العنوان سورية: تنافس بين الجيش الحر والأكراد على معركة الرقة
الكاتب عمار حمو
تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2016
مشاهدات 21
نشر في العدد 2100
نشر في الصفحة 39
السبت 01-أكتوبر-2016
سورية: تنافس بين الجيش الحر والأكراد على معركة الرقة
أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية المحاذية لـ«تل أبيض» السورية، وسط أنباء عن تجهيز عملية عسكرية للجيش السوري الحر، بدعم تركي، هدفها تحرير «الرقة»، أحد أهم مراكز تنظيم «داعش» في سورية.
وفي تصريح للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بعد سيطرة عملية «درع الفرات» على مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، قال: إن بلاده على استعداد للتدخل بالاشتراك مع الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» وطرده من معقله الرئيس في مدينة الرقة.
ورغم الحديث عن مساندة تركية، وتصريحات الرئيس التركي، فإن جاهد توز، كاتب ومحلل سياسي تركي، نفى لـ«المجتمع» دخول الجيش التركي في معركة جديدة على الأرض مشابهة لعمليته «درع الفرات» في ريف حلب.
وقال توز: ستدعم تركيا الجيش الحر، ولكنها لن تتدخل شرق نهر الفرات، إذ إن مشاركتها في عملية «درع الفرات» كانت لأهداف واضحة صرحت عنها تركيا؛ وهي القضاء على خطر «داعش»، وطرد القوات الكردية إلى شرق النهر.
اتهامات للقوات الكردية
بدأ الحديث عن المعركة المرتقبة منتصف شهر سبتمبر الماضي، إلا أنها تأخرت عن موعدها، لرفض الجيش الحر دخول المعركة إلى جانب قوات سورية الديمقراطية، التي تتزعمها وحدات حماية الشعب الكردية (YPG).
حيث أصدر ثوار الجزيرة السورية بياناً مصوراً أعلنوا فيه أن ثوار الجزيرة السورية باسم العرب والكرد والتركمان والسريان المشاركين في هذا التشكيل يرفضون رفضاً قاطعاً مشاركة قوات سورية الديمقراطية لما لها من سوابق في قتل وتهجير العرب والكرد والتركمان في الكثير من المناطق السورية.
من جهته، قال مصدر عسكري من الجيش الحر لـ«المجتمع»: إن سجل وحدات حماية الشعب الكردية حافل بالانتهاكات بحق مكونات منطقة الجزيرة السورية، وارتكبت جرائم بحق العرب من قتل وتهجير واعتقال، وهذه الجرائم وثقتها منظمات دولية، ولا يمكن أن نضع يدنا بيده في معركة مصيرية كمعركة الرقة.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية ضمن غرفة بركان الفرات سيطرت في منتصف يونيو 2015م على تل أبيض، الواقعة في ريف الرقة الشمالي، وتوقفت العملية العسكرية على حدود مدينة الرقة.
ووجه أهالي المنطقة من «المكون العربي» آنذاك اتهامات للقوات الكردية بأن عملياتهم تقتصر على مناطق طموحهم في تأسيس «دولة كردية»، ولن يستكملوا معاركهم نحو الرقة باعتبارها خارج خارطتهم، وتوقفت المعارك على أسوار الرقة آنذاك.
أبعاد سياسية
في الوقت الراهن يستعد الجيش الحر بتنسيق تركي في إطلاق معركة الرقة، بالتوازي مع استعداد كردي بدعم أمريكي بإطلاق معركة لذات الهدف، وهو ما يعزز إمكانية تحول الأمر إلى صراع قد يتحول إلى نزاع مسلح، ويحرف المعركة عن مسارها.
فعملية «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش التركي والجيش الحر من جهة، والقوات الكردية من جهة أخرى، بعد تقدم الجيش الحر نحو منبج التي تسيطر عليها القوات الكردية.
معركة الرقة - وفق ناشطين من الرقة - أكبر من المدينة ذاتها، ولها أبعاد سياسية، وتشهد تصفية حسابات بين القوى الفاعلة في المنطقة، وتبقى المعركة المنتظرة رهاناً تستخدمه الأطراف لتحقيق مصالحها، ومن جانب آخر، فإن المعركة ليست بهذه السهولة، حتى وإن شاركت أو دعمتها قوى تركية أو أمريكية، باعتبار الرقة عاصمة تنظيم «داعش» الفعلية، ويحكمها بالحديد والنار منذ يناير 2014م.
وحسب حملة «الرقة تذبح بصمت» المتخصصة في تغطية أحداث الرقة، قد تستخدم تركيا قوات خاصة تركية ولكن رأس الحربة سيكون بعض كتائب الجيش الحر، وبإسناد جوي ومدفعي تركي كامل، في رسالة مفادها أن لا أطماع تركية في أراضيهم.
يذكر أن الجيش التركي تدخل لأول مرة في سورية بشكل مباشر في عملية «درع الفرات» التي انطلقت في 24 أغسطس الماضي، دعمت تركيا فيها الجيش الحر للسيطرة على مدينة جرابلس وطرد التنظيم منها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
أدوار سرية ورجال سريون ومعاهدات سرية ماذا جرى في الحركة العربية سوف تمزق الدولة العثمانية شَذَرَ مَذَر؟ «أتاتورك» ذلك الفخ الكبير!
نشر في العدد 34
21
الثلاثاء 03-نوفمبر-1970