العنوان دراسة أمريكية طالبت بوقفها فوراً.. الطائفية.. صناعة أمريكية بالعراق
الكاتب أكرم المشهداني
تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2007
مشاهدات 17
نشر في العدد 1759
نشر في الصفحة 16
السبت 07-يوليو-2007
العراق لم يكن يعرف أي نوع من الصراع الطائفي، لكن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وضعت بذوره منذ دخلت العراق ... بهذه الكلمات صدر الكاتبان إريك ليفر وريد جارار، بحثهما: «سفك الدماء الطائفي.. صنع في أمريكا».
ويؤكد الكاتبان أن نظرية الحرب الأهلية المحتملة في العراق ليست جديدة نظرياً، إلا أنها لا تظهر إلا حينما يكون للاحتلال مصالح من وراء ذلك، فللمحللين السياسيين الغربيين رأي منذ أمد حول حرب أهلية محتملة في العراق، ففي عام ٩٢٠ أم حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد جورج من نشوب حرب أهلية إذا انسحب الجيش البريطاني من العراق وكذلك يتردد نفس الكلام الآن في الولايات المتحدة.
ويؤكد الكاتبان وجهة النظر هذه بتاريخ طويل عاش خلاله السنة، والشيعة معاً منذ قرون، عاشا على نفس الأرض تصاهرا، وعملا سوياً، ولم يتصارعا بشأن نزاع طائفي، أو ديني.
ويرى الكاتبان أن النزعة الدينية لدى الفريقين قوية، إلا أن ذلك لم يحل دون الانصهار معاً دونما تصارع، إلا أن دخول الجيش الأمريكي العراق بعد الإطاحة بصدام حسين في أبريل ۲۰۰۳م، دشن صراعاً لم يعرف العراق له مثيلاً من قبل وتطور الأمر حتى وصل أوجه بعدما استقرت الأمور بيد الأمريكيين، بقيادة بول بريمر.
مسابقة الكراسي السياسية: حاول بريمر أن يلبس الاحتلال قناعاً عراقياً فقام بتعيين البعض في مجلس الحكم العراقي، إلا أنه بدلاً من أن يعكس المجلس الصورة الحقيقية للعراقيين، طبق وجهة النظر الأمريكية، وعين الأعضاء وفق نظرة طائفية: (۱۳) شيعياً و5 من السنة و5 أكراد ومسيحي وتركماني.
هذا التقسيم الغريب على العراق مزقه، بدلاً من أن يوحده - كما كان الأمريكان يعدون - إنها مسابقة الكراسي السياسية، التي أراد الأمريكان أن تنطلق في العراق.
المشاركة في العملية السياسية: كذلك يرى الكاتبان أن الاحتلال نجح في إشعال نار الطائفية الدينية والعرقية في العراق عن طريق تقسيم العراقيين إلى فريقين فريق يتنزه عن الانضمام للعملية السياسية في ظل الاحتلال، وآخر الخرط في العملية السياسية، على الرغم من وجود الاحتلال، وكلا الفريقين يظن الحق إلى جانبه، إلا أنه بعد أن تزايدت أعداد القتلى من الفريقين اتفقا أخيراً على هدف واحد، وهو إنهاء الاحتلال، الأمر الذي أتى على غير هوي الأمريكيين.
طالب العراقيون الاحتلال بوضع جدول زمني للانسحاب الكامل من الأراضي العراقية، الأمر الذي التف حوله غالبية الشعب العراقي بصفته الحل الوحيد لوقف شلالات الدماء التي لم تتوقف منذ دخول قوات الاحتلال البلاد. لكن الولايات المتحدة، بدلاً من أن تستمع المطالب أهل الوطن أمعنت في التدخل في الشأن العراقي السياسي والعسكري، واضعة المزيد من بنزين الطائفية على نار الحرب الأهلية.
ويختم الكاتبان بحثهما مطالبين كل العقلاء وصناع القرار، والمهتمين بالكرامة البشرية وحقوق الإنسان قائلين: لا بد من وقفة لإنهاء هذه المهزلة التي صنعت في أمريكا، وصدرت للعراق رغماً عن أنفه بقيادة أمراء الحرب في أمريكا.
إنها المهزلة التي جعلت الغرب ينتفض فزعاً من هولها، ويدعو العالم أن يوقفها ويتساءل: ما لهذه الدماء تسفك كلما تراءى للمحتلين استعمار؟ وما لهذا العالم صامت لا يُحرك ساكناً أمام هذه الخطط التي ينحني أمامها الشيطان إكباراً لخبث ما فعل؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
كبير علماء المجمع الفقهي العراقي لـ«المجتمع»: هدفنا توحيد المرجعية الشرعية لأهل السُّنة بالبلاد
نشر في العدد 2109
27
السبت 01-يوليو-2017