العنوان سيد قطب وتراثه الأدبي والفكري
الكاتب المستشار عبدالله العقيل
تاريخ النشر الثلاثاء 08-أغسطس-1972
مشاهدات 18
نشر في العدد 112
نشر في الصفحة 18
الثلاثاء 08-أغسطس-1972
• الداعية الرائد.. الذي عمل بكلامه.. وتكلم بعمله
• كان شجاعًا.. فلم «يتاجر» بأفكاره.. في سوق المتاجرة بالأفكار
• ترك أثرًا عظيمًا.. رواه بدمه.. وذهب لربه شهيدًا
من كتاب «دراسات إسلامية»
•• إنني من المعنيين بدراسة آثار شهید الإسلام وقمة الفكر الإسلامي المعاصر المرحوم سيد قطب.
وقد نذرت نفسي للتفرغ لجمع تراثه وإشاعته واستيعاب هذا التراث، ورصد كل ما كتب حوله نقدًا أو ثناءً، من الخصوم أو المؤيدين على حدٍّ سواء.
ولقد كان واضحًا مدى التقصير الذي أصيب به بعض المحسوبين على الحركة الإسلامية في تقاعسهم عن هذه الثروة الفكرية العميقة التي قدمها سيد قطب، متمثلة بهذا الفكر الإسلامي الصافي المنقَّى من الشوائب والمتميز بالأصالة والعمق.
وحين أهدي إليَّ هذا الكتاب قبل أيام قرأته بلهفة وشوق، ووجدت فيه محاولة صادقة لتقويم هذا التراث وإنصاف هذا المفكر الإسلامي العظيم، وليس لي بالكاتب معرفة إلا من خلال بعض ما قرأته له في مجلتي «المجتمع» الكويتية و«الدعوة» السعودية.
وبعد أن تصفحت الكتاب وجدت أن المؤلف الشاب يتدفق حماسًا وغيرةً على هذا التراث الفكري الضخم، الذي ندر جدًّا أن يصل أو يقارب مستوى سيد رحمه الله أحد من كتَّاب العصر، كما أن إشارة المؤلف إلى أن الكثيرين من الأدباء والنقاد، بل حتى بعض الكتاب الإسلاميين قد أغفلوا عن قصد أو غير قصد الحديث عن سيد قطب الناقد الأديب والمفكر الداعية، بل إنهم أهملوا حتى ذكر مؤلفاته التي قد يقتبسون منها أو يُضمِّنون مقالاتهم وبحوثهم بعض مقتطفاتها.
ولقد سعدت واللهِ غاية السعادة من هذه المحاولة لاعتبارات شتى؛ لأن فيها بعض الإنصاف لأستاذ الأساتذة سيد قطب، ولأن كاتبها شاب فيه من الحيوية والدأب ما سيمكنه من الاستمرار في هذا الميدان بشكل أوسع وأرحب وأعمق وأغزر، فيسهم في رد بعض الجميل لهذا الكاتب الإسلامي الكبير الذي لو كان عند الخصوم من هو في مستواه أو قريبًا من مستواه، لرفعوه إلى أعلى مكان وجعلوه الرائد الذي يُقتدى به ويُؤخذ عنه، وأين مكانة ماركس أو ماوتس تونغ ومَن على شاكلتهما من سيد قطب الذي تمثل كتاباته أعظم انقلاب فكري في القرن العشرين، والتي بفضلها تكونت هذه الطليعة المؤمنة من العناصر الصلبة التي أسقطت من حسابها كل قيمة لقوى البغي والعدوان وللطواغيت المتسلطين على رقاب البشر، وقامت بعزيمة المؤمنين الصادقين المتوكلين على الله تناوش هذه الجاهلية بكل أنظمتها وأوضاعها، وتتصدى لهؤلاء الطواغيت لتنتزع منهم ما اغتصبوه من حقوق الله في الحاكمية والتشريع، وتقيم الحياة على أساس الإسلام؛ دين الله الذي لا يقبل غيره: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ (آل عمران: 85).
