العنوان الشرق الأوسط بين الأمريكان والمجموعَة الأوروبيّة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 18-ديسمبر-1979
مشاهدات 16
نشر في العدد 463
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 18-ديسمبر-1979
هل هناك مبادرة جديدة لعقد صلح يهودي، عربي جماعي؟ وهل ستدخل المجموعة الأوروبية هذه المرة في تصعيد هذا الصلح الجماعي؟ وهل سيقوم حكم فلسطيني ذاتي في الضفة الغربية؟ أم ستعود أجزاء من الضفة إلى الحكم الأردني؟ أم أن الضفة ستظل محكومة من قبل الإدارة اليهودية؟
كل هذه الأسئلة يدور في ذهن المواطن الذي يقرأ كل يوم عبر الصحف المحلية والعالمية هوامش وتحقيقات حول هذه المواضيع، وإذا أردنا الإجابة لا بد لنا من استقراء الواقع السياسي للتيارات المتزاحمة في المنطقة العربية.
•فقد لوحظ عودة اللقاءات المباشرة بين بعض الأطراف العربية والفلسطينية بشكل خاص مع رجالات من مصممي السياسة الأمريكية منذ الشهر الخامس من هذه السنة.. فضلًا عن اللقاءات مع رجال من الحكومة اليهودية التي تعتبر امتداد لسياسة اللقاءات المباشرة التي بدأها التهامي عام ۱۹۷۷ بلقائة مع موشی دايان بحضور ملك المغرب، والتي أفرزت فيما بعد صلحًا مصريًا يهوديًا.
•لم يغب عن ذهن المراقبين للأوضاع العربية ومشكلة الشرق الأوسط ارتباط اللقاءات السياسية المباشرة بين العرب والأميركان واليهود بتغيير في السياسة الأمريكية أدت إلى نتيجتين:
الأولى: استقالة خمسة من كبار مساعدین رینغنيو برجنسکی مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي ومنهم كبير مستشاري شؤون الشرق الأوسط «وليام كوالب» الذي لعب دورًا هامًا في الصلح المصري اليهودي.
الثانية: تعيين روبرت شتراوس، وهو محامي يهودي معروف، ليميل کاربري مفاوضات الحكم الذاتي في 7. 5. 1919، فضلًا عن تعيينه سفيرًا متجولًا في الشرق الأوسط.
وقد خسر ذلك في حينه بأن هناك خلافًا داخل الإدارة الأميركية على طريقة حل القضية الشرق أوسطية..
وإزاء هذا الواقع.. اشتد السعي الأوروبي.. ولم يكد شراوس يصل إلى المنطقة حتى أعلنت المجموعة الأوروبية عن استعدادها لتقديم مبادرة لحل مشكلة الشرق الأوسط بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأمام هذا التحول السياسي في معالجة الأزمة تزاحمت الطروح السياسية لحل المشكل العربي العربي اليهودي، فكان أن اعترفت الإدارة الأمريكية بوجود خلل في كامب ديفيد. الأمر الذي يجب إصلاحه، ولعل ذلك إسكاتًا للأبواق الأوروبية المتمثلة في العواصم الرئيسية «باريس- لندن- بون» والتي بدأت بإرسال سفرائها ووزراء خارجيتها إلى العواصم العربية للبحث في مبادرة جديدة.
واشتد الزخم السياسي طلبة الشهور الخمسة الماضية.. دون أن تظهر في الأفق مبادرة تتفق عليها الأمريكيون والأوروبيون والعرب واليهود.. ترى ماذا حدث؟
هنا يحسن أن نرجع بذاكرتنا إلى البيان الذي شدد عليه الزعماء الأوروبيون في أعقاب الإعلان عن اتفاق كامب ديفيد، فقد أصرت المجموعة الأوروبية على اشتراك جميع فرقاء النزاع في المفاوضات على مائدة واحدة بما في ذلك الفلسطينيون، بحيث توافق المجتمع الدولي على اتفاق ينجم عن تلك المفاوضات.
وإذا ربطنا هذا الإعلان بالرحلة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي جيسکار ديستان في الربيع القادم إلى بعض العواصم العربية لتأكيد الفكرة الأوروبية بالنسبة للصلح الجماعي فإننا نخرج إلى أن الأوروبيين يعيشون في حالة من النزاع السياسي مع سياسة الرئيس الأمريكي كارتر بالنسبة لما يسمى بقضية الشرق الأوسط وهنا فقط نستطيع أن نجد تفسيرًا للتنافس الأوروبي الأمريكي على كسب ود الزعامات الحكومية في المنطقة.
•فقد فتحت كل من فرنسا وبريطانيا باب بيع السلاح للعواصم العربية على مصراعيه.. ولعل الصفقات التي أعلن عنها مؤخرًا بين فرنسا وبريطانيا من ناحية. وعواصم عربية معروفة من ناحية أخرى هي التي دفعت بالأمريكان إلى الإعلان عن تسليحهم السادات بما يبلغ ثمنه ثلاثة مليارات ونصف من الدولارات.
•وقد كثر الحديث عن استقطاب أوروبي لرجالات منظمة التحرير الفلسطينية. وذلك تحت اسم تقریب وجهات النظر بين العواصم الأوروبية ومنظمة التحرير.. وهذا أمر دعا الأمريكان للبحث عن أوراق فلسطينية ثورية جديدة يسهل تعاملها مع الأمريكان واليهود.. ولعل ما أشارت إليه جريدة القبس في بداية هذا الشهر من أن قضية السيد الشكعة قد تكون قضية مفتعلة تهدف إلى تزعيمه واستقطاب الرأي العام الفلسطيني من خلاله مسألة داخلة في تيار التنافس الأوروبي- الأمريكي في تعميم الصلح العربي اليهودي..
ولعل في أحداث الأيام القادمة ما يزيد في تسليط الأضواء على القضية الأمر الذي يعطي المراقبين مزيدًا من العناصر المساعدة في معرفة الخبايا التي تدور عادة فيما هو مخبأ وراء الكواليس.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل