; حل المشكلة وكيف يمكن أن يتحقق! | مجلة المجتمع

العنوان حل المشكلة وكيف يمكن أن يتحقق!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 03-نوفمبر-1970

مشاهدات 20

نشر في العدد 34

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 03-نوفمبر-1970

حل المشكلة وكيف يمكن أن يتحقق!

عرضت أمریكا مشروع تسوية... وروسيا من قبلها... ومن قبل فرنسا... أما إنجلترا فهي صاحبة مشروع مجلس الأمن... لكن هل ستتم تسوية... إننا نقول من الآن إنه لا يمكن أن تسوى «المشكلة» بيننا وبين اليهود... والسبب في هذا يدركه اليهود ويدركه المسلمون...

ونحن نحب أن نعتذر عن تسمية هذا الصراع العقائدي بمشكلة... إن القتال الدائر بيننا وبين «بني إسرائیل» قتال عقائدي... هم يقفون على رأس معتقد يقول إن فلسطين هي أرض الميعاد وإنهم يملكونها من آلاف السنين وكل ما فيها لهم قدسها وحائط سليمان. وإن المشي على أرض فلسطين يكفر خطاياهم... ثم إنهم يطمعون في الأرض ما بين النيل والفرات ويؤمنون بالعودة إلى خيبر...

ونحن نقول إن هذه تخاريف وليست دینًا... إنها كتابات سجلها حاخاماتهم في التلمود... وإن أرض فلسطين من زاوية التاريخ العربي نحن نملكها منذ أربعة آلاف عام...

أما دينًا فهي أرض رسلنا وأنبيائنا... وأنها مسرى نبينا... وأننا لا نفرق بين رسولنا والرسل الذين سبقوه «لا نفرق بين أحد منهم»... أما عن الإسلام فقد دخلها يحمل لواء العدل في مواجهة دولة الرومان الطاغية المستبدة... والتي كانت تنظر إلى فلسطين ومصر والشام على أنها مستعمرات... ولذلك عجلت هذه الدول بتأييد الدولة العربية الإسلامية التي جاءتهم برسالة تحررية... هذا هو تاريخ الصراع العقائدي...

أما ما يجري الآن... فمرده إلى قرن تقريبًا يوم أن أقر مؤتمر بال إقامة دولة إسرائيلية في فلسطين... ثم بدأ السعي لتحقيق ذلك... وكانت أول خطوة عجلة تصريح بلفور سنة ۱۹۱۷ والذي وافق عليه الرئيس نلسن وأعلنه بنفسه على الشعب الأمريكي كبشرى كما وافق عليه لينين الزعيم السوفيتي. ثم كانت سنة ١٩٤٧ أي بعد ثلاثين سنة حيث وافق الجميع في حماسة على مشروع التقسيم... وكانت مأساة سنة ٦٧ أي بعد عشرين سنة بالضبط... وكان قرار مجلس الأمن الذي أملته نفس الدول الكبرى الثلاث...

فهل يقبل المنطق والعقل أن تقام دولة من «طائفة» في أرض لها أصحابها وأهلوها؟؟ ويفرض عليهم قبول هذه الدولة؟ كما يفرض عليهم قبول الهجرة من أرضهم والتشرد والضياع!؟

إن قضية فلسطين لا يمكن أن تنسلخ من قضية الإسلام العامة... ولا يمكن أن تنسلخ من العروبة ولا يمكن أن تنسلخ من أهلها... وكل أسلوب سواء کان دبلوماسيًا أو حربیًا يحاول فرض «إسرائيل» علينا لا يمكن أن يقبله المنطق أو العدل وستظل معركة العقيدة قائمة ما قام عدوان يهودي على أرضنا ووطننا ومقدساتنا.

إن المشاريع الأمريكية والروسية كلها تسير في موكب إسرائيل وتصفق لها، وتحثو في وجه العرب التراب والدخان أن مشاريع اليوم ليست إلا امتدادًا لكل المشاريع السابقة ومشاريع الغد امتدادًا لمشاريع اليوم.

والذي نخشاه ونحن في قلب المعركة أن تتجدد هدنة سنة ١٩٤٨ وتكون «إسرائيل» قد كسبت مزيدًا من السلاح ومزيدًا من التفكير...

إن العمل الفدائي إن توقف لحظة واحدة فلن يعود للظهور أبدًا... بل الأخطر من هذا أنه سوف يفرغ طاقاته الثورية في صراعات داخلية سواء في داخله أو مع غيره...

إننا نقول هذه الكلمات بصراحة ووضوح نقولها بالأرقام ونرفض الإفشاء ولغة البيان:

١- يجب رفض ولاية الدول الكبرى علينا أيًا كانت هذه الدول.

٢- يجب الالتفاف حول العمل الفدائي الصادق ويرفض كل العناصر التي تحركها المخابرات الأمريكية والروسية.

٣- الشعار الوحيد الذي تقبل رفعه فوق أرض فلسطين هو الإسلام... قرآن ومدفع.

٥- يجب أن تكون الزعامة في المنطقة معقودة لمن يؤمن بالإسلام ويعمل به وله... ويؤسفنا إن قلنا إننا ينبغي أن نعرف حدود معركتنا مع اليهود فيما قاله أیبان:

 «إن النزاع بيننا وبين العرب سيظل دون حل، لأن الحرب القائمة لا تدور حول نهر أو تلة، وإنما حول صميم حقيقة وجود دولة يهودية في الشرق».

جنين يتكلم وآخر يؤثر الصمت

حكايات المنجمين والطفل الإندونيسي المتكلم في «بطن أمه»... أشياء مقصود أن يطحنها الشعب الإسلامي تحت أسنانه ويملأ بها مجالسه.

يؤيدها البعض. ويعارضها البعض الآخر.

والنتيجة النهائية لهذه المناقشات = صفر کبیر

ولو تأملنا هذه الأخبار لأدرك «النصف في المائة» من المثقفين في عرض البلاد الإسلامية وطولها الغرض المخفي «السيكولوجيا الإعلامية» المطبقة على مناطق الشعوب المتخلفة.

فلا بد من شغل الجماهير عن قضاياها الحساسة بمثل هذه «السخافات» التي تدعم عادة بأسماء بعض البارزين التي تؤكد صحة هذا النبأ أو ذاك ورؤيتهم له رأى العين.

إن الجنين الآخر جنين الحقيقة سيولد في «النصف في المائة» من المثقفين الإسلاميين. وهو جنين يؤثر الصمت البليغ. حين تزدحم سوق النخاسة بالكلمات وهو سينضج رغم المطاردة والمتابعة التي تبتغي سحقه ومحقه ولن يولد حينئذٍ طفلًا ضعيفًا. بل سيخرجه رحم هذه الأمة الخصيب عملاقًا تنضوي تحت لوائه شعوب الأمة الإسلامية جمعاء. 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل