العنوان خطورة التدخين
الكاتب عبد الله بن عبد الرحمن السند
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يناير-1971
مشاهدات 20
نشر في العدد 42
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 05-يناير-1971
خطورة التدخين
كثيرًا ما يشاهد المرء أمورًا يراها في نظره الضئيل طفيفة غير مكترث بها ولا ناظر إياها نظرة محقق بل يغفل عما وراءها من المنافع والمضار، وضم إلى ذلك بعض من أخذ منهم الغلو مأخذًا عظيمًا فاعتقد بعض الأشياء المضرة بالجسم المنهكة للقوى نافعة جدًّا شأن كل من استحكمت فيه العادة وتمكنت منه باستحسان وانجذاب نفساني حتى أفضى حبه إلى قلب الأشياء ظهرًا لبطن ولأبدع «فحبك الشيء يعمي ويصم».
ومما يجري هذا المجرى في استحكام العادة وتهافت النفوس بكليتها عليه مع اعتراف الكثير برداءته واعتقادهم بمضراته هو استعمال «التتن»؛ فقد ثبت لدى الباحثين والمدققين من الأطباء مضراته العديدة ومفاسده الكثيرة الشديدة المضرة التي أتكلم على قليل منها.
فمن ذلك تأثيره على الفم والمعدة، واصفرار الأسنان وتعرضها للسوس، وضيق الصدر وكثرة السعال، وسد مجاري الدم، وتعريض الجلد للأمراض الجلدية، وتأثيره على المجموع العصبي والعضلي، وهو يحدث تكدرًا وخمولًا في الأعصاب، ورعشة عصبية عظيمة في البصر وخمولًا واهتزازًا عضليًّا إلى غير ذلك من المضرات التي ملأت بطون المجلدات الطبية.
ومن أكبر مضار «التتن» الإصابة بداء السرطان والعياذ بالله تعالى.
والسرطان ورم يحل بظاهر البدن أو بباطنه ويفضي إلى قروح من عادتها الانتكاس ولو بعد الشفاء منها بزمن طويل.
ومن مضاره أنه يضعف قوة الحس ويقلل شهوة الأكل وحرارته تثير دم الشفتين فتجعل لونها أحمر فيظهر عليهما الجفاف المصحوب بالورم والانتفاخ، ومن مضاره ضعف البصر وتكدير صفاء العينين بسبب هيجان الأعصاب، وأكد بعض الأطباء أن التدخين يجر إلى صاحبه قصر النظر.
ثم لا يخفى على القارئ والسامع المنصف بعد ذكر بعض المضرات التي تخل بنظام الجسم المضرات المادية التي تخل أيضًا بالحياة الاجتماعية والإدارة الشخصية بما يلتهمه من الدراهم والدنانير وتجعلها عرضة للهلاك والاضمحلال؛ فهذا «التتن» كم أهلك من مال وأحدث من داء وأدخل في عبودية وإهانة، فلو أن إنسانًا تصدى لجمع ما تصرف الكويت وحدها في سبيل «التتن» لرأى أمام عينيه جبل ذهب وفضة ولو أنه عنى من مات بسبب «التتن» مصدورًا لتمثل له خلق كثر.
لقد أصبح «التتن» كما ترى منتشرًا انتشارًا كثيرًا بين الناس، وأُسست الشركات لاكتساب الأموال وقامت وقعدت تلك الشركات لبث الدعاية وترغيب الناس وصارت تعمل له العلب المزخرفة التي تجلب أنظار الناس؛ فأضحى كثير ممن لم ينظر في العواقب ولم يفكر بما يجلب من الأضرار والآلام ونقص الأموال التي يصرفها بغير فائدة ولا جدوى منهمكًا في استعماله.
وللناس في استعماله حالات مختلفة؛ فمنهم مدخن وهم الأكثر، ومنهم من يدخله في فمه ويحرك لسانه يمنة ويسرة، ومنهم من يستنشق بأنفه وفمه، ومنهم من يجعله في قصبة طرفها في إناء فيه ماء والطرف الآخر فيه تتن وفوقه جمر وفي وسط القصب أنبوبة يمتصها ويدخل الدخان في فمه وجوفه ويُسمع للماء عند امتصاص الأنبوبة صوت يطرب له المدخن المسكين ولهم أيضًا في استعماله طرق أخرى نسأل الله تعالى العافية.
عبد الله بن عبد الرحمن السند
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل