; رسالة إلى وزارة التربية | مجلة المجتمع

العنوان رسالة إلى وزارة التربية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأحد 15-ديسمبر-1991

مشاهدات 18

نشر في العدد 980

نشر في الصفحة 9

الأحد 15-ديسمبر-1991

ملاحظات حول تنقية المناهج الدراسية

يعتقد بعض المختصين في وزارة التربية أن الخطوة التي أقدمت عليها وزارة التربية لتنقية المناهج الدراسية خطوة تحمل دلالات غير واضحة في أهدافها، فهي إيجابية في محاولتها لاستدراك بعض السلبيات الموجودة في المناهج، والتي تشكل عبئًا كميًا على الطالب والمدرس، ولا تحقق هذه الموضوعات أهدافًا قياسية. ولكن من جانب آخر، يبدو من خلال الجلسات الأولية للجان المتفرعة عن هذه اللجنة أن الاتجاه يسير نحو حذف بعض القضايا التي يشكل حذفها سابقة خطيرة في تعديل المناهج التربوية، حيث إن بعض الأصوات تدعو إلى إلغاء قضايا تمس صلب العقيدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي.

ونحن هنا في مجلة (المجتمع) نؤكد خطورة هذه الخطوة التي يُراد منها تطبيع عقلية الطالب الكويتي ليتكيف مع المتغيرات السياسية الجديدة في المنطقة. إن إقحام المنطوق السياسي على البناء المنهجي العلمي للطالب هو أكبر خطأ تربوي ترتكبه وزارة التربية بحق أجيالها. ونحن هنا في (المجتمع) نؤكد على حقائق ثابتة نلفت نظر وزارة التربية إليها، وهي:

أولا: الولاء والبراء قضية عقدية

إن قضية الولاء والبراء قضية عقدية لا خيار للمسلمين فيها في هذا البلد، وأن آيات الله وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتي تؤكد على هذه القضية العقدية يجب أن تبقى ثابتة في مناهجنا، وأن أي مساس بها سيشوه البناء العقدي لأطفالنا وطلابنا.

ثانيا: التنقية يجب أن تكون علمية

إن قضية تنقية المناهج يجب أن تكون بطريقة علمية أولها يبدأ بالنظر في الأهداف الخاصة بالمناهج، ومن ثم يتم تعديل الموضوعات على أساسها. فهل ما ستقوم به وزارة التربية من تعديلات على المناهج في المرحلة القادمة يتناسب والأهداف التربوية المرسومة في اللوائح العامة لوزارة التربية؟

ثالثا: المتغيرات السياسية لا تُقحم في المناهج

إن نقاش المتغيرات السياسية ونتائجها يجب أن يظل في إطاره الخاص بسياسات الدولة العامة، ولا يجوز لوزارة التربية أن تُقحم الميدان التربوي بهذه النتائج دون دراسة علمية ومنهجية. فهل ستقوم وزارة التربية بين حين وآخر بتعديل مناهجها ومقرراتها كلما استجدت متغيرات، دون النظر إلى مبادئ التربية وأساس بناء المجتمع الكويتي، وذلك لأنه منبثق من الإسلام دينًا والعروبة محضنًا؟

رابعا: تاريخ الأمة ثابت

إن إسقاط تاريخ الأمة وصراعها مع أعدائها كحقائق علمية وتاريخ خاص بالأمة سابقة لم تقم بها أي دولة. فالدول التي دخلت في حروب وناهضت أعداءها ظلت تدرس تاريخ أعدائها بصورة موضوعية وكحقائق علمية. وإن كانت هناك أخطاء فيتوجب أن توضع في حجمها المناسب.

خامسا: الثوابت والمتغيرات

إن الثوابت ستظل ثوابت والمتغيرات ستظل متغيرات. فالاستعمار بمفهومه التاريخي هو الاستعمار، وإن البواعث التي بسببها جثم على صدر الأمة دهرًا من الزمان لن تغير مسماه ولا مفهومه. وإن عمليات التغريب والتبشير والتنصير التي تواجهها الأمة ستظل كحقائق ثابتة نتعامل معها، وهذا يجب أن يظل في حجمه الحقيقي كثوابت لا تؤثر عليها المتغيرات الزمانية.

سادسا: المسلك العاطفي لا يناسب المهمة التربوية

إن المسلك العاطفي لا يتناسب والمهمة التربوية المناطة باللجنة. فبالرغم من أن هناك معايير صحيحة وسليمة لإجراء التعديلات المرجوة، إلا أن هناك معايير غير منتظمة وتتسم بالعاطفة السطحية، وبخاصة فيما يتعلق بمشاعر الطلبة. فمن الواجب أن تحرص اللجان المنبثقة عن اللجنة الرئيسية على تهذيب هذه المشاعر لا تثويرها ووضعها في الاتجاه الخاطئ.

نسأل الله أن يوفق القائمين والعاملين في هذه اللجان إلى تحقيق صحيح الأمور لما فيه خير أبنائنا ولبلدنا.

 

الرابط المختصر :