العنوان حزبية الوزير.. لا تتسع للآخرين
الكاتب خضير العنزي
تاريخ النشر الثلاثاء 06-يونيو-1995
مشاهدات 15
نشر في العدد 1152
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 06-يونيو-1995
يومًا بعد يوم يؤكد وزير التربية بتصرفاته أنه لا يصلح لأن يكون وزيرًا لوزارة تتعلق بتربية الأجيال والنشء، وقد قالها كثير من الحكماء والخيرين لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء عند تشكيله للحكومة بأن الدكتور أحمد الربعي صاحب نضال حزبي معروف بميوله واتجاهاته المضادة لكل ما يأمر به الدين الإسلامي.
يقول أحد قياديي وزارة التربية: «إنني لا أحب المتدينين ولكني أيقنت بعد تولي الدكتور الربعي حقيبة التربية أن هذه الوزارة لا يصلح لها إلا رجل صاحب دين».
فها هو اليوم يضيف إجراءً جديدًالسلسلة الإجراءات التي اتخذت في عهده وتعتبر ضد ديننا وقيمنا وعاداتنا.
فديننا يأمرنا بأن نقضي أوقات فراغنا بما هو مفيد وصالح لمجتمعنا وأنفسنا، ولهذا دأبت جمعية الإصلاح الاجتماعي وبعض جمعيات النفع العام الأخرى على استئجار بعض مدارس وزارة التربية طيلة العطلة الصيفية حتى يتم إشغال أوقات الشباب فيها بما هو مفيد كتعلم وحفظ كتاب الله عز وجل، وقراءة وحفظ الحديث الشريف، والتعلم على الكمبيوتر، وتعلم إحدى الحرف المفيدة، وإقامة الدورات، وهو إجراء متخذ منذ سنوات وعرف سائد بين وزارة التربية وجمعيات النفع العام.
ولكن ما حدث هذا العام اختلف عن الأعوام السابقة، فقد اعتذرت الوزارة بأوامر تأكد أنها من الوزير شخصيًا عن إعطاء جمعية الإصلاح بعض مدارسها بصفة الاستئجار طيلة العطلة الصيفية، وهي بهذا الإجراء لا تعلم أنها تضر أبناءنا الطلبة والطالبات، حيث تمنعهم من قضاء وقت طيب مع كتاب الله وأحاديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعلم ما يفيدهم من خلال سد فراغهم بالأنشطة المفيدة المختلفة، بديلًا عن استغلالها بشكل لا يستفيد منه الطلبة أو هدرها في الأنشطة التي تضر بمستقبلهم.
ولكن ماذا عسانا نقول والوزير الدكتور الربعي رجل مسيس ذو منظور حزبي في تفسير الأمور والحكم على النيات قبل تلمس النتائج إن كانت سلبًا أم إيجابًا؟
ماذا نقول لرجل تم في عهده إلغاء الآيات المتعلقة باليهود من المناهج، وماذا نقول لصاحب النضال الحزبي المعروف وقد تم في عهده لا عهد غيره إلغاء المبحث الذي يتعلق بالصهيونية بالكامل من أحد المناهج المدرسية.
وماذا عسانا نفسر إجراءه هذا وهو الذي أسقط قانون إنشاء المدينة الجامعية، ذلك المشروع الحيوي الذي انتظره الجميع لا لسبب سوى أن إحدى مواده تنص على فصل الطلبة عن الطالبات.
إنني لا أقول إلا شيئًا واحدًا إنه إذا عرف السبب «بطل» العجب.. فإذا عرفنا إجراءات الوزارة في عهده ضد الدين فإننا سنعرف الأسباب والدوافع التي منعت وزارة التربية إعطاء جمعية الإصلاح وبعض جمعيات النفع العام الأخرى مدارسها لإشغالها في العطلة الصيفية بما يفيد أبناءنا وبناتنا، فالوزارة تعلم تمام العلم أنها بهذا الإجراء تدفع الأبناء إلى التسكع في الشوارع وعلى شاطئ البلاجات وبأسواق السالمية، وبجوار الأبراج، لأن مراكزها الصيفية لا تتسع لأحد، بل إنها طاردة في أسلوب عملها وتنوع أنشطتها، بل إنها لا تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة والطالبات.
لعن الله الحزبية.. فكم هي ضيقة لا تستطيع أن تتسع للآخرين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برعاية وزير التربية وزير التعليم العالي د. محمد الفارس.. جمعية الإصلاح تكرِّم العالمين الجليلين المذكور والنشمي
نشر في العدد 2113
86
الأربعاء 01-نوفمبر-2017