جاءت المقدمة التي دبجتها براعة المؤلف الشاب النابه إبراهيم بن عبد الرحمن البليهي، لتبين لنا أوجه التشابه بيـــــــن المرحوم سيد قطب والإمام حسن البنا من جهة، وبين سيد قطب وشيخ الإسلام ابن تيمية من جهة أخرى؛ حيث قال: «أما أوجه التشابه بين سيد قطب وحسن البنا.. فمنها.. أن كلًّا منهما ولد في الريف المصري وفي سنة واحدة هي سنة ١٩٠٦، وكلاهما تخرج من دار العلوم، وانتهت حياتهما معًا بطريقة متشابهة معروفة للجميع.. أما أوجه التشابه بين سيد قطب وشيخ الإسلام ابن تيمية... فمنها أن كلًّا منهما قد جنَّد نفسه لتنقية العقيدة الإسلامية ودعوة المسلمين إلى دينهم الصحيح بعيدًا عن شتى الانحرافات.. وأنهما عاشــا أعزبين «لم يتزوجا» تفرغا للدعوة وتجردًا لله ومنافحة عن دينه.. وتعرضا في سبيل ذلك إلى السجن وإلى ما هو أعظم من السجن.. وحدث ذلك لهما معًا في بلدة واحدة هي القاهرة.. وتوفي شيخ الإسلام عن عمر يناهز الستين، وكذا كان عمر سيد قطب يوم مواراته في التراب».
ثم يحدثنا الأستاذ البليهي عن أن معظم الذين أرَّخوا للأدب العربي الحديث والنقد الأدبي المعاصر قد تجنَّبوا الحديث عن سيد قطب، ويضرب مثلًا لذلك فيقول: «فهذا الأستاذ أنور الجندي من أكثر الناس إلمامًا بحياة الأدباء والنقاد والمعاصرين، وقد كتب عن الكثيرين منهم، وأخرج للناس مجلدات ضخمة في هذا المجال، وأفرد عددًا منهم بمؤلفات مستقلة، وأخيرًا أخرج كتابًا بعنوان «مفكرون وأدباء من خلال آثارهم»، وكان المفروض أن يكون سيد قطب -بل ومحمد قطب- في طليعة هؤلاء الأدباء والمفكرين؛ لأن أنور الجندي لا يكتم اتجاهه الإسلامي، ولأنه مُعجب بالمدرسة الوسطى التي يمثلها سيد قطب وأمثاله من خريجي دار العلوم.. ولأنه سبق أن ألف كتابين بديعين عن الإخوان المسلمين؛ هما «الإخوان المسلمون في ميزان الحق» و«قائد الدعوة»؛ ولكنه بعد المحنة التي مرت بالإخوان تخلَّى عن الكتابة عنهم حتى أنه ذكر سيد قطب عرضًا في كتابه «معالم الأدب العربي المعاصر» فحشر اسمه بين أربعة أقواس وكأنه نشاز لا ينسجم مع ما حوله من كلام، أو كأنه لفظ أجنبي يثقل على اللسان نطقه، فهو حريٌّ بهذا «الحصار».
كما يورد الأستاذ البليهي مثلًا لكاتب آخر فيقول: «ثم هناك من يتحامل على سيد قطب دون سبب ظاهر؛ فهذا الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي كان في تلك الفترة لا يذكره إلا وهو ناقد له؛ ولكنه في الأغلب ينقل عن غيره».
ثم يمضي الأستاذ البليهي في بيان المنهج الذي سار عليه في تأليف كتابه عن سيد قطب وتراثه الأدبي والفكري فيقول: «وحين فرغت من قراءة ما حصلت عليه من كتب الأدب الحديث بحثًا عن آثار سيد قطب، كان عليَّ أن أدرس كل مؤلفاته وأرجع إلى طبعاتها الأولى؛ لأعرف أسبقيتها نشرًا وتاريخ نشر كل منها.. وكان أمامي طريقان لعرض آثار سيد قطب: الأول: أن أجمع ما يتصل بكل موضوع على انفراد، ثم أصوغها وحدة منسجمة، أو أن أعرض كل كتاب على حدة.. وقد آثرت الطريق الأخير».
