العنوان حديث عن.. الإسلام في نيويورك
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 58
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 23-فبراير-1971
المهاجر العربي تواجهه مشكلة الشعور غير الودي تجاه العرب، فإذا كان العربي مسلمًا تصبح المشكلة أكبر.
- مشكلة الفتيات المسلمات.. كيف فكرنا في حلها؟
التقت «المجتمع» بشاب مسلم قادم من نيويورك في زيارة خاطفة.. وكانت أسئلة المجتمع للزائر قصيرة، وكانت إجاباته موجزة إلا أنها كشفت لنا عن أوجه نشاط الشباب المسلم في بلد أبعد ما يكون عن الإسلام روحًا وتصرفًا.
قدم لنا الأخ نفسه: محمد صلاح الدين سرحان عدوي، مندوب للمبيعات في الشرق الأوسط لبعض الشركات الأمريكية.. التي تصدر البتروكيماوية وقطع غيار السيارات..
وكان سؤالنا الأول عن الظروف التي تلاقي المهاجر إلى أمريكا.
سألنا الأخ:
· هل واجهتكم صعوبات بالنسبة للعمل في نيويورك خصوصًا أن بها نسبة كبيرة من اليهود؟
- جميع المهاجرين يصادفون عادة عديدًا من العقبات والصعوبات، ولكن هذه العقبات تختلف من فئة لأخرى، ومن شخص لآخر، فمثلًا هناك مهاجرون يهود يفدون من دول أوروبا الشرقية، وهناك مهاجرون من دول أمريكا اللاتينية، وهناك مهاجرون من الدول العربية «خصوصًا من مصر في الثلاث سنوات الأخيرة» وكل فئة من هؤلاء المهاجرين لها مشاكلها الخاصة، وتواجهها صعوبات مختلفة، فاللغة تعتبر إحدى الصعوبات بالنسبة لجميع المهاجرين، وكذلك التخصص الوظيفي يختلف الطلب عليه من قبل الشركات الأمريكية، بحيث لا يكون هناك طلب على نوع التخصص، فإن صاحب هذا التخصص يواجه مشاكل كثيرة.. وبالنسبة للعرب بصفة خاصة فهم يواجهون جميع المشاكل التي يواجهها الآخرون، وبالإضافة إلى ذلك فهم يواجهون مشكلة الشعور غير الودي تجاه العرب.. فإذا كان العربي مسلمًا تصبح المشكلة أكبر.
· ما هو عدد المسلمين في نيويورك؟
- من الصعوبة بمكان أن نحدد بطريقة دقيقة أو حتى تقريبية عدد المسلمين في نيويورك، وذلك لعدم وجود اتصالات منظمة بينهم، ولكن عددًا ليس بالقليل يتابع نشاط المركز الإسلامي في نيويورك، وهذا العدد هو الذي يتردد لزيارة المركز الإسلامي في بعض المناسبات كالعيدين مثلاً، وصلاة الجمعة وظهر الأحد وبرامج شهر رمضان.
· يهمنا أن نعرف نشاط المركز الإسلامي في نيويورك..
- قبل أن أتحدث عن نشاط المركز الإسلامي، يهمني أن أشير إلى مدير المركز باعتبار أن شخصية وكفاءة المدير تحدد غالبًا نوعية الأنشطة المنبثقة في إدارته، فالدكتور محمد عبد الرؤوف «وهو مدير المركز الإسلامي في نيويورك» له من ثقافتيه الإسلامية والغربية ما ساعده كثيرًا على إحراز تقدم ملموس في نشاط المركز الإسلامي، فهو من رجال الأزهر الشريف وحاصل على الدكتوراة في العلوم الإسلامية من إنجلترا، وعمل في عدد من الدول المختلفة منها ما هو عربي ومنها غير عربي.. وقد اكتسب خبرات مختلفة، علاوة على هذا فإنه يتقن اللغة الإنجليزية، فإذا أضفنا إلى ذلك مقوماته الشخصية كالذكاء والنشاط، استطعنا أن نلقي ضوءًا على شخصية مدير المركز الإسلامي في نيويورك، وبالتالي على نشاط هذا المركز، وننتقل الآن إلى بعض أنشطة المركز الإسلامي في نيويورك:
1- يقوم المركز بعقد قران المسلمين في نيويورك وضواحيها.
2- يقوم المركز في حالات الوفاة بإقامة الشعائر الدينية كالغسل والتكفين وصلاة الجنازة والدفن في المقبرة الإسلامية التي يملكها المركز الإسلامي.
3- كما يقوم بإشهار إسلام الذين يعتنقون الإسلام.. ونتيجة لنشاط الدكتور محمد عبد الرؤوف مدير المركز، فقد أسلم كثير من الناس.
4- بالمركز الإسلامي مدرسة لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وذلك خلال العطلة الأسبوعية، حتى يحافظ أبناء الجالية الإسلامية على دينهم ولغتهم.. وبهذه المناسبة أذكر أنني شاهدت بالمركز الإسلامي فتاة مسلمة، والدها مصري وأمها أمريكية، والفتاة لا تتحدث العربية إطلاقًا، ولا تعرف من أحكام الدين شيئًا، أمر واحد فقط هو الذي تعرفه وهو أنها مسلمة!! وكانت مشكلتها أمامنا مثارًا للتفكير في مصير أمثالها، فأقدم المجلس على إنشاء لجنة للشباب المسلم والشابات المسلمات، لتحقيق عدة أهداف، أهمها:
أ- تعريف الشباب المسلم بالشابات المسلمات مما يساعد في حالة الزواج أن يجد المسلم فتاة مسلمة، وأيضًا تجد الفتاة المسلمة فتى مسلمًا بدلًا من زواج أي منهما بغير مسلم.
ب- تصريف طاقات الشباب والشابات في أعمال نافعة في إطار ديني، الأمر الذي يربطهم روحيًا.
جـ- القيام بدراسات وأبحاث في الأمور الدينية المختلفة.
6- يقوم المركز الإسلامي بإحياء الليالي الدينية كليلة الإسراء والمعراج، وليلة القدر ونصف شعبان... إلخ.
7- يقوم الدكتور محمد عبد الرؤوف «مدير المركز» بإلقاء العديد من المحاضرات عن الإسلام في مختلف الجامعات الأمريكية حتى ما كان منها بعيدًا عن نيويورك.
8- يقوم المركز الإسلامي بإدارة ممتلكاته العقارية، وهي حوالي عشرة بيوت قديمة، اشتراها بغرض هدمها، وإعادة بناء مركز إسلامي حديث وتشييد مسجد، وعديد من المساكن للصرف من ريعها على خدمات المركز الإسلامي وأنشطته المختلفة، ولكن هناك عقبات مادية حالت حتى الآن دون إتمام المشروع، وإنني أعتقد أن جميع الدول الإسلامية وكذلك الهيئات والأفراد القادرين.. جميعهم ينبغي أن يمدوا يد العون لإتمام هذا المشروع العظيم في قلب أهم مدينة في العالم.
هذه لمحة موجزة عن المركز الإسلامي في نيويورك وأنشطته المختلفة، فإذا علمنا أن بدء هذا النشاط كان متأخرًا أي منذ حوالي عامين فقط لأدركنا أن في نيويورك رجالًا مسلمين يغارون على دينهم ويحاولون -كل بقدر طاقته- أن ينشئوا مجتمعًا إسلاميًا صغيرًا.
وإن شاء الله في المقالات التالية سنحيط كل موضوع بشيء من التفصيل، حتى تكون لدى الإخوة في العالم العربي الإسلامي فكرة عن إخوة لهم في نيويورك.