; رحل في مثل هذا الشهر.. عبدالله العلي المطوع وفقه إدارة الأزمات | مجلة المجتمع

العنوان رحل في مثل هذا الشهر.. عبدالله العلي المطوع وفقه إدارة الأزمات

الكاتب عبده دسوقي

تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-2020

مشاهدات 20

نشر في العدد 2147

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 01-سبتمبر-2020

رحل في مثل هذا الشهر..

عبدالله العلي المطوع وفقه إدارة الأزمات

 كانت لتربيته أثر كبير في دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعوب الإسلامية المستضعفة في مواجهة الإمبريالية كان له دور مهم في إنقاذ مؤتمر جدة الشعبي من الفشل إثر حدوث خلافات قبيل افتتاحه

دعا إلى مؤتمر الرياض الإسلامي الذي حقق نجاحاً كبيراً في مواجهة مؤتمر لصدام بالعراق

كان يوزع الأموال بسخاء على المناضلين والمقاومين وأبناء الشعب الكويتي

 تتدافع الأيام، وتتزاحم الليالي، وتظل ذكرى الصالحين متعمقة في نفوس الجميع، لما لمسوه منهم من الفهم السديد، والإيمان القويم، والعمل الدؤوب لنصرة هذا الدين، وظلوا كذلك حتى لقوا الله وهم على ذلك.

وفي مثل هذه الأيام، رحل عن عالمنا أحد القادة الذين وهبهم الله حسن إدارة الأزمات ودبلوماسية الحوار ووطنية القيادة، وهو العم عبدالله العلي المطوع، الذي رحل يوم الأحد 10 شعبان 1427هـ/ 3 سبتمبر 2006م.

رحل المطوع وقد ودعه ورثاه العلماء والأمراء والمحبون والفقراء والدعاة والتلاميذ والشعراء، لما تركه في نفوسهم من تأثير تربوي ومواقف عملية وحية للإسلام الوسطي.

رحل بعدما حشد الجموع من أجل نصرة بلاده حينما اجتاحها الغزو العراقي عام 1990م، حيث تحرك على جميع الأصعدة لشحذ همم القادة والشعوب من أجل تحرير بلاده.

بين الصفوف المؤمنة:

ولد العم عبدالله بن علي بن عبدالوهاب المطوع القناعي عام 1345هـ/ 1926م بالكويت، ونشأ في أجواء عائلية ملتزمة ساعدت على رسم طريقه واختيار رفقته.

تمرس منذ صغره في العمل التجاري حتى أضحى وسط الجميع التاجر الصدوق، وأصبح بوابة العمل في الحقل الإسلامي بعدما تعرف على الشيخ حسن البنا في رحلة الحج عام 1367هـ/ 1946م، حيث أسهم في تأسيس جمعية الإرشاد الإسلامي، في عام 1950م، كأول عمل إسلامي مؤسسي بالكويت، ثم جمعية الإصلاح الاجتماعي في مطلع الستينيات، وأصبح رئيس مجلس إدارتها.

العمل الجهادي:

كانت لتربية عبدالله المطوع وحبه لدينه وأوطانه الأثر الكبير في دعم القضية الفلسطينية، بل ودعم الشعوب الإسلامية المستضعفة في مواجهة الإمبريالية المقيتة.

كانت القضية الفلسطينية قضية كل مسلم، فمنهم من نصرها بماله أو نفسه أو وقته، وقد عمل أبو بدر المطوع على نصرتها بكل ما أوتي.

فحينما أنشئت قواعد ومعسكرات الشيوخ بمنطقة الأغوار في الأردن لمناجزة اليهود، شارك بماله في دعم المجاهدين الذين كان لهم دور كبير في معاركهم ضد اليهود في الفترة من عام 1968 حتى 1971م.

الدبلوماسية من أجل وطنه:

كانت من المواقف التي ميزت عبدالله المطوع دبلوماسيته المحنكة التي جمعت الآراء حينما اجتاح الغزو العراقي الكويت.

