; رسالة مؤثرة من قارئ... 500 دينار لضحايا المسلمين بالهند | مجلة المجتمع

العنوان رسالة مؤثرة من قارئ... 500 دينار لضحايا المسلمين بالهند

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 09-يونيو-1970

مشاهدات 21

نشر في العدد 13

نشر في الصفحة 6

الثلاثاء 09-يونيو-1970

 

المسلمون يُحرَقون في الهند لتأييدهم فلسطين

الأخ الأستاذ رئيس تحرير المجتمع

السلام عليكم ورحمة الله، وبعد، قرأت في صحيفتكم ما كتبتموه عن مذابح المسلمين في الهند والتي شهد بها وزير داخليتهم، وعشت ساعات يعتصرني الألم ويمزقني الحزن، وتمنيت لو كان بوسعي أن أحمل سلاحي وأطير به لأدفع عن إخواني في الله طغيان التعصب والوثنية.

وكان إلى جواري  صديق فألقيت إليه بهذه الأمنية؛ فسكت عني قليلاً، ثم نظر في عتب وقال: كنت أنتظر منك هذا الانفعال وهذه الثورة من أجل إخوانك الذين يقتلون إلى جوارك في فلسطين؛ فلسعتني كلماته بشدة، وشعرت بالحرج والضيق، وآثرت الصمت.

ثم جلست مع نفسي ساعة أفكر في هدوء وعمق، وطرحت قضية المسلمين بعرض التاريخ وطوله، فما وجدت لفلسفة صديقي مكانًا؛ فالمسلم في فلسطين يستوي مع أخيه في أوروبا وأمريكا والهند، صحيح أن قضية فلسطين لها ظروفها التاريخية ولها مكانتها في صدورنا جميعًا، وفيها ثروتنا الدينية والفكرية، ثم هي الآن تمثل الكيان الإسلامي في مواجهة الصهيونية والصليبية المتآمرة، كل هذا يجعل لقضية فلسطين أولوية خاصة في نفوسنا ويؤكد أهميتها، ولكن لا ينبغي أن تنسينا قضية فلسطين ما يعانيه إخواننا في الهند وإندونيسيا وكل بلاد العالم.

والذي أعلمه يقينًا أن المذابح التي جرت في الهند كانت بسبب المظاهرات التي قام بها إخواننا المسلمون احتجاجًا على إحراق المسجد الأقصى وتأييدًا لقضية فلسطين.

ومثلت أمامي قضية المسلمين في الأرض كبيتي تمامًا، تهدده النيران وتمتد إلى أركانه؛ فوجدتني أمسك بخرطوم الماء لأطفئ ما تحت قدمي، ولكن لا أغفل اللهب الممتد في الحجرات الأخرى.

وأخيرا وجدتني ألجأ لأضعف الإيمان، وقررت أن أشارك بقليل مما أفاء الله عليّ به، فاسمحوا لي بأن أقدم تبرعًا بمبلغ خمسمائة دينار لمعونة إخواننا في الهند، وآمل أن يبادر إخواني بالإسهام في تفريج كربة إخوانهم في الهند، وإن كنت أؤكد في هذا المقام أنني لم آل جهدًا في نصرة قضيتنا الأولى في فلسطين الحبيبة، وكما آثرت عدم كتابة اسمي وأنا أتبرع لإخواننا في الهند، فلقد أفاء الله عليّ بمثل هذا وأضعافه لإخواني في فلسطين.

المجتمع: ليس لنا من تعليق على كتاب الأخ أكثر بما كتب وأفاض، ونحن نقول له إنك أعطيتنا درسًا أثمن من آلاف الدنانير، شكر الله لك وبارك فيك وأربى الله لك في مالك، والمجتمع تعتبر هذه بداية طيبة نرجو أن يأخذ بها إخواننا، ويقدموا يد العون لإخوانهم أسوة بالقارئ الكريم.

الرابط المختصر :