العنوان حوار مع مفتي لبنان الشيخ حسن خالد
الكاتب مراسلو المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1978
مشاهدات 20
نشر في العدد 391
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 21-مارس-1978
في حوار مع مفتي لبنان الشيخ حسن خالد للمجتمع:
- جمعیۃ الإصلاح نموذج ينبغي أن يحتذى وينمى في كثير من المناطق في العالم…
- الجهات الإسلامية في لبنان أكثر تضررًا في الحرب اللبنانية…
- لا خلاص لنا إلا بتمسكنا بالإسلام كتابًا وسنة...
زار الكويت مؤخرًا وفد إسلامي لبناني برئاسة مفتي لبنان الشيخ - حسن خالد - الذي قام بزيارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومجلة المجتمع التي وجدتها فرصة طيبة للقاء مع فضيلته وإجراء حوار مع بعض القضايا الإسلامية...
- كيف ترون الصورة المثالية للداعية المسلم اليوم؟
«إن على الداعية المسلم اليوم مسؤولیات کبری، عليه أن يعيها تمام الوعي، نظرًا لما يجابه الداعية من تحديات عصرية عليه أن يقاومها ويتخطاها بقوة وإيمان وعزم، فيتسلح بالأسلحة اللازمة، ويعد العدة الكافية ليكون فوق مستوى عصره، إن ذلك يقتضي منه أولًا أن يكون عالمًا بالكتاب والسنة، وأن يكون ذا بيان سلس طيّع، وأن يكون أيضًا في حياته الخاصة والعامة ملتزمًا بعلمه، وقدوة صالحة لبني قومه، يأتمر بأمر الله قبل أن ينبري لنصح الناس، وعليه ما استطاع، فيما أرى له، أن يطلع على العلوم وتقدمها، وعلى مواكبة التقدم العلمي الحاصل في مجتمع اليوم، ويلم ما استطاع بالتيارات التي تتصارع وتهدف كلها بالنتيجة للنيل من الإسلام والمسلمين في كل مكان؛ ليستطيع التغلب عليها وتفنيدها بالمنطق والإقناع والصبر والمرونة، بشكل يجعل دعوته مقبولة بمنطق العصر وأساليبه ومفاهيمه.
إن ذلك عندي يشكل قوة الداعية التزامًا بقوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾. (الأنفال: 60)».
- هل يمكن للتربية الإسلامية أن تؤدي دورها وسط التخريب والإفساد الإعلامي الذي تمارسه وسائل الإعلام المختلفة اليوم من إذاعة وتلفزيون وصحافة؟
«إنه لواقع مؤلم حقًا هو هذا الفساد والتخريب الإعلامي الذي تمارسه كثير من وسائل الإعلام المختلفة اليوم.
إلا أن التربية الإسلامية الصحيحة يمكن إذا ما تضاعف الجهد وخلصت النيات، أن تتخطى هذا الواقع، والدليل على ذلك أن واقع الحياة الاجتماعية والدينية والإعلامية في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بأحسن حظًا من واقعنا الحياتي اليوم، وإن كان يختلف في الكيفية والوسيلة والمستوى.
ومع ذلك فقد نشط - صلى الله عليه وسلم - لدعوته ولتربيته للمسلمين، فربی جیلًا إسلاميًا على فهـم الإسلام ومحبة الإسلام، بالرغم من أجواء الجاهلية الذميمة التي كانت مسيطرة في ذلك المجتمع، فصبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وجاهد في سبيل الله وبذل قصارى جهده في تعليم المؤمنين وتربية الشخصية الإسلامية الفريدة حتى أصبحوا طاقة بناءة ومجموعة صالحة متعاونة، تصلح ما فسد، وتقوم ما انحرف، فإذا كان هذا هو رسول الله - صلواته وسلامه عليه - وهو معلمنا وقائدنا ومربينا؛ فينبغي دائمًا أن نجعله قدوتنا وأسوتنا التزامًا بقوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾. (الأحزاب :21)».
- هناك عودة طيبة من الشباب إلى الإسلام كيف يمكن توسيع هذه العودة لتشمل الشباب جميعهم؟
«إنها ظاهرة طيبة من غير شك التي بتنا نلاحظها اليوم في مجتمعنا بشكل واضح والتي تبشر بكل خير.
وهي عودة طيبة من الشباب إلى الإسلام. والسبب عندي يعود إلى أن هؤلاء الشباب ربما يكونون قد جربوا واطلعوا على الأفكار غير الإسلامية فلم يجدوا فيها الأجوبة الصحيحة التي تختلج في صدورهم، وعن القلق الذي يسيطر على عقولهم؛ فوجدوا في الإسلام ضالتهم التى يتطلعون إليها، وهداهم الذي يصبون إليه، لذلك فإن هذه الظاهرة الخيرة ينبغي ألا تترك، بل ينبغي أن تحاط بالعناية اللازمة والتخطيط الرشيد القائم على العلم والدراسة بشؤون رعاية الشباب، فإن لحياة الشاب متطلبات وحاجات ينبغي الاستجابة لها، والسمو بجسده وروحه ونفسه سموًا إلى مستوى الإسلام وتوجيهه، فلا بد من أن تكون هناك نواد يمارس فيها الشاب هوايته وتعاونه مع إخوانه، ولا بد من أن يجد هذا المكان أنسًا وراحة وخدمات كثيرة تقدم له، إلى جانب التوجيه الإسلامي الذي يخطط له تخطيطًـا علميًا واضحًا فيرتبط هنا الجو المحبب إلى نفس الشاب بالروح الإسلامي الذي يوجه بمقتضاه في هذا المركز الاجتماعي.
لقد رأيت نموذجًا من هذه المراكز الإسلامية التوجيهية في جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، وإنها لعمري نموذج ينبغي أن يحتذى وينمى في كثير من المناطق الإسلامية في العالم».
- كيف خرج المسلمون في لبنان بعد الحرب الأخيرة التي تعرضوا لها؟
«لقد خرج المسلمون في لبنان بعد الحرب الأخيرة التي تعرضوا لها، كما خرج كثيرون من اللبنانيين إجمالًا بكثير من الخسارة في الأرواح، وبكثير من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والدمار بشكل يؤسف له حقًا.
ولقد كانت الأوقاف الإسلامية والمساجد بشكل خاص هي أكثر الجهات الإسلامية المتضررة، فقد انهارت كثير من القرى الإسلامية عن بكرة أبيها، إلا أن إخوانكم المسلمين سوف يظلون صابرين ومرابطين حيث هم، بالرغم من كل هذه الخسائر وأنا على يقين بأن هذه الأيام القليلة التي تفصلنا عن الحرب ما زالت تحمل شيئًا من التفكك والتصدع. إلا أن الجميع سوف يعي في الأيام القليلة القريبة، وبجهد نحاول أن نبذله ما استطعنا، أن خلاصه وقوته لا يمكن إلا أن تكون من خلال تمسكه بالإسلام كتابًا وسنة، فعندما يعي المسلمون هذه الحقيقة فإنهم يتوحدون تلقائيًا ويزول ما خلفت فيهم الحرب من تصدع عابر.
إن رسالتنا في لبنان تلتزم بالدعوة هذه إلى سبيل الله سبحانه وتعالى، التي نرجو الله أن يوفقنا إلى تحقيقها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
جمعية الإصلاح الاجتماعي تشير تساؤلاً هامًّا حول قرى حنان
نشر في العدد 455
10
الثلاثاء 04-سبتمبر-1979
من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة .. مفتي لبنان الشيخ حسن خالد
نشر في العدد 1716
15
السبت 26-أغسطس-2006