العنوان آراء القراء (332)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-يناير-1977
مشاهدات 30
نشر في العدد 332
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 11-يناير-1977
حَول معجزات الرَسول -صلى الله عليه وسلم
يحدثنا الأخ الرأي الطاهر من الدار البيضاء عن معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويرى بأن التذكير التام في أحاديث الناس عموما عن هذا الموضوع، يذهب إلى أن معجزة الرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن حتى كأنه ليس له معجزة أخرى، والحق أن له معجزات كثيرة يجب أن يعلم بها الناس، وردنا على الأخ المتسائل عن حقيقة هذا الموضوع، هو أن القرآن يعد المعجزة الخالدة لسيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولكن معجزاته -صلى الله عليه وسلم- كثيرة جدا، كتبت فيها عدة كتب منها شمائل الرسول -صلى الله عليه وسلم- لجلال الدين السيوطي- ومنها كتاب المعجزات المحمدية لوليد الأعظمي، ولعل اقتراحك بتفسير آيات في المعاني العلمية يساعد في إيضاح هذا الموضوع الذي يتعلق بشخص نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
طلب رسَائل:
- الأخ محمد بن ناصر الهزاع من الرياض في وزارة المعارف أرسلنا لك طلبك من رسائل وكتيبات الجمعية.
- الأخ محمد سليم صالح في أمريكا سنرسل لك طلبك إن شاء الله من رسائل الجمعية والمتعلقة بموضوع الماسونية.
- الأخ محمد بن علي الصبي من ثانوية بدر بالرياض نرسل لك طلبك إن شاء الله من رسائل وكتيبات الجمعية.
- الأخ عبد القادر حسين حرب ٥٥٧٩ الكويت، عرفنا حيرتك في الأمور التي تعيشها الآن بالكويت، ويمكننا تلبية طلبك ومساعدتك إن شاء الله بعد التفاهم معك على أوضاعك المستقبلية، وذلك عن طريق زيارتك أو اتصالك لتحديد موعد مع رئيس تحرير المجلة أو مشرف هذا الباب على الرقم ٥١٩٥٣٩ ونسأل الله التوفيق للجميع.
الإسلام وَ الفطرة
أثبت التفكير المادي عجزه عن السير بالإنسان في الفترة الراهنة إلى الانسجام والتوافق بين الروح والمادة، فالنظرة المادية أن لا وجود إلا لما يحس بالحواس،
وقد يكون التفكير المادي لم يحرز من النصر والانتشار ما أحرزه في العصر الراهن إلا أنه نتيجة ذلك أن الإنسان ومحاولته هدم الدين بين الروح والمادة، فإن حرب الإنسان ومحاولته هدم الدين السماوي عقيدة وتشريعا وأخلاقا أدى إلى أن يوكل إلى نفسه، وقد يعذر الإنسان إذ يحارب دينا محرفا غير منسجم مع الفطرة، ومناقض للعقل السليم، حيث إن المسيحية حرفت بحيث وصل التحريف في العقيدة أن جعل منها أن الواحد هو ثلاثة، والثلاثة واحد، الأب والابن والكلمة، يسوع المسيح هو الأب والابن والكلمة، وبديهي أن بطلان العقيدة يستلزم بطلان ما ينبني عليها من أخلاق وتشريع، ولم يعد المسيحي يحمل مسئولية ذنبه إذ إن المسيح ضحى بنفسه في سبيل خلاص بشرية من الخطيئة.
التناقض بين الإسلام والفكر المادي يختلف عن التناقض بين المسيحية والفكر المادي، فإنها سحت المجال له أن يتمكن وينتشر لما تضمنته من البطلان العقيدي من العقيدة المناقضة للفطرة والعقل السليم، ووجود الصراع العنيف بين رجال الدين المسيحيين ورجال العلم التجريبي إلا أن السبب الأصلي لهذا الصراع ولمهاجمة المسيحية والخروج عليها وحربها والقضاء على كثير من سلطانها إنما هو هذا البطلان العقيدي.