وبكل تواضع وأدب يقول الأستاذ البليهي عن دراسته للسيد قطب وتراثه: «الذي حملني على تأليف هذا الكتاب هو أنني رأيت الفكر الإسلامي المعاصر قــد تكامل واستوى على سوقه.. فاشتدت حاجته إلى الترويج والتسويق... فأضحى من الواجب إذاعته ونشره بكافة السُّبل وفي جميع المجالات، وليكن من هذه السُّبل تقريب البعيد، وتوضيح الغامض، وتحليل المجمل، واختصار المطول.. إننا في عهد استغرقت مطالب العيش كل أوقات الناس، ولم تعد لديهم تلك الرغبة الدافعة لطلب الحقيقة. ومن هنا رأيت أن أُقدِّم خلاصة لتراث سيد قطب.. لا لتغني عن كتبه، ولكــــــن لتغري بقراءة مؤلفاته، ولتعين القارئ على استيعاب أفكاره.. ولتتيح لمن ليس لديهم استعداد كاف لمتابعة هذا العطاء الزاخر أن يلموا بموجزه.. فهذا الكتاب نافذة صغيرة على عالم كبير على أني لست راضيًا كل الرضا عما قدمت؛ لكنني واثق أنه كبيـــــــر الفائدة، وهو لا يستمد قيمته مني؛ إنما يستمدها من سيد قطب نفسه، رحمه الله».
وهكذا يمضي الأستاذ البليهي في مؤلفه ليتحدث عن مولد الشهيد سيد قطب ونشأته وشيء من حياته، والمعارك الأدبية التي خاضها؛ حيث كان فارسًا من أقوى فرسانها، وجنديًّا من أجرأ جنودها، وقد بدأ اهتمامه بالدراسات القرآنية منذ عام ١٩٣٩م، حيث نشر في مجلة المقتطف بحثًا بعنوان «التصوير الفني في القرآن»، وبعد مرور خمسة أعوام ألَّف كتابه الإسلامي الأول «التصوير الفني في القرآن» حيث نشره سنة ١٩٤٤، وفي سنة ١٩٤٦ نشر کتاب «مشاهد القيامة فــــــي القرآن»، ثم كان تحوله للدراسات الإسلامية كمفكر وكاتب إسلامي حين شرع بتأليف كتابه «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، وهو أول مؤلفاته بعد وضوح منهجه الإسلامي.
وينعى الأستاذ البليهي على الدكتورة عائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ» ما أوردته في مقدمة كتابها «التفسير البياني للقرآن الكريم» الذي صدر سنة ١٩٦٢ حيث قالت: «ولا أعرف أحد منا -قبل اليوم- قد حاول أن يجعل من النص القرآني موضوعًا لمحاضرته في صميم الأدب، على غرار ما نفعل بنصوص أخرى لا سبيل إلى مقارنتها بالقرآن الكريم في إعجازه البياني.. وكان يمكن أن أذكر هنا في شيء من التساهل! كتاب الأستاذ سيد قطب مشاهد القيامة في القرآن».. ويعقب عليها بقوله: «إنها نسيت أنَّ كتاب سيد قطب «التصوير الفني في القرآن» قد صدر قبل كتاب «المشاهد» بنحو عامين؛ بل تغافلت عن هذا الكتاب إطلاقًا.. ونسيتْ -أو تناستْ- أن الأستاذ سيد قطب هو أول من فتح باب الدراسات الأدبية للقرآن بمقاله الذي نشر في مجلة المقتطف عام ١٩٣٩... بل نسيت «في ظلال القرآن»، وهو كله دراسة أدبية لم تعهد من قبل، وقد صدر قبل كتابها بنحو تسع سنوات.
وبعد هذا يدلف المؤلف البليهي للحديث عن مؤلفات سيد قطب الأدبية والفكرية، ويتناول بالعرض الموجز أهم ما حوته من أفكار وموضوعات، وبيان الأساليب التي صاغ منها تلك الأفكار؛ ففي مجال الفن القصصي يتكلم عن مؤلفات سيد قطب القصصية مثل «المدينة المسحورة، أشواك، طفل من القرية»، وفي مجال الشعر يتحدث عن نماذج من شعر سيد قطب وعن دواوينه الكثيرة التي منها «الشاطئ المجهول، الكأس المسمومة، قافلة الرقيق، حلم الفجر»، وكذا عن بواعث الشعر وعن مهمة الشاعر في الحياة من وجهة نظر سيد قطب رحمه الله، كما يتطرق الأستاذ البليهي لدراسات سيد قطب الأدبية القرآنية، ويعرض نماذج لكتبه في هذا الباب مثل «التصوير الفني في القرآن، مشاهد القيامة في القرآن».. ويعرج على دراسات سيد في النقد الأدبي، ويورد نماذج من كتبه مثل: «كتب وشخصيات، النقد الأدبي: أصوله ومناهجه، المذاهب الفنية المعاصرة، نقد كتاب مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين».
وبعد هذا يستطرد في عرض بقية كتب الشهيد سيد قطب الإسلامية، مُعرفًا بكل كتاب وملخصًا لأهم ما جاء فيه. وقد أدرج في هذا المجال الكتب التالية: «في التاريخ فكرة ومنهاج، العدالة الاجتماعية في الإسلام، السلام العالمي والإسلام، معركة الإسلام والرأسمالية، معركتنا مع اليهود، دراسات إسلامية، في ظلال القرآن، الإسلام ومشكلات الحضارة، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، نحو مجتمع إسلامي، هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، معالم في الطريق».
ثم يختم المؤلف كتابه ببيان أن سيد قطب كان يؤمن بما يقول، ويلتزم بمقتضى الإيمان من عمل دائب في سبيل الله، وهو ينادي بكل قوة: خذوا الإسلام جملةً، أو دعوه، فالإسلامُ كلٌّ لا يتجزأ ووحدة لا تنفصم، وهو لا يؤدي دوره في إصلاح الحياة وهداية الناس وتوفير الحياة السعيدة حتى يكون هو الآمر الناهي، وحتى يصبح هو المهيمن المسيطر، وحتى يكون هو الموجه لسلوك الأفراد والأمم والحكومات.. وهو متفائل بأن المستقبل سيكون للإسلام.
وقبل أن أختم تقديمي لكتاب الأستاذ البليهي عن سيد قطب وتراثه الأدبي والفكري، لا يفوتني أن أشير إلى أن المرحوم سيد قطب بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي، يؤكد فيه بأن الكتب المعتمدة لديه من مؤلفاته ستة وهي: «هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، معالم في الطريق، الإسلام ومشكلات الحضارة، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، في ظلال القرآن «الطبعة الثانية»»، وأما ما عدا ذلك من مؤلفاته فكان يقول بأن الله إنْ مدَّ في عمره فسيعيد النظر فيها؛ لأنه قد عدل عن بعض ما جاء فيها من أفكار وآراء، وذهب الشهيد سيد قطب إلى ربه ولا ندري إن كان قد أوضح للمقربين له بالسجن آخر أيامه مواطن الرجوع أم لا؟
وأخيرًا لا يسعنا إزاء هذا الجهد المشكور والعمل المبرور -إن شاء الله- الذي قدمه الأستاذ إبراهيم بن عبد الرحمن البليهي، إلا أن نضرع إلى المولى الكريم في أن يوفق تلامذة سيد قطب -الذي التزم بمنهج الإمام البنا ومن سبقه من المجاهدين الأعلام كابن تيمية- في تدبر ما قاله في مؤلفاته، وخاصة كتبه الستة المعتمدة، وأن يثبتوا على الحق كما ثبت، ويتذكروا اعتزازه واستعلاءه بإيمانه، وصلابته في عقيدته، وجرأته في الحق، ولو كانت الضريبة ذهاب نفسه، ولقد صدق سيد قطب ما عاهد اللهَ عليه؛ فصدقه الله واختاره لجواره مع الصديقين والشهداء وحُسن أولئك رفيقًا، كما رفع الله ذِكره ونشر فكره حتى طُبع من مؤلفاته مئات الألوف، وتُرجمت إلى أكثر من عشرين لغة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وجزى الله الأستاذ البليهي عن الإسلام وأهله خير الجزاء، ونفعنا والمسلمين بكل ما قدَّم لنا من خير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبد الله العقيل
• قال العلامة المودودي: «ما أن فرغت من قراءة كتاب معالم في الطريق، حتى رأيت كأنني أنا الذي كتبته؛ لأن كل ما فيه هو ما أراه وأعتقده».
