; د. أسامة الباز يتهم الإخوان بتفريق الوطن! | مجلة المجتمع

العنوان د. أسامة الباز يتهم الإخوان بتفريق الوطن!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 22-أغسطس-2000

مشاهدات 18

نشر في العدد 1414

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 22-أغسطس-2000

القاهرة: المجتمع

اتهم د. أسامة الباز -مدير مكتب الرئيس مبارك- الإخوان المسلمين -في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً في القاهرة- بأن في وجودهم وحركتهم تفريقًا للوطن، الذي ظل متوحدًا مترابطًا منذ أزمنة الفراعنة!

وخطورة كلام الباز لا تنبع من الصحة أو عدم الصحة، إنما الخطورة تكمن في أن موقع الباز قرب رأس الرئيس مبارك تتيح له أن يكرر مثل هذه الفرضية، في الوقت الذي قد لا تتيح ظروف الرئيس له الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى، والتي نرى أنها الأصوب والأكثر علمية مما يقول به الباز.

ويذكرنا هذا الأمر بواقعة حدثت قبيل اغتيال د. رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق -يرحمه الله- فقد سعى كي تتاح فرصة سريعة للمستشار مأمون الهضيبي نائب مرشد الإخوان، ليتحدث للرئيس مبارك أثناء مناسبة عامة، ولم يكد المستشار يتحدث مباشرة والرئيس يصغي بل ويستحسن ما أبداه الهضيبي قائلًا ما معناه عجبًا!! فأنتم تقولون كلامًا جيدًا.

وفجأة اخترق وزير سيادي مهم الصفوف بسرعة مقترباً من الهضيبي، وقام بحركات عصبية واضحة، لوضع حد لاستمرار الحديث، متعللاً بالحرص على وقت الرئيس، وأن الظرف لا يسمح بالاسترسال في الكلام.

بالطبع، فإن الرئيس مبارك إذا أراد الحديث المباشر مع الإخوان لفعل، ولما أفلح البعض في وضع الحواجز بينهم وبين الرئيس، ويتذكر الجميع أن مبارك في أعقاب اغتيال السادات عام ١٩٨١م والإفراج عن الزعامات السياسية والإسلامية استقبل الجميع في مكتبه باستثناء مرشد الإخوان آنذاك الأستاذ عمر التلمساني -يرحمه الله- وقيل وقتها إن عدم استقباله كان رسالة مقصودة للخارج!

ومع ذلك، فإن الرغبة التي قد نرى أنها دفينة لدى القيادة السياسية لمجافاة ومقاطعة فصيل قوي ومتجذر في الحياة السياسية المصرية، كان يمكن أن ينالها بعض التغيير للأفضل، إذا ما تخلى بعض المحيطين بالقيادة عن انحيازهم ضد الإخوان بغير حق.

وإذا تصورنا مثلًا أن الدكتور الباز تخلى عن موقفه الأيديولوجي القديم والمستمر، المتمثل في الفكر القومي الأقرب للناصرية، ولم يتعمد إلصاق تهم العنف أو الطائفية بالإخوان، نقول، لو حدث هذا، لربما فكر الرئيس مبارك بشكل مختلف في موقفه ورؤيته الشخصية تجاه الإخوان المسلمين.

إن الباز بحكم موقعه كمستشار سياسي لمبارك فضلاً عن كونه مديراً لمكتب سيادته، يدير ويستخدم عشرات الباحثين والموظفين، إضافة إلى صلاحياته في الحصول على تقارير أجهزة الأمن القومي المتعددة.

وليس من شك في أن أعدادًا من الباحثين الموضوعيين ومسؤولي جمع المعلومات وتحليلها في أجهزة الأمن يدركون جيدًا أن الإخوان المسلمين لم ولن يكونوا دعاة فرقة أو عنف في مصر أو خارجها.. بل إن العكس هو الصحيح.

الإخوان حريصون كل الحرص، وطبقًا لأوامر ربهم سبحانه وتعالى في آيات القرآن الكريم وفي السنة المشرفة، على أهل الكتاب وعلى عدم الإساءة إليهم أو ظلمهم.

ويعلم الباحثون والمراقبون والمحللون السياسيون الموضوعيون في مصر وغير مصر أن الإخوان منذ عهد الإمام حسن البنا أشركوا الأقباط في دائرة الاهتمام بشؤون الوطن.

إن الدكتور الباز بكل أسف عندما يدعي على الإخوان أنهم يفرقون وحدة الوطن، يسيء إلى نفسه كمتخصص وأكاديمي وسياسي قبل أن يسيء إلى الإخوان بهذه التهمة غير الحقيقية.

الرابط المختصر :