; زلزال يمسح مدينة في بيرو | مجلة المجتمع

العنوان زلزال يمسح مدينة في بيرو

الكاتب أبو أنس

تاريخ النشر الثلاثاء 09-يونيو-1970

مشاهدات 20

نشر في العدد 13

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 09-يونيو-1970

سمعنا في أخبار هذا الأسبوع أن زلزالاً قد وقع في بيرو بأميركا الجنوبية، وانهارت بعض الصخور الجبلية؛ فمسحت مدينة كاملة في تلك البلاد.

وأخذت طائرات الهليوكوبتر تحلق فوق المدينة فلم تجد لها أثرًا، وكل ما رأته غبارًا يتصاعد فوق المدينة السابقة، وردد العالم: كانت هنا مدينة.

ويتردد هنا سؤال هو: هل حدث هذا مصادفة؟ سيقول البعض: إن هناك أسبابًا علمية بحتة، وعوامل تصيب القشرة الأرضية فتؤدي إلى وقوع الزلازل والبراكين.

ونحن كمسلمين لا ننكر ذلك، بل نقول: ليست هذه هي معالم الصورة كلها، فعلى الرغم من شعورنا بالكارثة، نقول بأن هذا الكون لا يسير هملًا، وليست هناك مصادفة فيه، بل كل شيء من تدبير الله القوي العزيز، إذ هو الذي يصرف جميع الأمور ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ (الرحمن: ٢٩).

ولقد حدثنا القرآن عن الأمم الغابرة، وبيَّن لنا كيف كانت الزلازل جزءًا من عذاب الله للكافرين لعلهم يرجعون.

هذا هو قارون يخرج على قومه في زينته فتعجبه نفسه وينسب هذا الملك الكثير الذي عهد إليه إلى علمه، ويبلغ الأمر حد إعجاب الناس بما لديه  وقولهم: ﴿يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ (القصص: ٧٩).

ولكن أولي العلم لا يغرهم ذلك، ويفضلون ثواب الله على هذا الملك الزائل، ثم ماذا حدث؟ ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ﴾ (القصص: ٨١).

وهكذا ذهبت قصته مثلًا إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها، وها هم أولاء قوم لوط يأتون الذكران من العالمين، ويذرون ما خلق الله لهم من أزواجهم، حتى إذا رأوا ضيوف لوط عليه السلام من الملائكة، تمادوا في عدوانهم وأرادوا إتيان الفاحشة معهم.

وقالوا للوط: وإنك لتعلم ما نريد، ولما فشل لوط في إقناعهم جاء تدخل  السماء: ﴿جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ (هود: ٨٢ ـــ٨٣)

إذن فهذه الحوادث التي نسمع بها لم تكن هملًا، ولا وقعت سدى، إنما هي من أمثلة العبر التي يستفيد منها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾  (الإسراء: ١٦).

كل هذه الخواطر طافت بالخيال حين سمعنا بحادث الزلزال في بيرو، نسأل الله أن يردنا إلى دينه ردًا جميلًا، وأن يجعل بلادنا العربية والإسلامية بلاد أمن واستقرار.

الرابط المختصر :