; دلائل مؤكدة على ضلوع روسيا في قتل بندرباييف | مجلة المجتمع

العنوان دلائل مؤكدة على ضلوع روسيا في قتل بندرباييف

الكاتب أسامة عبدالحكيم

تاريخ النشر السبت 28-فبراير-2004

مشاهدات 16

نشر في العدد 1590

نشر في الصفحة 25

السبت 28-فبراير-2004

 ذكر« مركز القوقاز»، الناطق باسم المقاتلين الشيشان أن لديه معلومات مؤكدة من داخل الكرملين تشير إلى مسؤولية موسكو المباشرة عن مقتل الرئيس الشيشاني السابق يندر باييف في قطر في إنفجار سيارة مفخخة.

وقد نقل «المركز» أن الرئيس بوتين قد عقد اجتماعًا ضم كبار مساعديه الأمنيين والسياسيين لبحث السياسة الداخلية والخارجية. 

خلال الاجتماع هنأ بوتين رئيس المخابرات الجنرال بتروشيف على نجاح عملية قتل يندرباييف. من جهته طلب بتروشيف من الرئيس بوتين تكريم الذين قاموا بالعملية ومن ضمنهم اثنان من أعضاء السفارة الروسية في قطر، على حد قول «المركز». 

ويجدر بالذكر أن الرئيس بوتين كان قد أعلن أنه سيلاحق الشيشان ويقتلهم حتى لو كانوا في دورات المياه. 

وقد أدلى الرئيس بوتين بهذا التصريح في العام 1999م حين بدأت القوات الروسية حملتها على المقاتلين الشيشان، وقبل مقتل يندرباييف بيوم واحد طلب الرئيس بوتين من مساعديه الأمنيين حث أجهزة الأمن والداخلية على «متابعة العمل المنظم لتصفية ما أسماه بشبكات الإرهاب، والعمل على وضع تكتيكات قادرة على منع الإرهاب قبل وقوعه، وطلب بوتين من تلك الأجهزة مضاعفة جهودها في الخارج».

من جهته، قال: فيكتور إيفانوف أحد كبار ضباط المخابرات الروس السابقين «إن على الجهات المختصة إتخاذ إجراءات حاسمة ضد ممولي الإرهاب»، مما يعني إشارة واضحة ليندرباييف. 

وفي إعتراف مباشر عن مسؤولية موسكو عن الحادث، صرح نائب رئيس مجلس الدوما فلاديمير بيرینوفسكي «أن موسكو هي المسؤولة عن مقتل يندرباييف في عملية شاركت بها أجهزة مخابرات دول عدة، ولم يحدد جيرو نيفسكي تلك الدول.

ولا يستبعد أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهمت بطريقة أو بأخرى بقتل يندرباييف، فموقف الولايات المتحدة من القضية الشيشانية معروف ويقوم على معارضة إستقلال أي من جمهوريات القوقاز بدعوى الحفاظ على وحدة الأراضي الروسية، وكذلك نظرتها للمقاتلين الشيشان على أنهم جزء من الإرهاب الدولي وأنهم كما صرح كولن باول وزير الخارجية الأمريكي خطر على الأمن القومي الأمريكي وعلى حياة المواطنين الأمريكان». 

ويرجح المراقبون مساهمة الولايات المتحدة من خلال إعطائها الضوء الأخضر لموسكو بتنفيذ العملية، ووفقًا لمعلومات المكتب الصحفي للكرملين فقد أجرى الرئيس بوتين اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس بوش بعد حادث مترو الأنفاق استمر عدة ساعات، اتفقا خلاله على «تكثيف جهودهما المشتركة ضد ما يسمى بالإرهاب». 

كان السفير الأمريكي في موسكو قد أعلن في كلمة ألقاها قبل يوم واحد من مقتل يندرباييف أمام طلاب المعهد الدبلوماسي الروسي أن «هناك صلة معينة بين الإرهاب الشيشاني والقاعدة التي تمكنت من استمالة الحركة الشيشانية إلى صفوفها واستخدامها لأغراض الكفاح ضد الحضارة العالمية».

من جهته، دعا أحمد قاديروف، رئيس الجمهورية الشيشانية المؤيد لموسكو الحكومة الروسية للاستمرار في تصفية الزعماء الانفصاليين، على حد وصفه! وتابع قائلًا إن قتل أودوغوف «الناطق الإعلامي باسم المقاتلين الشيشان»، وباساييف «القائد الميداني الشهير» كفيل بوضع حد للعمليات العسكرية ضد القوات الروسية. 

وكانت الحكومة الروسية قد أتهمت الزعيم الشيشاني البارز يندرباييف بأنه كبير «ممولي الحركة الإنفصالية» والمسؤول الأول عن عملية إحتجاز الرهائن في مسرح «نورد أوست» في موسكو، وقد نفت الحكومة الشيشانية هذه الاتهامات بشدة. 

وسبق لروسيا أن حاولت أكثر من مرة التخلص من يندرباييف، فقد قامت القوات الروسية بمحاولة قتله فور تعيينه خلفًا للرئيس الراحل جوهر دوداييف، في أبريل 1996م، لكن تلك المحاولة باءت بالفشل، وقامت القوات الروسية بمحاولة أخرى لقتله عندما وردتها أخبار تفيد بوجوده في قرية غيخي الشيشانية فقامت بقصفها بالطائرات لمدة 5 أيام متواصلة «7 – 12  يوليو 1996م» حتى سوتها بالأرض، لكنها فشلت أيضًا.

وعندما بدأت الحرب الروسية الثانية على الشيشان عينه الرئيس أصلان مسخادوف عام 1999م ممثلًا له لدى الدول العربية والإسلامية، لكن روسيا أستمرت بملاحقته، ونتيجة الضغط الروسي عليهما قامت تركيا وباكستان بإبعاده عن أراضيهما ومنعتاه من الدخول إليها وكذلك فعلت أذربيجان وجورجيا.

ونجحت روسيا بإدراج اسمه على لائحة الإرهاب الأمريكية التي تتبناها الأمم المتحدة، مما يعنى تجميد أرصدته وعدم السماح له بالسفر، وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الدولية «الإنتربول» منذ 9/10/2001م.

كما حاولت موسكو استعادته من قطر حيث كان يقيم، لكن الحكومة القطرية لم تعر الطلب الروسي أي إهتمام.

وجاء حادث تفجير مترو الأنفاق في موسكو في السادس من شهر فبراير - والذي ذهب ضحيته أكثر من 40 قتيلًا وما يزيد على 150 جريحًا – ليسرع على ما يبدو التخلص من يندرباييف، رغم نفي المجموعات الشيشانية المقاتلة أي علاقة لها بالحادث.

المصادر الشيشانية التي أكدت أن دم زليم خان يندرباييف لن يذهب هدرًا، أشارت إلى إستمرار المقاومة حتى الإنتصار على روسيا، وقالت هذه المصادر إن مقتل الرئيس الشيشاني الأول جوهر دوداييف لم يحسم الحرب لصالح روسيا بل على العكس فقد انتصر المقاتلون وحرروا بلدهم بعد 100 يوم من مقتله. 

وتابعت هذه المصادر أن صفوف المقاتلين تضم عشرات بل مئات القادة الذين بالقدر الذي يحزنهم فقد عزيز يؤكدون العزم على متابعة مسيرته.

الرابط المختصر :