; رمضان.. واغتنام الفرصة | مجلة المجتمع

العنوان رمضان.. واغتنام الفرصة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الجمعة 01-أبريل-2022

مشاهدات 11

نشر في العدد 2166

نشر في الصفحة 5

الجمعة 01-أبريل-2022

أهلَّ علينا شهر رمضان المبارك.. شهر الصيام والقرآن.. شهر الجهاد والانتصارات والفتوحات.. شهر تصفَّد فيه الشياطين، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، ويُقبل فيه عباد الله على فعل الخيرات، والإكثار من الطاعات، وتمتلئ فيه بيوت الله بالركع السجود.

وأيام وليالي هذا الشهر الكريم تنقضي سريعاً، والكيِّس من اغتنم كل لحظة فيها، ليجدد فيها العهد مع الله سبحانه وتعالى، ويتوب توبة صادقة، ويُكثر من الطاعات والعبادات، ويصل الأرحام، ويبتعد عن الشحناء والبغضاء، وينقِّي سريرته من كل ما يُغضب الله سبحانه وتعالى.. وللأسف الشديد، فقد ابتُليت كثير من بلادنا الإسلامية بمن يتربصون بمقدم هذا الشهر الكريم بحملات إعلامية فاسدة، تشوِّه جلال هذا الشهر الفضيل، وتحاول أن تُفسد على الصائمين صومهم؛ بمواد إعلامية خارجة عن القيم والأخلاق، بمزاعم كاذبة عن التسلية والترويح عن الصائمين، وإن الحكومات المعنية مسؤولة أمام الله سبحانه وتعالى عن تلك المهازل الإعلامية، ومطالَبَة بتنظيف إعلامها من تلك المخازي التي تجلب غضب الله سبحانه. 

إن رمضان يُقبل هذا العام، والعديد من شعوب الأمة الإسلامية لا يزالون يقاسون الأهوال والمحن، في الهند وبورما وكشمير وتركستان الشرقية واليمن وأفريقيا الوسطى، كما يعانون التضييق في عدد من الدول الأوروبية، وما زال أهلنا في غزة يعيشون تحت الحصار الظالم.. وإن المسلم مطالَب في شهر الخير أن يُكثر من الخيرات، بمد يد العون والمساعدة والنصرة لإخوة الدين والعقيدة، وأن يتذكرهم بالدعاء إلى الله في صلاته وقيامه وعند إفطاره، أن يرفع عنهم البلاء والاحتلال، ويمنَّ عليهم بالنصر والحرية، وإن المسلم الحق مطالَب في كل أمره وعلى مدار العام، بعدم التخلف عن نصرة إخوانه الرازحين تحت نير الاحتلال أو الظلم.

إن رمضان بنسماته الإيمانية، وفيوضاته الربانية، يؤلف القلوب، ويوحّد الصفوف، وهو بذلك يعد مناسبة سنوية لوحدة الأمة، وحدة إيمانية ربانية؛ صياماً وقياماً وتواصلاً وتراحماً، وتلك من نعم الله الكبرى على الأمة الإسلامية، ودعوة لها؛ حكاماً ومحكومين، أن يكونوا دائماً صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد، فذلك هو الطريق نحو القوة والعزة والنصر على كل مؤامرات ومكائد أعداء الله تعالى.

نسأل الله العظيم أن يتقبل من الأمة صيامها وقيامها، وأن ينزل عليها بركاته ورحماته، وأن يمنَّ عليها بالنصر والتمكين حتى يسود كتابه ويحكم شرعه، إنه سميع مجيب.

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {185} وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة)

الرابط المختصر :