الإنسان مهما أوتي من قوة العقل والشعور إلا أنه لا يتمكن بالاتكال على نفسه فقط من الاكتفاء بحيث يحصل على الانسجام والتوافق النفسي، أي يحصل على الطمأنينة- النفس المطمئنة-
يعتقد المسلم أن الله -سبحانه وتعالى- يتصف بالوحدانية قال تعالى- ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ﴾ (سورة الأخلاص) -. وإن الغيب لا يعلمه الإنسان إلا بإخبار الوحي عنه، فهذا الغيب كالجنة والنار والملائكة يعلم عنه بالوحي، وفي التشريع فإن من الأمور ما يعجز الإنسان عن التشريع فيها، فالإنسان لم يحط علما بكل شيء، والتشريع الصحيح لا يحصل بدون العلم الكلي، والعبادة لا بد من تشريعها عن طريق الوحي فهي صلة بين الخالق والمخلوق، ونوعيتها وحدودها وكميتها وطريقتها والخالق هو الذي يحدد كيفيتها وأوقاتها، لا يتجرأ المخلوق أن يحدد هو بنفسه هذه الصلة، فالله العظيم بيده الإذن بهذه الصلة وتحديدها أو عدم الإذن، الله جل جلاله -سبحانه وتعالى- لا يرفع الحجب إلا لمن ارتضى وبما يرضى. والإنسان لا يعلم عن نفسه علمًا كليًا ولا يقدر قدرة كاملة، الإنسان عاجز ضعيف فكيف يحدد بنفسه هذه الصلة، الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق، هو الذي يمنح المخلوقات الحياة، وهو الذي يمنحها الصلة به، الحياة بدون الصلة به شقاء لا طمأنينة فيها، والحياة بالصلة به -سبحانه وتعالى- مطمئنة سعيدة، الإنسان مخلوق، والخالق هو الذي يأذن بالصلة به: صلة المخلوق به -سبحانه وتعالى-.
والأخلاق الإسلامية هي الرحمة المهداة، وحاجتنا شديدة جدا إلى هذه الرحمة، في هذه الفترة التي نعيشها فترة عدم الطمأنينة.
والإسلام يهدى العقل ويرشده وينميه، ومبادئ الإسلام وقوانينه لا يجد العقل ثغرة يتخذها وسيلة لإنكار الإسلام، واعتباره منافيًا الفطرة، أما محاربة الإسلام ومحاولة القضاء عليه فما هذا إلا جحود الخالق -سبحانه وتعالى- وعبادة الإنسان نفسه وأنانية بشعة.
ومن الأمور من أفسح الله -سبحانه وتعالى- للمسلم أن يشرع فيها، ما دام المسلم متمسكًا بالمبادئ الإسلامية التي لا يحق له أن يخرج عنها فيما له من تشريع.
ومن الحيوية التي يشتمل عليها الإسلام أن المسلم بناءً على الإسلام لا يحمل هم الرزق وهم الأجل، فالرزق قد تكفل الله -سبحانه وتعالى- به فكل مخلوق رزقه على الله سبحانه وتعالى، والأجل بيد الله تعالى- ﴿فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ﴾ (النحل: 61) فمنهم من يوافيه أجله في ساحة المعركة، ومنهم من يوافيه أجله وهو على فراشه.
ومع عدم هم الرزق وهم الأجل، فإن الإسلام يأمر المسلم بالعمل والتوكل- اعمل وتوكل- واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، واعمل لدنياك كأنك تحيا أبدا، والحفاظ على الحياة صحيحة سليمة وحينما يدعو داعي الجهاد في سبيل الله تعالى، فلا بد من تلبية النداء والجهاد في سبيل الله تعالى.
إنها حيوية يمتاز بها الإسلام وبساطة وفطرة سليمة، إنها الطمأنينة.
﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي ﴾ (سورة الفجر: 27-30)
راشد عبد الرحمن القاسمي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
قراءة في مستقبل الأديان في العالم (3 - 3) الإسلام.. أرحام ولَّادة وأجيال يافعة
نشر في العدد 2182
35
الثلاثاء 01-أغسطس-2023