العنوان حقوق الزّوجة.. حقوق الزّوج!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-أبريل-1970
مشاهدات 21
نشر في العدد 7
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 28-أبريل-1970
الزواج نعمة من نعم الله -عز وجل- قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (سورة الروم: الآية 21).
ولن يكون سكنا وطمأنينة، دون أن يكون احترام متبادل، وإخلاص ووفاء وعشرة مؤدية، ولن تكون مودة أو رحمة تخيم على قصر الهناءة والسعادة، إذا كان البخل والشح عادة وطبعًا، والحرمان والهجران مسلكًا وسبيلًا؛ ومن هنا ختمت الآية بالتفكر والتدبر في هذه النعمة العظيمة وثمراتها الطيبة ليحافظ عليها الزوج علـى التراحم والتواد، ولتحافظ الزوجة على أن تقر عين زوجها، وتهيئ له جو المنزل بما يجمع شمل نفسه، ويضم شتات فكره، فيحمد الله حمدا كثيرًا.
على الزوج أن يعد لزوجته بيتًا، ويقدم لها مهرًا، وينفق عليها بالمعروف - يسعى بجهده، متوكلًا على ربه، فالعمل قد عصب به الرجال، يقول الله تعالى لنبي الله آدم عن إبليس اللعين ﴿يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴾ (سورة طه: الآية 117).
وقال تعالى ملزمًا الرجال بالنفقة ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (سورة البقرة: الآية 233).
فلا يقتر ولا يسرف، وليس للزوجة أن تكلف زوجها ما لا طاقة له به، لأنها تنظر إلى جارتها أو قريبتها، فتشق على زوجها، وترهقه من أمره عسرًا، ألا أيها النساء لطفًا بالأزواج ورفقًا بالرجال. ولتعلم الزوجة أن المال مالها، وسيعود على أولادها بالخير والبركة في مستقبل باسم سعيد. وقال تعالى آمرًا الزوج بالمعاشرة الطيبة، والمعاملة الكريمة ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (سورة النساء: الآية 19).
فماذا على الزوجة؟
على الزوجة أن تحفظ نفسها، وتستر عرضها وتكون مظهرًا كريمًا للمسلمة، متميزة عن النساء الكافرات بزيها الإسلامي المحترم، الذي يضفي عليها التقديس والتكريم عملًا بقول الله تعالى ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾ (سورة الأحزاب: الآية 33).
وعجبًا للرجال الذين يكرهون نساءهم على تقليد الفرنجة ضاربين بكلام ربهم عرض الحائط قال تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ﴾ (سورة النساء: الآية 34).
ومن واجبات الزوجة أن تطيع زوجها، وتأتمر بأمره فهو العقل المدبر، والقوام على الرئاسة والإدارة، ولا بأس من الاستشارة فيما يعود على الجميع بالخير والبركة، وليس للزوجة أن تتشبث برأيها لمجرد المخالفة، ولإثبات إرادتها وشخصيتها، وإذا هي عملت في شركة أو مدرسة أطاعت رئيستها بدون مناقشة، فزوجها أولى بالطاعة.
قال تعالى ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْۚ﴾ (سورة النساء: الآية 34).
وللزوج أن يؤدبها إذا نشزت وسلكت غير سبيل المؤمنين، وأساءت الأدب، وتسلطت على الزوج، وكأنه خادم ذليل.
فليس هذا من خـلال الصالحات، ورحم الله أمهاتنا، فقد كن مثال الطاعة والاحترام لآبائنا ونحن معهم على درب الطاعة إن شاء الله.
قال تعالى ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ۚ﴾ (سورة النساء: الآية 34).
ومن يك حازمًا، فليقس أحيانًا على من يرحم
من قصصهم الحق
أخرج أحمد بإسناد حسن عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «كان عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل فجاء يوم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة».
من الترغيب والترهيب - حـ ۳ - ص ۲۱۱
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل