العنوان سينما السيارات.. أداة هدم جديدة - تسهيلات للفساد وفرصة للشغب والمشاحنات
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974
مشاهدات 25
نشر في العدد 193
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 26-مارس-1974
سينما السيارات.. أداة هدم جديدة
تسهيلات للفساد وفرصة للشغب والمشاحنات
نشرت الزميلة «الطليعة» نقدًا حول «سينما السيارات»، أشارت فيه إلى خطورة هذا النوع من السينما وأثرها في إتاحة الفرصة إلى تصرفات شاذة من المحتمل أن يتصرفها الرواد.. كما أشارت إلى أن جمهور السينما في القاعات المغلقة كثيرًا ما تصدر منه تصرفات غير مهذبة، مما يجعل بعض الناس يقسم على عدم العودة إلى حضور الأفلام في قاعات السينما الموجودة حاليًا مرة أخرى.
ولقد سبق «للمجتمع» أن تحدثت عن خطورة مثل هذه الدار التي تتيح للمشاهد شذوذًا في التصرف أكثر بكثير مما تتحيه دور السينما العادية.
وبالرغم من أنا نعلن دائمًا في هذه المجلة عن سوء ما يختار من أفلام تعرض في قاعات السينما العادية، حتى أصبحت السينمات وسيلة لا تعرض إلا الخبيث؛ اللهم إلا بعض الأفلام النادرة.. بالرغم من ذلك فإن سينما السيارات لها خطورة مزدوجة؛ إذ إنها بالإضافة إلى سوء الأفلام التي تعرض ستتيح فرصة للغواية والانحراف لا تتيحها السينما العادية. ففي هذه السينما سيكون المشاهد منفردًا في سيارته ومعه من يشاء في هذه السيارة، ونترك للقارئ أن يتخيل من سيجلب المشاهدون معهم في سياراتهم؟! وماذا يمكن أن يحدث حين تعرض المواقف المثيرة على الشاشة؟!
إن افتتاح هذه السينما لن يكون فيه جديد إلا إتاحة الفرصة لمن يريد الانحراف أن ينحرف بسهولة ويسر..
وإن دور العرض التي تنتشر هنا وهناك فيها الكفاية وزيادة.
فما الذي يدفع مؤسسة السينما لمثل هذه المشروعات.. وهل في ذهن هؤلاء أن حضارة الأمة وتقدمها تقاس بتعدد دور السينما فيها كمًّا وكيفًا؟! وهل يجد هؤلاء أن كل تقليعة أمريكية يحدثها الأمريكان تصلح لأن تكون مثالًا يحتذى في بلادنا.
إن الإنسان ليصاب بالدهشة حين يجد أمتنا تسارع إلى بناء مشروعات للهو والعبث، لتتيح الفرص للانحراف، فما أن ننتهي من مشروع حتى نبدأ في مشروع، ونتذرع لذلك بشتى الوسائل.. فتارة باسم السياحة.. وتارة باسم استبقاء سكان الكويت فــــــي الكويت أثناء الصيف، وكأن الناس في هذا البلد لا يبقيهم إلا إتاحة الفرصة أمامهم ليلهوا ويعبثوا.. إن هذا استهانة صارخة بكرامة الإنسان.. فإن من لا يبقيه عمله وواجبه وحبه لأهل البلاد، لن يبقيه اللهو والعبث، فمثل هذا اللهو موجود في بلاد الدنيا أشكال وألوان.. والذي يبحث عنه لا يجد منه في الكويت جديدًا.
فاربطوا الناس بمشروعات خيرة، وأحيوا الأمة بملء فراغ شبابها فيما يعود عليهم بالخير.
أين مشروعات الصناعة؟ وأين المشروعات التي نستغل فيها فراغ الشباب في نفع نفسه ونفع أمته؟ وهذا هو ما نحتاج إليه.. وإن الأموال التي تهدر هنا وهناك أمامها من المجالات التي تستثمر فيها ما يملأ أرضًا خيرًا ورزقًا، فلم لا توجه إلى هذا السبيل.
وأخيرًا نقول: ليت هذه الأمة تعيش بذاكرتها، فلا تنسى أبدًا أنها أمة يعمل فيها التمزيق من كل جانب.. وأنها أمة يفتح عينه عليها كل طامع.. وأنها أمة يسعى إلى إذلالها كل حاقد.. وأنها أمة لا يراد لشبابها إلا اللهو والعبث بتخطيط من أعدائها في كل مكان.
فمن أراد لهذه الأمة خلاصًا من هذا التخطيط فهو لها صديق، ومن أراد لها انحرافًا فهو عدو؛ وإن تزي بزي صديق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل