; ركن الأسرة - العدد 8 | مجلة المجتمع

العنوان ركن الأسرة - العدد 8

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-مايو-1970

مشاهدات 23

نشر في العدد 8

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 05-مايو-1970

كيف أعوّد ابنتي المسؤولية؟

  سؤال ورد عن السيدة والأخت أم أسامة..

  تقول: ابنتي في المدرسة المتوسطة، كانت تغسل ملابسها الداخلية وجواربها، ولكنها تهرّبت من ذلك بوضعها في سبت الغسيل، وقد نبّهتها ولكن دون جدوى، فماذا أفعل؟

 *

   سيدتي إن ترك فتاتك تتحمل النتائج الطبيعية لتنصّلها من عملها هو أكثر الحلول الفعالة لعلاج تلك الحالة. اتركيها حتى إذا تراكمت ملابسها المتسخة، ولم تجد صباح أحد الأيام ملابس نظيفة ترتديها، واضطرت إلى أن ترتدي ملابسها المتسخة، وبذلك يكون هذا درساً ناجحاً لها لإصلاح موقفها، ما دامت لا تجد فيه التنبيهات الكثيرة والتأنيب كل يوم.

 

مظهر زوجتك

  زوجك خير عنوان لك.. هذه حقيقة لا شك فيها، فمظهر الرجل في المجتمع وملابسه ونظافته تدل على شخصيتك، فإذا كان الرجل يتمتع بمظهر حسن، ولا يخرج إلا بثياب نظيفة، فمعنى هذا أنه يتمتع بزوجة تقدّر حقوق الزوجية، وتعرف واجبها نحو من تحمل اسمه، وتجلس على عرش منزله.

  لو رأينا رجلاً يبدو عليه الإهمال والفوضى في ملبسه، فإن أول سؤال يتبادر إلى ذهننا، كيف خرج من منزله دون أن تلاحظ زوجته ملابسه؟ لماذا لم تقدّم له قميصاً أو دشداشة نظيفة؟ لماذا لم تركب الزر الذي سقط من معطفه؟ وهكذا نرى أن «الزوجة مسؤولة عن زوجها»، فقد تحول مشكلات الرجل دون اهتمامه بمظهره، وقد يضطره ضيق الوقت إلى النزول مسرعاً دون استکمال هندامه، فيخرج للناس بمظهر يصور لهم بوضوح إهمال الزوجة، وتقصيرها في واجباتها.

 إن اقتصاد الزوجة في «النفقات»، وتوفيرها ما يمكن للمستقبل، يعود عليها بالنفع قبل زوجها. وعناية الزوجة بمظهر الزوج عنوان صادق، يشهد بتقديرها الرسالة الزوجية وجدارتها باسم ربة بيت ناجحة.

صيدلية المنزل

●     لا أقصد أنه يمكن الاستغناء بصيدلية المنزل عن الصيدلية أو الطبيب، بل الغرض منها التحوط للطوارئ لحين حضور الطبيب، واستحضار ما يصف من الصيدلية.

●     ويجب أن يكتب على كل دواء اسمه وفائدته وكيفية استعماله.

●      محتويات صيدلية المنزل:

    صبغة يود لغسل الجروح، وميكروكروم «كروم الزئبق» للغرض نفسه ولتطهير الإصابات، محلول بوريك لغسل العين، وزيت الخروع للإمساك، أسبرين للصداع وآلام العضلات، وروح نشادر عطري للإغماء، وماء نعناع للمغص، قطرة سلفات الزنك لحالات احمرار العين، وبابونج وزيزفون وكراوية، وزيت زيتون للمغص، ونشا لعمل لنجة النشا، ومرهم زنك ومرهم بوريك وجلسرين، وكحول بكرة شمع لصاق، وأربطة بأحجام مختلفة، وعلب شاش معقم وقطن معقم،و ضاغطة مطاط لقطع النزف، ومقص، وحقنة شرجية.

  ويجب أن تعد خزانة توضع فيها هذه الأدوات، تكون بها أرفف وأدراج، وتوضع الأدوية التي تستعمل من الباطن على حدة، والأدوية التي تستعمل من الظاهر على حدة، ولوازم الغيارات على حدة. كما يجب أن تنظف الصيدلية باستمرار.

تأثير الجو الديني للمنزل في الطفل

   يتأثر الطفل كثيراً بالجو الديني في المنزل، فيشترك في شعور الاحترام «والهدوء» المتبادل بين أفراد أسرته، وعندما يسمع العبارات المختلفة كالبسملة قبل الأكل، وحمد الله وشكره بعد الانتهاء من الطعام، والوقوف بخشوع في أثناء الصلاة، وعند تردید اسم الله، وقول إن شاء الله عند كل عمل، يشعر الطفل بأن هناك قوة خفية هي مصدر كل خير. وعندما يبدأ الطفل النمو، وفي السن بين الثانية والثالثة يُستحسن أن تقص عليه والدته «قصصاً دينية» تهذّب نفسه، وتشعره أن هناك «إلهاً قادراً»، وإن يكن لا يراه، فهو قريب منه، وموجود في كل مكان، خلق الأزهار والأشجار والطيور ليفرحه، وسهّل له الحصول على الطعام والشراب والملبس والمسكن، وأعطاه الأخوة والأخوات، وأن الله خلقه هو أيضاً.

بهذا الجو يتعلم الطفل حب الله الذي أعطاه كل شيء، وهكذا يحرك جو الأسرة نحو محبة الله واحترامه في نفس الطفل، وتتطور هذه المحبة إلى جزء هام من تهذيبه الخلقي والروحي.

استغلّي حب ابنك للطبيعة لغرس محبة الله في نفسه

  ينشأ الطفل وفي نفسه حب لكل ما هو جميل، تلك المحبة يجب أن نربيها فيه منذ نعومة أظفاره، فهي التي تحميه من الأمور القبيحة. ولكي نربي فيه هذه المحبة يجب أن نتخذ لنا الأساس الأول «حبه للطبيعة»، ومنه ننتقل إلى خالق كل الجمال وخالق الطبيعة.. الله سبحانه وتعالى.

   إن الأطفال جميعاً يحبون الطبيعة خارج المنزل ويفرحون بكل ما يشاهدون من الرمل إلى القمر، يفرحون بالجلوس على «العشب الأخضر» أو على شاطئ البحر، وما أكثر انجذابهم إلى القصص المتعلقة بذلك كقصص الأزهار والفراش والنحل والطير وحتى الضفادع والأسماك والديدان والحشرات، وما أوفرها مواد للتعليم والإرشاد، وأن يدرس الأب والأم الطبيعة مع أطفالهم تغني حياتهم الروحية وتزداد عمقاً.

  خذي ابنك عند الغروب خارج المنزل، دعيه يشاهد «غروب الشمس»، وبيِّني هذا الجمال بعبارات صادرة عن عواطف صادقة مثل ما أجمل هذا المنظر، يا للغيوم الجميلة في السماء، فيستجيب الطفل بسرعة، ومع الوقت يلفت هو نظرك إلى الطبيعة ومجالها. أريه صوراً كثيرة من صنع الخالق مع إظهارك لعظمتها كالبحر والبر وحتى الأرض والسماء، وخلاصة القول ضعي نصب عيني طفلك دائماً كل الأمور التي تريدين غرسها في عقله اللين المرن.

 

الثور الأبيض: «الحلقة الأخيرة»

  قال الأسد الجائع: قبل أن تسقط قدمي في وكركم هذا رأيت الصياد قريباً من هنا، فإذا بقي هذا «الثور الأبيض» معكم، فقد يراكم فيقتلنا جميعاً، فاسمحوا لي أخدمكم بقتله.

 وافق الثوران، فقفز الأسد وصرعه بقبضة منه، وأكل منه ما شفى بعضاً من جوعته، والثوران ينظران.

 بدأ الثوران يحومان حول الأسد، فطلب منهما أن يسمعا وقع أقدام مقبلة، فقال للثور الأسود «أخشى إنا قتلنا الثور الأبيض بلا فائدة، وهذا الثور الأصفر ما زال يدل علينا، فأخشى أن تكشف للصياد، فأذن لنا بقتله.

فوقف الثور الأسود بعيداً وهجم «هولاكو» على الثور فحطم رأسه بضربة، وأخذ يأكل من لحمه ما لذ وطاب.

وبعد أن فرغ من أمره أخذ يقترب من «الثور الأخير» الذي جلس على أشلاء زميليه، وأحس هذا بغدر الأسد، وأدرك المكيدة التي فرّقتهم فقتلهم.

وطلب من الأسد أن يسمح له بصرخة واحدة قبل أن يقتله، وانطلقت صيحة الثور الأسود.

لقد قتلت يوم قتل الثور الأبيض.

لقد قتلت يوم قتل الثور الأبيض.

والذي يزور «الغابة الخضراء» يسمع «فرقة الطيور» فوق أعالي الشجر تردد أغنية هذا مطلعها:

«خمسمائة عام مرت على مقتل الثيران الثلاثة، وثيران اليوم لم تزل تسمع نصح الأسود».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

زوجتي جميلة ولكن..!

نشر في العدد 2122

96

الأربعاء 01-أغسطس-2018