فقد كان أبو بدر في الأردن يقضي إجازة الصيف حينما دخل الجيش العراقي إلى الكويت، واستولى عليها؛ فسارع أبو بدر يتحرك في جميع الاتجاهات ليوحد الجهود، ويشحذ الهمم من أجل تحرير وطنه.

وقد يخفى على البعض دوره الكبير في إنقاذ «مؤتمر جدة الشعبي» بعد الاحتلال، حيث حصلت اختلافات قبيل افتتاح المؤتمر بساعات من بعض التيارات السياسية، وكادوا يفشلون المؤتمر والجماهير تنتظر في القاعة، فما كان منه إلا أن سارع بالالتقاء بهم ومحاورتهم وإقناعهم بتقديم مصلحة الكويت قبل كل شيء، فتم الإصلاح قبل ساعتين فقط من الافتتاح!

ولا يجهل أحد زيارته لمصر قبل مؤتمر «جدة» الشعبي التاريخي؛ حيث التقى بجميع الأحزاب والفعاليات السياسية المصرية وقيادات ورؤساء الأحزاب، منهم فؤاد سراج الدين، رئيس حزب الوفد، وخالد محيي الدين، رئيس حزب التجمع، وإبراهيم شكري، رئيس حزب العمل، كما التقى مجموعة كبيرة من العلماء والمسؤولين، وكذلك قيادات جماعة الإخوان، وكانت مواقف الجميع مشرفة، كما قال رحمه الله، حيث أبدوا كامل استعدادهم وتأييدهم للقضية الكويتية.

وقام بالتعاون مع وزارة الإعلام الكويتية بنشر الفظائع التي ارتكبها النظام العراقي الغاصب داخل الكويت، وغير ذلك من الأنشطة والجهود الوطنية.

كما شارك في العديد من الوفود الشعبية التي زارت دولاً كثيرة برفقة العم يوسف الحجي، والنائب أحمد السعدون، ووزير الإعلام آنذاك يوسف السميط، والعم أحمد سعد الجاسر.. وآخرين؛ لشرح القضية الكويتية.

ومن أدواره المشهودة في تلك الفترة الدعوة إلى مؤتمر إسلامي في الرياض، عندما علم بأن صدام حسين يعد العدة لمؤتمر كبير في العراق يدعو إليه علماء المسلمين، في محاولة للتغطية على فعلته الشنعاء بالكويت وأهلها، وكان العم أبو بدر وقتها في «دكا» لأمور تتعلق بالقضية الكويتية، فاتصل بعلماء المسلمين الذين تربطه معهم صلات طيبة من جميع أنحاء العالم، وحقق المؤتمر الذي عقد في الرياض نجاحاً كبيراً في دعم القضية الكويتية، وقضى على مؤتمر صدام العراق في مهده.

ولم يتوقف دوره عند هذا الحد نصرة لوطنه المحتل، فقد أسهم في إصدار صحيفة «المرابطون» في بريطانيا للدفاع عن الكويت، وقام بالتنديد بالاحتلال ومطالبة الدول العربية بالتعاون لطرد الغازي العراقي، وكان يقوم بتوزيع الأموال بسخاء على المناضلين والمقاومين وأبناء الشعب الكويتي بواسطة فعاليات موجودة داخل الكويت من أجل تخفيف المحنة على المواطنين.

رحم الله المجاهد الشيخ أبا بدر العم عبدالله المطوع؛ حيث ترك في نفوس الجميع أثراً وبصمات، وخلف من الأعمال التي نحسبها تشهد له بالخير أمام الله سبحانه.

المصادر

1- عبدالله المطوع.. رائد دعوة الإصلاح: مجلة المجتمع الكويتية، https://bit.ly/2LW4vMs

2- غسان محمد دوعر: قواعد الشيوخ: مقاومة الإخوان المسلمين ضدّ المشروع الصهيوني 1968- 1970م، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت لبنان، طـ1، 2018م، صـ57.

3- عبدالله العقيل: من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة، طـ8، دار البشير طنطا، 2008م، ص 565.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل