الجمعة 18-أغسطس-1978
ما قرأناه في الصحف من أن شيخ الأزهر دعا المسلمين إلى التصدق على إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة، التي تتمتع بميزانية ضئيلة للغاية، دون بقية محطات الإذاعة الأخرى التابعة للدولة.
أليس من حقنا أن نتساءل:
أليست محطة إذاعة القرآن الكريم تابعة للدولة؟ إذن فلم تعامل هذه المعاملة التي تنطوي على اللامبالاة والمهانة؟ وإذا كان شيخ الأزهر أعجز من أن يطالب الدولة برعاية محطة إذاعة القرآن الكريم، فلم لم يطالب من وزارة الأوقاف وهي تملك الملايين من أموال المسلمين، أن تدعم هذه المحطة؟
إن الدولة أنفقت مئات الألوف من الجنيهات على نقل مباراة كأس العالم في الكرة من القمر الصناعي، وأرسلت ثلاثمائة لاعب وإداري إلى الجزائر تكلفوا مئات الألوف وتستورد عشرات من فرق الباليه الأجنبية ... وتحملت ميزانية الدولة ثمانية ملايين من الجنيهات خسارة مؤسسة السينما ... ونحن لا نملك أن نفرض على شيخ الأزهر أن يواجه الدولة بهذه الحقائق كلها وما خفي كان أعظم، لأننا لا نملك أن نفرض عليه التضحية بمنصبه، ورحم الله شيخًا أسبق للأزهر هو المغفور له الشيخ عبد المجيد سليم، قال عبارة واحدة وضحى بمنصبه -تقتير هنا وإسراف هناك- عندما أحس بأن الدولة تتوانى في إعطاء الأزهر حاجته من المال، بينما كانت الصحف تنشر الكثير عن بذخ الملك فاروق بمصيفه في دوفيل بإيطاليا ... قال الشيخ في شجاعة لأن إيمانه بالله كان فوق منصبه.
أبو هالة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل