين من الدولارات.
كما أن على تلك الدول أن تعدل القوانين التي تتيح لدافعي الضرائب أن يتبرعوا للكيان الصهيوني وأن تخصم تلك التبرعات من الضرائب المستحقة عليهم.
وعلى واشنطن وغيرها من عواصم الغرب وضع حد لعمليات تجنيد أعضاء الجماعات الصهيونية الإرهابية الذين يذهبون إلى فلسطين المحتلة لمساندة جيش الاحتلال في عدوانه على الفلسطينيين.
وعلى تلك البلدان الامتناع عن تزويد الكيان الصهيوني بالسلاح وإلغاء عقود الأسلحة والطائرات وفق المادة 2/أ من القرار وأن تمتنع عن توفير الملاذ الأمن أو منح الجنسية أو السماح بالإقامة لمن يقومون بقتل الشعب الفلسطيني، ثم يعودون إلى دول الغرب وكأنهم كانوا في رحلة صيد مسلية.
إن قواعد الحق والعدل لا تتجزأ وكل فرد يتساءل: لماذا لا تطول العقوبات الكيان الصهيوني وحكومة شارون التي استغلت فرصة انشغال العالم بأحداث أمريكا لارتكاب مذابح جديدة بحق الفلسطينيين، وحتى بعد أن ضغطت واشنطن على شارون للسماح بعقد اجتماع بين وزير خارجيته بيريز مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات للاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن جيش الاحتلال لم يلتزم بالقرار وقتل أكثر من عشرين شخصًا في الأيام القليلة التي تت إعلان وقف إطلاق النار.
إن القرارات تكتسب قيمتها من مدى تجاوبها مع الحق والتزامها بالعدل، وبعدها عن التحيز.... أما القرارات التي لا تنطبق عليها تلك الأوصاف، فإنها لا تدوم طويلًا وستجد الحكومات والشعوب ألف طريقة للالتفاف حولها، إذا لم تكن مقتنعة بجدوى تنفيذها، وسيضاعف ذلك من الأزمة التي تعيشها الأمم المتحدة وأجهزتها الدولية بعد أن أصابها داء الكيل بمكيالين، فالقرارات الدولية ينبغي أن تأخذ صفة العموم والتجرد... والبعد عن المحاباة والتحيز.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلمعركة إعلامية يخوضها الاحتلال الصهيوني لتسـويــق روايتــه المشـوَّهــة
نشر في العدد 2178
813
السبت 01-أبريل-2023
الذكاء الاصطناعي وصراع الأدمغة.. حـــرب خفيـــة بين المقاومــة الفلسطينيـــة والاحـتـــــلال الصهيـونــــــي
نشر في العدد 2178
759
السبت 01-أبريل-2023