• وروي عن الأستاذ الهضيبي قوله عن الكتاب: «مقالة الرجل مقالة حق، فافهموها وتدبروها».
من تراث الشهيد سيد قطب
١- في ظلال القرآن.. «ثلاثون جزءًا».
٢- العدالة الاجتماعية في الإسلام.
٣- خصائص التصور الإسلامي ومقوماته.
٤- الإسلام ومشكلات الحضارة.
٥- هذا الدين.
٦- المستقبل لهذا الدين.
٧- السلام العالمي والإسلام.
٨- التصوير الفني في القرآن.
۹- مشاهد القيامة في القرآن.
١٠- دراسات إسلامية.
۱۱- معركة الإسلام والرأسمالية.
۱۲- النقد الأدبي.. أصوله ومناهجه... «نقد».
١٣- أشواك... «قصة».
١٤- طفل من القرية... «قصة».
١٥- كتب وشخصيات... «نقد».
١٦- الشاطئ المجهول... «شعر».
۱۷- المدينة المسحورة... «قصة».
۱۸- نقد کتاب مستقبل الثقافة... «نقد».
١٩- مهمة الشاعر في الحياة... «نقد».
۲۰- الجديد في اللغة العربية.
۲۱- الأطياف الأربعة «بالاشتراك مع إخوته».
٢٢- الجديد في المحفوظات.
٢٣- روضة الطفل.
٢٤- القصص الديني.
٢٥- نحو مجتمع إسلامي.
٢٦- قافلة الرقيق... «شعر».
٢٧- أمريكا التي رأيت.
۲۸- مقومات التصور الإسلامي «ج٢».
٢٩- في موكب الإيمان.
٣٠- في ظلال السيرة.
۳۱- حلم الفجر... «شعر».
٣٢- معالم في الطريق «المجموعة الأولى».
٣٣- أوليات في هذا الدين.
٣٤- هذا القرآن.
٣٥- تصويبات في الفكر الإسلامي المعاصر.
٣٦- المجموعة الثانية من «معالم في الطريق».
٣٧- معالم في الطريق «المجموعة الثانية».
٣٨- أفراح الروح.
۳۹- مع الخالدين.
٤٠- معركتنا مع اليهود.
یا شهيدًا رفع الله به جبهة الحق على طول المدَى
سوف تبقى في الحنايا علمًا هاديًا للركب، رمزًا للفدَى
ما نسينا، أنت قد علمتنا بسمة المؤمن في وجه الردَى
«إنَّ طبائع الأشياء تقتضي انتصار هذه الفكرة، فلقد انتهت موجة التفكك والتمزق، ولم تمت الفكرة الإسلامية في تلك الفترة المظلمة، فهيهات إذن أن تموت اليوم موجة اليقظة والانتفاض والإحياء!!»
الشهيد سيد قطب يكتب عن استشهاده عام ١٩٥٢!
إنه ليست كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها وتجمعها وتدفعها، إنها الكلمات التي تقطر دماء، لأنها تقتات قلب إنسان حي!
كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان، إن الكلمات التي ولدت في الأفواه، وقذفت بها الألسنة، ولم تتصل بذلك النبع الإلهي الحي فقد ولدت ميتة، ولم تدفع بالبشرية شبرًا واحدًا إلى الأمام، إن أحدًا لن يتبناها لأنها ولدت ميتة، والناس لا يتبنون الأموات.
إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئًا كثيرًا؛ ولكن بشرط واحد: أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم، أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم، أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق.
إنَّ أفكارنا وكلماتنا تظل جثثًا هامدة حتى إذا متنا في سبلها، أوغذَّيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل