; الاحتلال الأمريكي للعراق إلى أين ؟- سيناريوهات المستقبل (أخيرة) | مجلة المجتمع

العنوان الاحتلال الأمريكي للعراق إلى أين ؟- سيناريوهات المستقبل (أخيرة)

الكاتب عوض بن محمد القرني

تاريخ النشر السبت 18-أغسطس-2007

مشاهدات 13

نشر في العدد 1765

نشر في الصفحة 66

السبت 18-أغسطس-2007

تناولنا في العددين الماضيين أربعة خيارات السيناريوهات المستقبل في العراق، وهي خيارات مواجهة المقاومة السنية، أو التفاهم مع القوى السنية، أو الانسحاب الأمريكي أو البقاء واستيعاب الأطراف، واليوم نتناول الخيار الخامس والأخير والأمثل كما أراه وهو: 

الخيار متعدد الجوانب

 أما الخيار والاحتمال الذي يشكل الحل الأنسب من وجهة نظري فهو الخيار المتعدد الجوانب...

 وهو خيار ممكن تحقيقه، إذا التقت جميع الأطراف المؤثرة الداخلية والخارجية على رغبة صادقة في إيجاد حل لمصلحة الشعب العراقي أولًا، ثم لمصلحة جميع الأطراف، حيث إنه يحقق مصالح الجميع وعلى رأسها الحفاظ على دولة العراق الموحدة، وهذا الخيار يتمثل في الآتي:

1- الاعتراف بالمقاومة العراقية الإسلامية الأصيلة كمكون رئيس في تمثيل الشعب العراقي والقبول بالتفاهم معها

2- إعادة الاعتبار للقوى الشيعية والوطنية المهمشة.

3- الاعتراف بمصالح الدول المجاورة في العراق، والتعاون معها وفيما بينها بموضوعية من الدول العربية وتركيا وإيران.

4-  التزام أمريكا بضمانات دولية بالانسحاب من العراق خلال عام وتقديم جدول ملزم لذلك.

5- وضع دستور عراقي جديد يحفظ وحدة العراق ومساواة جميع مكوناته وانتمائه لمحيطه الطبيعي العربي والإسلامي، بدلًا من الدستور الذي صاغه بريمر الموظف الأمريكي الاستعماري الفاسد.

6- إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين العراقيين لدى قوات الاحتلال والأجهزة الطائفية العاملة تحت لافتات حكومية وتعويضهم.

7- قيام المجتمع الدولي بإعادة إعمار العراق وفق خطة حقيقية بعيدًا عن الأوهام، والزام القوى المحتلة بتعويض العراق عما أصابه.

8- إعادة المهجرين إلى ديارهم وضمان أمنهم وتعويضهم عما أصابهم. 

9- كشف ملف الفساد والتعذيب والتطهير العرقي والطائفي ومحاسبة ومحاكمة الضالعين فيه من العراقيين ومن غيرهم.

ضمانات النجاح لهذا الخيار :

وهذا الخيار حتى ينجح يستدعي أن تقوم القوى المعنية بالآتي:

1- فتح باب حوار بين الدول العربية وتركيا من جانب، وإيران من جانب آخر بعيدا عن الإملاءات الأمريكية.

 ٢- أن تسعى الدول العربية لفتح قنوات اتصال مع المقاومة العراقية، وبناء جسور من الثقة، وأن تعمل على توحيدها في جبهة واحدة وأن يتم دعمها وحمايتها والتخلي عن المحاذير والهواجس من غضب أمريكا، إذا تم الاتصال بهذه المقاومة كما هو الحال الآن، فإن أمريكا الآن هي غير أمريكا قبل أربع سنوات، وبدون دعم المقاومة لا يمكن استعادة التوازن في العراق الذي هو مقدمة ضرورية لأي حل عادل.

٣- قيام الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بحشد المنظمات الشعبية العربية والإسلامية للقيام بدور واسع في دعم الشعب العراقي وتخليصه من الاحتلال، والقيام بعمليات إغاثية واسعة النطاق للشعب العراقي في العراق وفي البلدان المجاورة التي نزح إليها المواطنون العراقيون جراء الحرب.

٤- أما المقاومة العراقية فإنني أدعو الفصائل الرئيسة المعتدلة منها إلى تكوين جبهة واحدة، تقوم بالاتصال بالقوى الإسلامية والوطنية غير العميلة بلا استثناء، وأيًا كان موقعها، وتتشاور معها في إعداد برنامج وطني واحد، يكون بديلًا للوضع القائم. 

إن هذه المقاومة في أشد الحاجة إلى فقه سياسي راشد بقدر ما أبدته من شجاعة وبطولة وتضحيات. 

٥- أما شعوب المنطقة وقواها الحية فإن الواجب عليها أن تقف مع الشعب العراقي في محنته فهو يدافع عن المنطقة كلها ضد الهجمة الأمريكية.

الرابط المختصر :