العنوان ركن الأسرة - العدد 7
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-أبريل-1970
مشاهدات 27
نشر في العدد 7
نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 28-أبريل-1970
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
نَدوة الأسْرة الأسبُوعيّة
جلس الزوج إبراهيم وزوجته مریم يتجاذبان أطراف الحديث، فكان بينهم الحوار التالي:
إبراهیم: سأحدثك اليوم عن معركة خيبر أقوى معارك اليهود.
مريم: ألم ننته بعد من الیهود یا إبراهيم؟ نريد أن نرتاح من مشاكلهم أراحنا الله من مشاغباتهم وأطماعهم في أيامنا هذه ليستعيد المسلمون حقوقهم في فلسطين، كما أراح الله رسوله منهم.
إبراهيم: لقد استراح منهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خيبر، لكن متى يرحنا الله منهم في فلسطين، فهذا متوقف على تقوانا لله وحسن صلتنا به وأخذ الأهبة لهم، فإن الله -عز وجل- لا يحابي أحدا والبقاء دائمًا للأصلح، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا غيرنا هذه النفوس المتجافية عن الإيمان المتباعدة عن أوامر القرآن، وعدنا بها إلى أخلاق الإسلام وحظيرة الإحسان، فلا شك في أن الله -عز وجل- جعل لنا من أمرنا فرجًا ومبدل عسرنا يسرًا ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ ( آل عمران:140).
مریم: صدقت يا أبا هاني، فإن الآيات التي نزلت بهم لتنطبق علينا هذه الأيام ألم يقل تعالى فيهم: ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا﴾ (سورة الأحزاب: الآية 27). ألا ينطبق هذا تمامًا على حالتنا عند خروجنا من فلسطين تارکين خيرات وكنوزًا ما كانوا ليحلموا بها، ولم يتحدث التاريخ بمثلها!!
إبراهیم: نعم یا مریم لقد فتحت جراحنا وذكرتنا بقوله تعالى عندما من عليهم بوراثة فرعون من قبل.. ﴿كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ* كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ (سورة الدخان: الآية 25-26-27-28) أفلا ينطبق هذا القول علينا تمامًا في هذه الأيام؟ فأورثهم جناتنا وزروعنا وفردوسنا وأمدهم بحبل من الناس كالأمريكان والإنجليز والفرنسيين وغيرهم.
إبراهیم: دعينا من التحسر.. فإنه لا يأتي بخير.. إننا بإذن الله لمنتصرين كما انتصر المسلمون في حطين.. «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»
وإلى اللقاء مع ندوة الأسرة في الأسبوع القادم والحديث تفصيلًا عن خيبر..
وافدة النساء
روي عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: «جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك.
هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون..
ونحن معشر النساء نقدم عليهم فما لنا من ذلك؟
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافًا بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله»
(رواه البزار)
كلمة إلى الرجال
إن واجب الحق والنصح يقتضي أن أوجه كلمة إلى الرجال، كما أوجه ووجهت كلمات إلى الأخوات النساء.. إذ ليس النساء وحدهن مسؤولات عما وصلن إليه من انهيار في الأخلاق..
وكم من زوج وأب يزعم أنه مسلم وأنه رجل، يرافق زوجه وبناته إلى النوادي والملاهي وغيرها، وهن كاسيات عاريات، يمشين مشية خليعة، وترسل الشعور تداعب الأعناق والأكتاف.. ولا يحمر وجهه خجلًا من أن يتهادى بين الغيد الحسان من أهله، بل يفرح أن استرعى جمالهن الأنظار..
أيها المسلمون ماذا جرى لعقولكم حتى رضيتم أن تفجر أمامكم نساؤكم وأنتم تنظرون قال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (سورة الحج: الآية 46) فإن أعراضكم کأرواحكم، وقد فرطتم فيها كثيرًا.. أفلا تعقلون؟
حول الاختلاط
سمعت إحدى الفتيات تقول: «أظن أن المشكلة الرئيسية أمام الشباب، تنحصر في موقف اجتماع الجنسين في مكان واحد كالحفلات مثلاً».
إن الإسلام ينكر هذا الاختلاط في ساحات الرقص - كما تقولين - حيث يتخاصرون ويترنحون تحت عنوان «الرياضة المباحة» إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» رواه الطبراني.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما».
أهمية تنظيم العمل في المنزل
إن مسؤولية ربة المنزل لا نهاية لها، لذا كان من المهم وضع نظام يسير عليه العمل، ومن المعلوم أن العمل الذي يتبع فيه النظام يقل فيه العناء، وينجز أحسن مما لو ترك للمصادفة.
وعلى ربة المنزل وضع نظام خاص لعمل منزلها، وعلى سبيل المثال هذا نموذج لترتيب العمل الأسبوعي في منزل متوسط:
السبت: التنظيف الأسبوعي لحجرة الجلوس وإعداد ملابس الغسيل، وإن أمكن تغسل الملابس الصوفية.
الأحد: الغسيل.
الإثنين: تنظيف غرفة النوم رقم ١
الثلاثاء: غرفة نوم رقم ۲
الأربعاء: السلالم والصالة وحجرة المائدة.
الخميس: المطبخ ودورة المياه.
الجمعة: راحة.
ولا شك في أن المقصود بالتنظيف على حسب هذا التوزيع هو التنظيف الشامل الكامل، أما تفقد حجر البيت وتنظيف أرضيتها وترتيبها فهو أمر تفعله ربة الأسرة كل يوم.
بَريد الأسَرة
مع زائرتك
سؤال ورد من الأخت السيدة - أم محمد.. تقول إنني أحب أن أدخل السعادة في نفوس من يزورني فماذا أعمل؟!
سيدتي إن كلمة المظهر تشتمل على طائفة من الأمور والعناصر، فإذا كنت تظهرين ظريفة مثلًا بمعنى أن السعادة تبدو على وجهك في صورة ابتسامة مشرقة تستقبلين بها الزائرات مرحبة بهن.. وإدارة الحديث معهن لا يتطلب أن تكوني خطيبة.. بل يكفيك أن تبدي اهتمامًا خاصًا بمحدثتك، وأن تظهري الرغبة في الإصغاء إلى ما تقول وإياك يا أختاه والغيبة في أثناء الحديث حيث إن الله -سبحانه وتعالى- قال ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ (سورة الحجرات: الآية 12)، كما أن النميمة تزرع الضغينة، وتفرق بين المحبين..
كيف تنفقين على أسرتك!
كيف أخفف من التوتر في العلاقات والمنازعات بسبب المطالب الكثيرة التي تعرض وترفض؟!!
سؤال ورد من الأخت السيدة أم وليد.
إن الإسلام يرى أن كفالة البيت وتوفير الضمانات التي تستره فريضة قد ترجح أنواع الإنفاق الأخرى.
وفي بيت النبي نفسه حدث توتر في العلاقات بسبب ما يطلبه أمهات المؤمنين من زيادات لا يقدر الرسول عليها!
والإسلام يكره أن تكون أمور النفقة سببًا في تعريض الأسرة كلها للمتاعب وتهديد مستقبلها بالأخطار.
يقول الله تعالى في مثل هذه الشؤون: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (سورة الطلاق: الآية 7).
كيف ينشأ طفلي اجتماعيًا؟
إن أهم ما يسر الطفل هو تناول کفایته من الطعام، وهو يربط هذا السرور بأمه، فأول شعوره بالأشياء الطيبة تأتي من ناحيتها وهو يشعر بالسعادة والأمان بالنسبة لعنایتها به.. وبهذا نلاحظ أول شعوره بالميل والمحبة.
وعندما يلاطفه الناس ويكلمونه، فإنهم يجعلونه يبتسم ثم يضحك وهو يلاطف وجه أمه، ويلمس خدها بخده، وبعد والديه (أو من يعني به معظم العناية) يوزع ميله واهتمامه على من حوله، فيزداد حبه كلما كبر وزاد فهمه، وأمكنه التعبير عن شعوره.
فلا بد له من أن يشعر بحب الآخرين له حتى يمكنه أن يظهر حبه، فلو شعر من حوله بسرورهم به، فإنه يتعلم أن يشعر الآخرون بسروره بهم، ومن السهل جدًا إظهار شعورنا الرقيق نحو الأطفال والطفل الذي يعلم أنه محبوب يجد الأسباب كلها التي تجعله ينشأ شخصًا اجتماعيًا محبوبًا.
كيف ترضعين طفلك بعد الولادة!
قال طبيب المجتمع: بما أن الأم عقب الولادة لا تستطيع الجلوس، فيجب عليها أن تعطي ثديها للطفل وهي راقدة، فتنام على الناحية التي سترضع الطفل منها، وتسنده بذراعها وتمسك الثدي بيدها الأخرى واضعة إصبعها السبابة فوق الحلمة والوسطى تحتها، وتدخل الحلمة وجزءًا من الهالة التي تحيط بها في فم الطفل، ثم تضغط قليلًا بإصبعها على الثدي.. مع ملاحظة ألا يسد الثدي فتحة أنف الطفل في حجرها عند الرضاعة، وتسند رأسها بإحدى ذراعيها، وعندما تستطيع مغادرة السرير ترضع طفلها وهي جالسة، فتضعه على إحدى فخذيها، وتسنده بإحدى ذراعيها، بحيث يكون في وضع مائل إلى الجلوس، ثم تضع الثدي في فمه باليد الأخرى.
وقال طبيب المجتمع: يجب الاعتناء بنظافة الثدي في أثناء مدة الرضاعة، فتغسل الأم يديها جيدًا قبل أن تمسك ثديها لترضع الطفل وعند الانتهاء من الرضاعة تمسح الأم ثديها بقطعة من القطن مبللة بماء مغلي لتزيل ما به من لبن.
ولا بد أن يكون الثدي محمولًا بين الرضعات في حامل من "سوتيان" ويمكن وضع قطعة من الشاش أو القطن علـى الحملة إذا كانت ترشح لبنًا كثيرًا حتى لا يبتل حامل الثدي.
أسعفي طفلك من ضربة الحر
ضربة الشمس تصيب الأطفال أكثر من الكبار، نظرًا لسرعة تأثر جهازهم العصبي، وقد تصيب الطفل المعرض للشمس أو الطفل داخل المنزل إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، وكانت ملابس الطفل رغم ذلك ثقيلة: وقد ينتج عن ذلك إسهال وقيء وارتفاع في الحرارة قد يصل إلى أربعين.
والوقاية من ضربة الحر تكون بتخفيف ملابس الطفل في أيام الحر، ووضع الطفل في غرفة يتجدد هواؤها باستمرار.
أما إذا أصيب طفلك بضربة الحر.. فضعيه في غرفة باردة، وانزعي عنه ملابسه واعملي له حمامًا فاترًا، ثم اعملي له كمادات عامة بالماء البارد.. ويكرر الحمام أو اللفائف أولًا كل نصف ساعة.. ثم اعملي له حقنة شرجية بالماء البارد، ويسقى الطفل سوائل مثلجة بكميات صغيرة متكررة.. وطبعًا يلبس ملابس خفيفة رقيقة.
وصايا..
● سيدتي صدقي طفلك وثقي به، وجازه إحسانًا إذا أحسن، فإنك ستجدين منه تجاوبا واتباعا لأوامرك.
● لا تستمري في العقاب إذا أخطأ.. وإذا استمر الطفل في إعادة خطأ معين، فمن الحكمة أن نتريث ونبحث ونبذل الجهد لفهم سبب سوء سلوك الطفل.
● بيني لطفلك بوضوح أن مساعدته تنفع العائلة، وقسمي العمل بالتساوي بقدر الإمكان بالنسبة للسن وبالنسبة للمقدرة والميول.. خططي بعض المفاجآت، فمثلًا أعفي الطفل من واجباته بين حين وأخر وأعطيه أحد أيام آخر، الأسبوع كعطلة من جميع الأعمال المنزلية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

