; رقعة الشطرنج.. البوكر واللعبة المحترقة | مجلة المجتمع

العنوان رقعة الشطرنج.. البوكر واللعبة المحترقة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الجمعة 18-أغسطس-1978

مشاهدات 10

نشر في العدد 408

نشر في الصفحة 50

الجمعة 18-أغسطس-1978

لماذا تختلط أوراق اللعبة على مائدة اللعب؟ الجواب واضح سهل فالبوكر لعبة تظل متأرجحة ما لم تظهر الورقة التي تأكل جميع الأوراق مرة واحدة، وطالما ظل المقامرون يتزاحمون ويتنافسون على مائدة اقتسام الربح، فإن اللعبة سوف تستمر، وسوف يستمر خلط الأوراق بعد كل شوط، ولعل الأمريكي الذي أتقن هذه اللعبة ما زال يقلب أوراقه على مائدة لبنان، كما أنه ما زال حتى الآن يخلط أوراق السلام -المصرظ الإسرائيلي- بأوراق الحرب المشتعلة في بيروت المحترقة على مجامر الطائفية والصليبية الحاقدة وكل هذا لا يحمل غرابة، وليس فيه جديد ولا غريب، إنما الغريب أن ترى إحدى أوراق اللعبة تحمل وجهين في آن واحد، وهذا غير معروف في عالم البوكر، ودنيا القمار أبدًا، إنها ورقة الردع السورية، وإلا فكيف دخلت القوات السورية إلى لبنان؟ ولماذا دخلت؟ ومن أي بوابة عبرت؟ وما الهدف من دخولها؟ إن السياسي الفرنسي العريق -ميشيل جوبير- وزير الخارجية السابق، حدد بوابة الدخول السوري إلى لبنان، عندما قال: 

- إن التدخل السوري في لبنا، لم يكن ممكنًا لولا رغبة وموافقة الولايات المتحدة، هذا ما أدلى به جوبير في 24-7-1978 لجريدة القبس الكويتية، وهنا تطرح الذاكرة على المتأمل في الوجه الأول للورقة أحداث مجزرة تل الزعتر ومذابح الفلسطينيين وصورة الحليف -بيير جميل- وهو يدخل دمشق فيستقبل استقبال رؤساء الدول، أما الوجه الثاني للورقة نفسها، فهو يحمل مشاهد الصراع الأخير بين الردع والجبهة اللبنانية، ويحمل معه الوثائق التي نشرتها صحيفة البعث السورية لإدانة الجميل وشمعون، وتقول الصحيفة الوثيقة الشمعونية إنها كتبت بخط كميل شمعون نفسه ومحتواها: 

إنه عقد بتاريخ 27-5-1935 بين السادة الماركيز جان لوفريج وجورج بك ثابت وغابير ميل طراد، ونيقولا روماني ورشيد حماده، وكميل شمعون، اتفقوا فيه على تنفيذ الاقتراح الذي تقدم به السيد مجهول وبحضوره والقاضي بتشكيل لجنة قوامها الأشخاص المدرجة أسماؤهم أعلاه، لاختيار وشراء الأراضي في سوريا ولبنان، ومنطقة النصيريين، لتأمين استيطان المهاجرين اليهود... وإننا نتساءل: لماذا لم تظهر هذه الوثائق حتى الآن؟ وأين كانت هذه الوثائق مختبئة أيام مجازر تل الزعتر؟ إن كل وثيقة من هذه الوثائق لم تعد ذات قيمة أبدًا، ذلك أن أمر التعاون الصليبي اليهودي لم يعد سرًا خافيًا، فزعماء الصليبية اللبنانيون كشروا عن أنيابهم، وأماطوا اللثام عن وجوههم، وراحوا يتعاملون مع العدو الإسرائيلي جهارًا نهارًا وعلنًا إننا مصممون على سؤال دمشق: أين كانت هذه الوثائق؟ ولماذا ظهرت الآن فقط؟ لقد انتهى مفعولها، فكل واحدة منها صامت كالعملة اللاغية، بل إن للعملة اللاغية قيمة عند كثير من الناس، أما حكم هذه الوثائق، فهو كحكم أية ورقة محترقة.

الرابط المختصر :