العنوان رمضان الأمس... ورمضان اليوم
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-نوفمبر-1970
مشاهدات 21
نشر في العدد 34
نشر في الصفحة 3
الثلاثاء 03-نوفمبر-1970
رمضان الأمس... ورمضان اليوم
المواسم والأعياد تدعونا للوقوف والتأمل والمحاسبة.
نقف عند حدود الذكرى، ونعيش فيها بأرواحنا وأنفسنا ومشاعرنا.
ثم نتأمل واقعنا في محاولة لقياس هذا الواقع على النموذج الحي الكبير الذي تواجدت فيه الذكرى الأولى...
وأخيرًا نقوم بمحاسبة أنفسنا في جدية وصدق حتى يتم تصحيح أخطائنا وتجديد عزائمنا...
ورمضان يعبر بنا الطريق إلى مأمن عزيز كريم علي نفوسنا... ماضينا بكل تراثه الكبير...
في رمضان تعلم المسلمون على يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف يكفون عن الطعام والشراب والشهوات وهفوات اللسان والطيش والغضب...
وفي رمضان تفهم المسلمون كيف يشركون الفقراء في أموالهم وطعامهم وشرابهم وموائدهم... حتى يكون رمضان نموذجًا حيًا دائمًا للعلاقة بين أبناء المجتمع الواحد...
وفي رمضان تعلم المسلمون كيف ينبذون إلى أعدائهم... ويقفون صفًا واحدًا متراصًا حتى يتحقق لهم النصر في بدر...
هذا هو رمضان الذكرى... ورمضان العبرة... فإذا التقينا مع رمضان اليوم لروعنا ما نرى...
· جشع وتهالك على جمع المال واكتنازه وحبسه عن أصحاب الحقوق، وأكل للأموال بالباطل... ثم إسراف في بسط الموائد حتى انعكست الحكمة من الصيام، وصار وسيلة للطعام أكثر منه وسيلة للإمتاع...
· خوف وجزع وهروب من لقاء العدو وتهالك على السلام والأمن والراحة...
· تطاحن وصراع واقتتال وفتن وترويع يلغي كل معاني الأخوة والسماحة والحب المفروضة في رمضان...
وحتى تخرج من صورة رمضان القاتمة التي نعيشها إلى إشراقة رمضان الذي تشرف بنزول القرآن وبغزوة بدر حتى نخرج من هذه الصورة يلزمنا تصحيح كل شيء في حياتنا... تصحيح النفس حتى تزكو وتطهر، وتصحيح البيت حتى يغتسل بما لحق به وتصحيح الأمة بصبغها بالإسلام شرعة ومنهاجًا وتصحيح عالمنا الإسلامي بتوثيق روابطه على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
اسألني... أجبك
افترق المسلمون بعد انتقال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى فرقًا كثيرة، أخبرنا عنها عليه الصلاة والسلام، وأن فرقة واحدة هي الناجية.
فما هذه الفرقة؟
م. ع. ع العلوي السالمية- الكويت
· حديث الاختلاف رواه ابن عباس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة».
· لم تحدد الفرقة الناجية باسمها، بل محددة أوصافها، مذكورة سماتها، في المصادر الأصلية الثابتة لهذا الدين الإسلامي: القرآن والسنة.
1- يقول القرآن الكريم:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ﴾ (سورة النساء: 65)، ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ﴾ (سورة الحشر: 7).
٢- ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا!! كتاب الله وسنة رسوله».
· ولقد بدأت الخلافات سياسية على الحاكم أو الخليفة - من أحق بها؟ السلالات الوراثية للنبي وآله؟ أم للأصلح من المسلمين عامة؟ حتى انتهت إلى فوضى الانحراف والزيغ عن الحق.
· واجبك يا أخي وواجبنا معك أن تستلهم الحق من أصوله التي لا يختلف عليها أحد: قرآن الله الكريم، وسنة رسوله الصحيحة، وأن نجمع الناس حول هذه الأصول، وليعذر أحدنا الآخر في الاختلاف فيما دون ذلك... ونصيحتي أن تقرأ في «ظلال القرآن» لسيد قطب «المصطلحات الأربعة في القرآن» ل «أبو الأعلى المودودي».
دين الذوق والنجدة والمروءة!
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم فأعطوه، ومن استجار بالله فأجيروه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه».
صدق رسول الله