العنوان رمضان شهر الانتصارات
الكاتب د. محمد بن موسى الشريف
تاريخ النشر السبت 14-أغسطس-2010
مشاهدات 43
نشر في العدد 1915
نشر في الصفحة 8
السبت 14-أغسطس-2010
تستقبل الأمة الإسلامية رمضان عام ١٤٣١هـ الموافق عام ٢٠١٠م وهي مفعمة بالأمل، راجية من الله التوفيق والنصر، كيف لا ورمضان قد امتاز عن شهور السنة جميعها بأنه شهر النصر والعزة، وأن الله تعالى كما اختاره لترتيل القرآن فيه فقد اختاره ليفرح عباده بنصره لهم ومعونته إياهم.
لقد ظهر هذا في معارك الأمة فيها في أمس الحاجة لانتصار يداوي ويخفف آلامهم، فهذه «بدر»، وقد كانت معركة عجيبة حقًا بين معسكر طاغ كافر كثير عدده، وكتيبة مؤمنة صالحة قليلة عددها وعُددها، وليس لها سلاح على التحقيق إلا الإيمان بالله تعالى، ودخل الكافرون المعركة لا يشكون في النصر، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ودارت عليهم الدوائر وانتصر المسلمون انتصارًا مدهشًا.
ونصر آخر كبير وقع في رمضان وهو«فتح مكة» وانتقالها من دائرة الشرك لتكون قبلة للمسلمين ودارة الإسلام، ولينطلق على إثرها المسلمون فاتحين أكبر إمبراطوريتين في ذلك الزمن.
ثم دار الزمان دورته ويجتاح المدد التتري الغاشم الأمة الإسلامية ليحرق بغداد، ويلتهم حلب ودمشق واجتاح قبل ذلك ممالك الإسلام فيما وراء النهر وقتل من الموحدين الملايين، وبعد أن فرغ من بلاد الشام توجه إلى مصر ليدمرها، فبرز له أسود ميامين من أبطال المماليك وغيرهم والتقوا في رمضان في «عين جالوت» في فلسطين، وانتصر المسلمون انتصارًا كان الأول على التتار، وشردوهم وقلوا حدهم ولا ننسى أن شعار المعركة كان «والإسلاماه».
ثم إن المسلمين ضعفوا وذلوا بعد عزة قعساء وسيادة طويلة، وذلك لأنهم وضعوا كتاب الله خلف ظهورهم ودبر آذانهم، ونسوا الله فنسيهم فجاس المستعمر في أرضهم واستولى على عامتهم إلا قليلًا، وثبت أقدام المعتدين في فلسطين، فكان لنا معارك هزمنا فيها لأننا لم نكن مسلمين كما أراد الله لنا أن نكون، فلما شممنا رائحة الإسلام ودخلنا المعركة صائمين مهللين مكبرين في رمضان عام ١٣٩٣هـ الموافق أكتوبر عام ۱۹۷۳م فر اليهود من أمامنا كالفئران، ولم يصمدوا الصيحات التكبير وحققنا نصرًا عزيزًا كنا ننتظره قرونا طويلة.
وهذا رمضان يأتي والأمة تشتعل في مواطن كثيرة، فهذا جرح الشيشان نازف والمجاهدون مستأسدون لا تلين لهم قناة، وذاك جرح ثان في كشمير وأسودها يجاهدون منذ سنوات طويلة، وجرح ثالث في جنوب الفلبين، ورابع في بورما المنسية وأراكان المنكوبة، ولكن أعظم جروحنا على الإطلاق ما نکبت به فلسطين التي ما فتئ الصهاينة المعتدون يتآمرون عليها منذ أكثر من قرن حتى مكن لهم في البلاد.
والبشائر كثيرة باقتراب النصر في فلسطين خاصة إن شاء الله تعالى، وذلك لأنهم ذاقوا طعم الجهاد ونتائجه وعرفوا أنه لا حل إلا بالجهاد، وتبينوا طريقهم بعد ظلام طويل، واتصل جهاد القسام بالأمس بجهاد أبنائه اليوم، فاستعصى أبطال فلسطين على التركيع، فويل ثم ويل لليهود وأذنابهم، ويوم يكتمل رجوعنا إلى الإسلام إن شاء الله تعالى فذلك يوم عرسنا ونصرنا.
﴿... وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ(4) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ(5) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ (الروم: 6:4).
(*) أكاديمي وداعية سعودي-المشرف على موقع التاريخ www.altareekh.com
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل