; ربانيون مع الأجيال.. القرآن العظيم منهج حياة | مجلة المجتمع

العنوان ربانيون مع الأجيال.. القرآن العظيم منهج حياة

الكاتب د. يوسف السند

تاريخ النشر السبت 01-أبريل-2023

مشاهدات 508

نشر في العدد 2178

نشر في الصفحة 41

السبت 01-أبريل-2023

في الديوانية، جلس الأبناء مع أبيهم الداعية الرباني وجلس الأحفاد، وكانت أمسية قرآنية رمضانية رائعة.

الجد: هل تعلمون أضخم حدث عرفه الكون؟

خيّم الصمت في الديوانية، وثار الفضول لمعرفة الإجابة!

فقطع الجدُّ أجواء الصمت فأجاب: نزول القرآن العظيم في شهر رمضان وفي ليلة القدر حيث هو الحدث العظيم الذي عرفه الكون.

وأول سورة نزلت سورة «العلق»، حيث كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غار حراء.

أصبح القرآن منهج حياة للصحابة الكرام؛ تلاوة وحفظاً وتعلماً وتعليماً ودعوة وتبليغاً وخلقاً وسلوكاً وجهداً وجهاداً وعبادة وقياماً.

فكانت حياتهم كلها مع القرآن وللقرآن، وتطبيقاً عملياً للقرآن العظيم، وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان خلقه القرآن.

أيها الأبناء والأحفاد:

لا تضيعوا أوقاتكم وحياتكم مع أجهزة التواصل، بل تواصلوا مع القرآن العظيم، وتدربوا على العيش مع الآيات والسور ورائعات قصص القرآن ومواعظه ومواضع إعجازه وجمال خلقه وقيمه وسمو توجيهاته.

ولا بد أن تتعلموا تلاوة القرآن العظيم من العلماء المتخصصين، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه»(1)، وقال: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه»(2).

ابحثوا عن دور القرآن الكريم والمراكز المتخصصة في تحفيظه، وتعرفوا عليها والتزموا ببرامجها؛ تفلحوا مع القرآن العظيم!

أيها الأبناء والأحفاد:

لقد وجهنا علماؤنا لتدبر القرآن العظيم فقالوا: «ينبغي للقارئ أن يكون شأنُه الخشوع والتدبر والخضوع، فهذا هو المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب..»(3).

فأول ما يُؤمَرُ به الإخلاصُ في قراءته، وأن يُريد بها اللهَ سبحانه وتعالى، وألا يقصدَ بها توصُّلاً إلى شيء سوى ذلك، وأن يتأدب مع القرآن، ويستحضر في ذهنه أنه يُناجي الله سبحانه وتعالى ويتلو كتابه، فيقرأ على حال من يرى الله تعالى؛ فإنه إن لم يرَهُ، فإن الله تعالى يراه»(4).

والقرآن العظيم مصدر عزنا وفخارنا وقوتنا؛ فكلما اقتربنا من القرآن ازددنا قوة وعزة ومعرفة وعلماً، فلا تتركوا قراءة القرآن وحافظوا على وردكم اليومي من القرآن العظيم.

وأنصحكم، أيها الأبناء والأحفاد، بقراءة مقدمة «في ظلال القرآن» للشهيد سيد قطب يرحمه الله تعالى، فقد كتب تجربته في العيش مع القرآن العظيم، فقال: ‏

«الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، والحمد لله.. لقد منَّ عليَّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي، ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.

‏لقد عشت أسمع الله سبحانه يتحدث إليَّ بهذا القرآن، أنا العبد القليل الصغير، أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟

وعشت -في ظلال القرآن- أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله ثم أنظر فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تُمْلَى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها.

‏وعشت -في ظلال القرآن- أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود، أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه، إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده، وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها، والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول»(5).

والحمد لله رب العالمين.

 _______________________

الهوامش

(1) رواه البخاري.

(2) رواه مسلم.

(3) النووي، الأذكار.

(4) المرجع السابق.

(5) سيد قطب، في ظلال القرآن.

الرابط المختصر :